اليوم وغدا .. الحريري هو رئيس الحكومة

غسان جواد
التمديد لرئيس الجمهورية صعب لانه انحاز في السنتين الاخيرتين الى محور اقليمي ضد آخر في ما يخص الشأن السوري .والسعودية يجب ان ترفع الحرم عن مشاركة حزب الله في الحكومة.

رأى المحلل السياسي غسان جواد أن حضور الرئيس سعد الحريري اجتماع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، هو رسالة سعودية للجميع بأن الحريري هو زعيم الطائفة السنية في لبنان، وهو رئيس الحكومة فعليا ، وسيتكون رئيس الحكومة المقبلة.

واعتبر في حديث لـ”جنوبية” ان اجلاس الحريري الى يمين الرئيس سليمان، اي في الموقع المفترض لرئيس الحكومة، لو كان في عداد الوفد، له دلالاته الرمزية. عدا عن ان مجرد حضوره اللقاء من ضمن وفد اداري بحت، يرمز الى معان سياسية كثيرة.

وقال: السعودية تعيد تأكيد زعامة الحريري للسنة في لبنان على حساب الجميع وهذا ما اثار امتعاض الرئيس نجيب ميقاتي مثلا. فالحريري الذي يعرقل تشكيل الحكومة بقوة التعطيل المذهبي، يحتل عمليا اليوم موقعه.

واكد جواد أن موضوع التمديد يمكن ان يكون على جدول اعمال زيارة سليمان الى السعودية، اذا تعذر اجراء الانتخابات الرئاسية، لان سليمان يكرر دائما في الاعلام وفي مجالس خاصة انه لا يريد التمديد. وحتى لو رغب هو بذلك فان دون ذلك صعوبات كثيرة. فرئيس الجمهورية انحاز في السنتين الاخيرتين الى محور اقليمي ضد محور آخر في ما خص المسألة السورية. وعلى المستوى الداخلي فان تسوية الدوحة التي جاءت به رئيسا انتهت مفاعيلها.

وعن زيارة السعودية في هذا التوقيت قال جواد: هو رئيس البلاد ويحق له زيارة اي بلد لبحث العلاقات الثنائية وغيرها. ولان الزيارة تتم في ظل الانقسام السياسي وعدم تشكيل الحكومة ، فانها قد تعطي الامل بان تحمل شيئا من الحلحلة. وينجح الرئيس سليمان في اقناع المسؤولين السعوديين بانه لا يمكن قيام حكومة في لبنان بغياب مكون اساسي مثل حزب الله. فسليمان رئيس توافقي ولا بد ان تكون طروحاته في السعودية توافقية تنسجم مع خطه العام. ومن ناحيتها ينبغي على السعودية ، بعد التطورات الاخيرة المتصلة بسوريا، ان تكون اكثر واقعية في التعاطي مع لبنان، فتوقف سياسة المكابرة والتعطيل ، وتفرج عن الحكومة، وترفع الحرم عن مشاركة الحزب. وخصوصا ان التعطيل في لبنان صار عبثيا. وقد أدى ، وسيؤدي الى صدامات في الشارع.

اضاف: اذا حصل العكس وأصرت السعودية على موقفها المعطل، فان الرئيس لا يمكن ان يسير باي خيار لا يمكن تنفيذه في لبنان.هو يعرف البلد جيدا ويعرف توازناته وبالتالي لا يمكن ان يلتزم باي قرار غير قابل للتطبيق، مثل حكومة الامر الواقع.

السابق
ما الرابط بين عصير الفاكهة والسكّري؟
التالي
إكتشفت إصابتها بالسرطان أثناء بث مباشر