الديار: نصرالله الاغتيال مؤشر لمسار خطر

كتبت “الديار ” تقول: لغة الاغتيال والسلاح هي السائدة في طرابلس، والغليان الطائفي والمذهبي يلفها، ويبدو ان الخطة الامنية للمدينة لن تسلك طريقها للتنفيذ، ورغم توقف الجولة 17 العسكرية، فان المدينة ما زالت تشهد اضطرابات امنية متنقلة توجت امس باغتيال الشيخ سعد الدين غيه القيادي في جبهة العمل الاسلامي والمحسوب على قوى الثامن من اذار، امام منزله من قبل مسلحين مكشوفي الوجه اطلقا عليه 5 رصاصات اصابته في الرقبة والقلب والرأس واليدين حيث توفي على الفور.
واللافت ان طرابلس تعيش اجواء توتر واحتقان طائفي كبير، منذ تفجيري مسجدي السلام والتقوى، واتهام عناصر محسوبة على الحزب العربي الديموقراطي بعملية التفجير وتوقيف بعض المشتبه بهم ومغادرة آخرين الاراضي اللبنانية واستدعاء النائب السابق علي عيد للتحقيق في هذا الملف وعدم مثوله امس بعد ان قدم تقريرا طبيا لا يسمح له بالمثول، بالاضافة الى ممارسات المسلحين وقادة المحاور والتي توجت نهار الاحد الماضي في مهرجان خطابي من قبل القوى السلفية تمثل برفع سقف هذه الخطابات حيث كان الشيخ السلفي بلال بارودي واضحا في مخاطبته لقوى 8 اذار بالقول “ليس مطلوب منكم ان تكونوا مع الثورة السورية، ولكن ممنوع ان تكونوا مع النظام السوري وحزب الله في طرابلس وفسروها كما شئتم”.
وفي ظل هذه الاجواء استفاقت طرابلس امس على خبر اغتيال الشيخ سعد الدين غيه امام منزله بعد ان قام مسلحان يستقلان دراجة نارية بإطلاق 5 رصاصات عليه داخل سيارته “البورتميليو” الفضية اللون في محلة البحصه في اسواق طرابلس القديمة ونقل على اثرها الى مستشفى السيدة في زغرتا لكنه ما لبث ان فارق الحياة.
وكان الشيخ غيه قد تعرض لمحاولة اغتيال منذ شهرين بعد وضع عبوة صغيرة في سياراته تقدر بـ200 غرام من مادة الـ ت.ن.ت واصيب بيده، كما تم توقيفه في موضوع تفجيري دار السلام والتقوى واطلق سراحه، كما تعرض عام 2009 لعملية اغتيال.
وفي تفاصيل عملية الاغتيال ايضا ان الشيخ غيه بعد ان ادى صلاة الصبح توجه الى سيارته امام منزله وبعد ان اصبح بداخلها اقترب منه المسلحان اللذان يستقلان دراجة وفي وضح النهار وامام الجيران واطلقوا عليه الرصاصات.
والمعروف ان الشيخ غيه من ابرز المؤيدين في الشمال للنظام السوري ولحزب الله، واتهم بأنه يقوم بتطويع الشباب في سرايا المقاومة ويتلقى اموالا من الحزب، علما انه حاصل على شهادة دكتوراه من جامعة حلب.
ومن ضمن عمليات الاغتيال بحق قيادات في 8 اذار في طرابلس اغتيال عبد الرزاق الاسمر وهو من المؤيدين للمقاومة منذ شهرين، كذلك حسان الموري.
وقد نعى رئيس جبهة العمل الاسلامي الشيخ هاشم منقاره غيه ودعا الدولة الى حزم امرها والسياسيين الى العمل لوقف هذه الموجة الهستيرية الالغائية، كما دانت الاحزاب المؤيدة لسوريا هذه الحادثة.
وفور مقتل الشيخ غيه حضرت قوة من الجيش اللبناني والمباحث الجنائية وقامت باجراء التحقيقات، وذكر ان الاجهزة الامنية لديها مجموعة من الاسماء المشتبه بها.
وذكرت معلومات، ان غية تعرض لتهديدات وان جهات نصحته بأخذ احتياطات امنية.
وسجل ليلا اطلاق نار على مواطن سوري مؤيد للنظام السوري من قبل مجهولين مما ادى الى مقتله ايضا، وكذلك اطلقت القوى الامنية النار على مجموعة مسلحة رفضت الامتثال لاوامرها مما ادى الى اصابة شخص، وتعليقا على عملية الاغتيال قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “ان اغتيال الشيخ سعد الدين غيه هو استهداف لخط المقاومة ولكل موقع وطني حريص، لافتا على ان اغتيال الشيخ غيه يدل على الاستهداف الذي يقوم به التكفيريون ورفضهم لكل من يختلف معهم.
واستغرب السيد نصرالله تجاهل بعض القوى السياسية لهذا الاغتيال وكأنه غير موجود، مشيرا الى ان هذا الاغتيال مؤشر لمسار خطر بدأ في طرابلس ويمكن ان يتجه الى بعض المناطق اللبنانية ويجب التحذير منه وهناك خشية من التأسيس لاتجاهات معينة في لبنان، وطالب نصرالله الدولة بأن تتعاطى في حادث اغتيال الشيخ غيه كما تعاطت مع موضوع التفجيرات في طرابلس والضاحية والقصة ليست في عدد الشهداء بل ان هكذا عمل مدان يمكن ان يؤسس لاتجاهات معينة تؤثر على الداخل اللبناني، داعيا الدولة والقوى السياسية الى التعاطي مع هذه الحادثة بمنتهى الخطورة”.
وايد ليلا ان الجيش اللبناني نفذ انتشارا واسعا في احياء طرابلس.

السابق
السفير: السعودية على تشدّدها لا حكومة
التالي
المستقبل: بعبدا استعداد سعودي لدعم النازحين في لبنان