الشرق: الحريري الى لبنان في وقت غير بعيد

كتبت “الشرق ” تقول: اما وقد تمت الزيارة الرئاسية اللبنانية الى السعودية وطوت معها كل ما رافق اعلان ارجائها في الموعد الاول من تقديرات موغلة في السلبية حول العلاقة بين البلدين، فان الانظار توجهت نحو النتائج المأمولة لا سيما بعدما اكتسبت القمة طابعا بالغ الجدية وحملت اكثر من رسالة سعودية للداخل اللبناني والقوى الاقليمية المعنية، واعطت الاشارة الاوضح الى دخول العلاقات اللبنانية – السعودية في مسار متجدد دشنه عمليا حضور الرئيس سعد الحريري اللقاء – القمة وطبيعة الزيارات التي عقدها سليمان في المملكة، واعطت قوة دفع للرهانات المتعاظمة حول دخول المملكة بقوة على خط تقديم المساعدات للبنان لتمكينه من الاستمرار في تحمل وزر النزوح السوري الى اراضيه، وهو احد ابرز الملفات التي حضرت على طاولة المحادثات اللبنانية ? السعودية، ويبدو انها ستشكل الثمرة الاولى للزيارة.
وفي حين، لم تشر المعلومات الرسمية الى تناول المحادثات اللبنانية- السعودية الملف الحكومي، الا ان اوساطا عليمة توقعت ان يكون للمملكة دور فاعل على هذا الصعيد سيتولاه سفيرها في لبنان علي عواض عسيري فور عودته الى بيروت، بعدما كان التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري قبل سفره الى الرياض ليرافق عن كثب المحادثات والملفات التي تناولتها اللقاءات اللبنانية – السعودية، علما ان العاهل السعودي كان اكد امام الرئيس سليمان اكثر من مرة خلال المحادثات استعداد المملكة لتقديم العون للبنان الشقيق في اي ملف وعلى كل المستويات.
وفي السياق، نقلت “وكالة الانباء المركزية” عن اوساط سياسية مطلعة قولها ان رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تمام سلام اللذين استنفدا كل الجهود والمساعي من اجل تشكيل حكومة ترضي جميع القوى السياسية، ولو رضى الحد الادنى، لن ينتظرا الى “ما شاء الله” لتقديم تشكيلة حكومية وهما عازمان، ان لم يحدث اي تغيير في المواقف، على طرح تشكيلة حتى لو كانت حظوظ نيلها الثقة غير متوافرة. ذلك ان من غير الجائز ان ينهي رئيس البلاد عهده عاجزا عن تشكيل حكومة. وقالت الاوساط ان التشكيلة سترتكز الى قاعدة صيغة 9-9-6 على ان يختار سليمان وسلام الاسماء والحقائب وان شكلت مفاجأة لفريقي 14 اذار المتمسك بشرطي “الاعلانين”، اعلان حزب الله انسحابه من سوريا والتزام اعلان بعبدا و8 اذار المصر على حكومة سياسية تراعي اوزان واحجام الكتل النيابية. وقد اعلن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد امس ان الحكومة لن تشكل من دون المقاومة واذا تشكلت سيبقى البلد معطلا ولن تستطيع ان تحكم. واعتبرت الاوساط ان تشكيل الحكومة وفق صيغة 9-9-6 قد يكون المخرج الوحيد خصوصا ان قوى 8 اذار تعتبرها الحل الانسب والفرصة الواجب على قوى 14 اذار التقاطها لانها بحسب رئيس مجلس النواب نبيه بري تعطيها 13 وزيرا و85 في المئة سيطرة على القرارات، في حين لم توصد 14 اذار بابها كاملا على هذه الصيغة وابقته مفتوحا نصف فتحة.
وفيما عاد الرئيس سليمان ظهرا الى بيروت قبل ان يتوجه الاثنين الى الكويت للمشاركة في اعمال القمة العربية الافريقية الثالثة تحت شعار “شركاء في التنمية والاستثمار” التي تشكل مناسبة للاجتماع بعدد من الرؤساء العرب والتشاور في ملفات المنطقة، توقعت مصادر سياسية مطلعة ان تستتبع زيارة الكويت بجولة للرئيس سليمان على عدد من الدول العربية، وهي الجولة التي كانت ارجئت بعد تأجيل الزيارة الاولى للمملكة العربية السعودية. ووضعت المصادر زيارة الكويت والجولة العربية في اطار مساعي رئيس الجمهورية لحشد اكبر طاقة عربية مادية لمساعدة لبنان على تحمل اعباء النازحين السوريين الى اراضيه وترجمة دعوته في مؤتمر الكويت للنازحين لتقاسم الاعباء والاعداد.
وليس بعيدا، اعتبرت المصادر ان الزيارة الرئاسية السعودية شكلت ممرا الزاميا لسلسلة زيارات شخصيات لبنانية للمملكة التي عادت للعب دورها المعهود على الساحة اللبنانية، متوقعة حصولها اعتبارا من الاسبوع المقبل.
ولم تستبعد المصادر امكان بروز مؤشرات في اتجاه عودة الرئيس الحريري الى لبنان في وقت غير بعيد، بعدما تبددت الظروف التي حملته على المغادرة، مشيرة الى ان الملك السعودي كان استقبل الحريري مطلع الاسبوع قبل لقاء القمة مع الرئيس سليمان.
امنيا، خرق الهدنة الطرابلسية اغتيال عضو جبهة العمل الاسلامي سعد الدين غية باطلاق النار عليه داخل سيارته قرب منطقة البحصة من قبل مجهولين استقلا دراجة نارية. وفي حين نعت الجبهة غية معتبرة انه دفع ضريبة العمل الاسلامي الجهادي الوحدوي المقاوم مقابل التحريض المذهبي الفتنوي، اصدر “حزب الله” بيانا دان الجريمة واكد انها نتيجة لخطاب التعبئة التحريضية الذي تمارسه بعض الجهات في طرابلس ما يدفع البلاد نحو اجواء محمومة.
قضائيا، لم يمثل رئيس الحزب العربي الديموقراطي النائب السابق علي عيد امام المحقق العسكري الاول في بيروت القاضي رياض ابو غيدا للاستماع الى افادته في قضية اعتراف سائقه بتهريب متورطين في تفجيري مسجدي السلام والتقوى قي طرابلس الى سوريا. وحضرت وكيلته التي ابرزت تقريرا طبيا يفيد بعدم قدرة عيد على الحضور لاسباب صحية وقدمت مذكرة دفوع شكلية وطلبت الاستماع الى افادات شهود ورفع بلاغ البحث والتحري عن عيد واخلاء سبيل سائقه.
اما ملف تهريب اموال الهيئة العليا للاغاثة فأصبح في عهدة النيابة العامة المالية اثر تحويل ملف التحقيق مع الامين العام العميد ابراهيم بشير وزوجته الى القاضي علي ابراهيم لاتخاذ الاجراء القانوني. واشارت مصادر متابعة الى اتجاه للادعاء على بشير وزوجته بتهمتي اختلاس الاموال وتهريبها.
اقليميا، تبدو كل المؤشرات متجهة نحو اتفاق وشيك بين الدول الكبرى وايران في ما يتصل ببرنامجها النووي خصوصا في ضوء اعلان ايران ان زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن ان تتم قبل 11 كانون الاول المقبل وبدء جولة المباحثات الجديدة بين ايران والوكالة على مستوى الخبراء، وهو امر من شأنه تعبيد الطريق لعقد مؤتمر جنيف 2 الذي ابدى الائتلاف الوطني السوري موافقته المشروطة على المشاركة فيه بهدف تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة، والا يكون لنظام الرئيس بشار الاسد دور في المرحلة الانتقالية. وتزامنت هذه المعطيات مع موقف فرنسي اعلنه وزير الخارجية لوران فابيوس اعتبر فيه ان موقف الائتلاف يشكل تقدما كبيرا نحو امكانية الحل السياسي ويبرهن على حس المسؤولية لدى المعارضة المعتدلة.

السابق
اللواء: الحكومة تحضر بين سليمان والحريري
التالي
الاخبار: عون يصعّد نفطياً من يرد أن يخنق لبنان فسنخنقه