المستقبل: بعبدا استعداد سعودي لدعم النازحين في لبنان

كتبت “المستقبل ” تقول:  بدأت نتائج زيارة الرئيس العماد ميشال سليمان إلى المملكة العربية السعودية ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والمسؤولين السعوديين بالظهور تباعاً، رغم حملة التشكيك والانتقادات من قبل وسائل إعلام فريق “8 آذار” التي قلّلت أهمية الزيارة وإمكانية إحداثها أي تأثير إيجابي على الوضع السياسي المتأزم الذي يمّر به البلد. وأكّدت مصادر بعبدا لـ “المستقبل” ارتياحها لنتائج هذه الزيارة” مشيرة إلى أن القيادة السعودية “أكّدت أن المملكة على استعداد لمساعدة لبنان بما يطلبه منها في موضوع النازحين السوريين، وهي تحت سقف ما أقرته مجموعة التواصل في اجتماعها في نيويورك في أيلول الماضي، وما يتطلب ذلك من دعم في إطار مؤتمرات المتابعة التي ستعقد لهذه الغاية”.
وشدّدت المصادر أن مجرّد حصول الزيارة إلى السعودية “بحد ذاته، نجاح، وأن حرارة ومستوى الاستقبال يدلاّن على أهمية الزيارة والاهتمام السعودي الدائم في كل ما يخص لبنان”، مضيفة “إن القيادة السعودية كانت حريصة على التأكيد في هذه القمة أنه طالما هناك اضطرابات في المنطقة حول لبنان، فأهم شيء هو العودة إلى الحوار والتفاهم بين اللبنانيين والمملكة على استعداد للمساعدة بأي شيء يطلب منها لتعزيز التفاهم الداخلي”.
ونفت المصادر بشدة ما يتم تداوله عبر بعض الوسائل الإعلامية عن مباحثات أجريت في السعودية وتناولت الملف الحكومي وقالت “لم يتم التطرّق بأي شكل من الأشكال خلال القمة مع العاهل السعودي إلى الاستحقاق الحكومي أو الرئاسي، ولم يرد خلال اللقاء مع خادم الحرمين الشريفين أي كلمة في هذين الموضوعين”، مشدّدة على أن هذه المواضيع “شأن داخلي لبناني لا يبحث فيه رئيس الجمهورية مع أي دولة أخرى”.
وفي هذا السياق، اعتبر عضو كتلة “المستقبل” النائب أحمد فتفت أن الزيارة “رسالة سياسية إيجابية تنم عن الاهتمام بلبنان، وذات صلة بالاعتدال ضد التطرّف”.
وقال لـ “المستقبل” هذه الزيارة عبارة عن دعم للرئيس سليمان وخط الاعتدال السلمي الذي يمثّله الرئيس سعد الحريري”، لافتاً إلى أن “البحث لم يتطرق إلى التفاصيل لكن لمجرد عقد قمة بهذا الحجم والمستوى، فإن ذلك يعني أن هناك رسائل سياسية تكمن وراءها”.
وكانت قضية أبراج التجسس الإسرائيلي التي نصبها العدو على طول الحدود مع لبنان، موضع اهتمام ومتابعة على ضوء جلسة لجنة الإعلام والاتصالات النيابية التي أشارت إلى “مناحي ومخاطر جديدة عبر التقنيات التي يعتمدها العدو إن بزيادة الابراج او الاستباحة لكل قطاع الاتصالات سواء الهاتف الخلوي او الثابت او الانترنت او ما شابه”، فعبّرت كتلة “المستقبل” النيابية عن استنكارها لهذا “الاعتداء الاسرائيلي المستمر”، وشدّدت على “المضي في الاجراءات لمواجهة هذا الاعتداء الذي كان محط اجماع في اجتماع لجنة الإعلام والاتصالات النيابية”.
إلى ذلك، تمحور المشهد الأمني حول مدينة طرابلس أمس التي شهدت جريمة قتل عضو “جبهة العمل الاسلامي” سعد الدين غية باطلاق النار عليه داخل سيارته قرب منطقة البحصة من قبل مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية، في وقت كان رئيس “الحزب العربي الديموقراطي” علي عيد يرفض المثول أمام قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا لاستجوابه في قضية تهريب احد مرتكبي جريمة التفجيرين الإرهابيين لمسجدي “التقوى” و”السلام”. وسلّمت وكيلة عيد شقيقته المحامية هيام عيد القاضي أبو غيدا مذكرة دفوع شكلية عن شقيقها وطلب رفع بلاغ البحث والتحري الصادر بحقه، إلى جانب طلب تخلية سبيل الموقوف أحمد علي الذي اعترف بتهريب المتهم بتفجير مسجد “التقوى” أحمد مرعي بناء على طلب عيد. وأحال أبو غيدا الطلبات إلى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر لدراستها تمهيداً لابداء الرأي وإعادتها اليه لإعطاء القرار في شأنها.

“المستقبل”
وأملت كتلة “المستقبل” أن تكون زيارة الرئيس سليمان إلى السعودية “محطة أساسية على طريق تعزيز بناء الدولة وتطبيق القانون ودعم المؤسسات الرسمية الأمنية والسياسية”، كما استعرضت الخطاب السياسي المتوتر لـ “حزب الله” حيث “استعاد لغة التخوين والتصعيد والتهجم على الاخرين والاستقواء والتهديد بقطع الايدي والرؤوس من جهة، فيما عمد اخرون منه الى الاستداراك واستخدام لغة مغايرة تتحدث عن استخدام اسلوب الحوار في الداخل واعتماد الحلول التي تؤدي الى تشابك الأيدي من جهة اخرى، مما يعكس عمق الارتباك والتناقض الذي يعيشه الحزب في هذه المرحلة”.
وأشارت إلى أنها “تستنكر وترفض الأسلوب الأول، القائم على توسل الاستعلاء والغرور والتهديد منهجاً في التعامل مع الاطراف الداخلية، وتعتبر أن الوجه الثاني من لغة حزب الله يتطلب لاثبات جديته، اعلاناً واضحاً وصريحاً منه يعبر فيه عن التزامه الكامل باعلان بعبدا وسحب عناصره فوراً من سوريا وتأكيده بأن سلامة لبنان ووحدته وسيادة الدولة اللبنانية لا يمكن أن تُصان إلا عبر توقفه عن لعب دور الذراع الإقليمي للحرس الثوري الايراني والتخلي عن اصراره على وجوده كتنظيم عسكري مستقل عن الدولة مما يناقض ميثاق العيش المشترك ومرجعية الدولة الواحدة الجامعة”.

سلام
إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة على مداولات تشكيل الحكومة الجديدة “المستقبل”، أن الرئيس المكلّف تمام سلام لا يزال مصراً على الاستمرار في اتصالاته ولقاءاته لتشكيل حكومة ترضي الجميع، رغم كل ما يوضع امام عملية التشكيل من عقبات وعراقيل.
وأشارت المصادر الى أن سلام لن يغامر في تشكيل حكومة تحد لأنه لا يريد إدخال البلد في مشكلات اضافية الى التي يعانيها. وأوضحت أن سلام يعتبر زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للمملكة العربية السعودية “جيدة ومهمة”، ومن المتوقع أن يلتقيه الاسبوع المقبل قبل سفر رئيس الجمهورية الى الكويت.

السابق
الديار: نصرالله الاغتيال مؤشر لمسار خطر
التالي
اللواء: الحكومة تحضر بين سليمان والحريري