واخيرا صدق نتنياهو!

إن امتحان الزعامة الحقيقي هو القدرة على التوقع وعلى الرد على مسارات جغرافية سياسية، تتجاوز فترة ولاية للحكم. حينما أثار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في برنامج العمل العالمي موضوع تسلح ايران بالسلاح الذري، هز كثيرون رؤوسهم في شك وعدم ثقة. ولم يدرك رؤساء دول مهمة في الوقت جوهر الخطر الذي يلوح من دولة ارهابية تملك سلاح إبادة جماعية، وهو سلاح يُمكّن متطرفين لا يردعهم شيء من أن يهددوا الحضارة الغربية كلها.
إن مسؤولين كبارا في المؤسسة الامنية الاسرائيلية في الماضي والحاضر، ومنهم رؤساء موساد و’شباك’، في فساد عام ومع تغطية وتشجيع من وسائل اعلامية ليست بذات مسؤولية، خرجوا في معركة متزامنة على رئيس الوزراء، وقد هددوا مواطني الدولة من الصباح الى المساء بالنتائج المتوقعة لهجوم على ايران. وقدموا رئيس الوزراء على أنه مُهيج حرب وحاولوا أن يسلبوا حكومة منتخبة شرعيتها. وأصبح واضحا اليوم كم كانت مزاعمهم مثيرة للسخرية.
حينما وقف رئيس الوزراء على منبر الجمعية العمومية للامم المتحدة ورسم مراحل تقدم المشروع الذري الايراني، سخر منه كثيرون في البلاد وفي العالم. وقد رفضوا أن يؤمنوا بأنه أخذ ينشأ في ايران بنى تحتية للسلاح الفظيع يرعاها التسويف العالمي.
بذلت اسرائيل جهودا ضخمة كثيرة وكانت جهودا جعلت ايران تقف آخر الامر في مواجهة عقوبات ثقيلة وهي عقوبات أفضت الى تبديل الحكم في طهران والى ازمة اقتصادية والى فقدان كثيرين ثقتهم بآيات الله. وقبل الاستسلام الايراني بلحظة وكأن ذلك عمل الشيطان، خطا الايرانيون خطوة مُحكمة بصورة عجيبة تآلفت جيدا مع ضعف الولايات المتحدة واوروبا. وأصبحوا في تكتيك لين قاتل مع حفل أقنعة هاذٍ على شفا نجاح سيحرر أعناقهم من القبضة المؤلمة.
إن اتفاقا مع ايران دون وقف مسار التسلح فورا سيصبح ندبا لحقب متطاولة. والعقوبات التي ستُزال لن تُعاد أبدا ويبدو أنه لا جديد البتة في الغرب. يوجد خط مستقيم مهدد مقلق يربط بين ميونيخ في 1938 وجنيف في 2013. وقد ثبت مرارا كثيرة في تاريخ البشر أن اليهود لا يستطيعون أن يعتمدوا إلا على أنفسهم. إننا لنحمد الله على أننا حظينا بدولة مستقلة ذات جيش قوي يستطيع أن يؤمن مستقبل اليهود. ومن المهم جدا في هذه الايام أن تقوم كل قيادة الدولة من اليمين واليسار موحدة من وراء المصالح الحيوية لوجود الدولة. فقد ثبت أكثر من مرة في الماضي أننا نستطيع بسبب الوحدة أن نواجه كل ازمة وعدو قريب أو بعيد.

السابق
هجرة جماعية
التالي
مخاوف من تحول لبنان إلى أرض جهاد