عراقي يصطاد السمك في بركة الشارع!

عراقي يصطاد سمك في الشارع

«الحاجة أم الاختراع».. أما في العراق، فتدني مستوى الخدمات التي تقدم للمواطنين، هو أم الاختراعات والسخرية معا، وهو ما جعل من عباس أبو أحمد ابن مدينة الرمادي «صيادا ساخرا»، يتلو شعرا ينتقد فيه أداء الحكومة، ويصطاد في بركة من مياه الصرف الصحي صنعتها الظروف السيئة للخدمات الحكومية.
إذا كنت زائرا للرمادي في محافظة الأنبار فستجد فيها مواطنا يجلس أمام متجره الصغير خارج منزله وسط المدينة، ويضع صنارة صيد في بركة مياه في الشارع، لكن المفاجأة أن «البركة من دون أسماك»، حيث صنعتها حفرة عميقة خلفها انفجار قديم امتلأ بالماء، نتيجة كسر أحد أنابيب مياه الشرب، وانسداد أنابيب الصرف الصحي في المدينة.
ويقدم «الصياد الساخر» عرضاً مجانياً للمارة في الشارع، يتظاهر خلاله بصيد الأسماك، وتلاوة الشعر الذي ينتقد فيه الحكومة بطريقة ساخرة، ويعكس من خلال عرضه واقع المدينة ومعاناة المواطنين من تردي الخدمات وفساد مؤسسات الدولة.
ويقول أبو أحمد، عن الأسباب والدوافع التي جعلته يقدم عرضه الساخر عن الحكومة، إن «الإهمال وعدم شعور المسؤولين في العراق اليوم بالمواطن وحقوقه على الدولة دفعني إلى تقديم عرضي هذا، لعلي أجد حلا لمشكلتي».
ويوضح ان المشكلة بدأت عند قيام الشركة التي تنفذ عملية تعبيد الطريق أمام بيته ومتجره بإعادة تعبيد الشارع، بعد معاناة طويلة ومطالبات كثيرة، استمرت لسنوات، لكن أثناء العمل كسر أنبوب رئيسي لنقل مياه الشرب وتم إصلاحه بطريقة خاطئة، حيث استمر تسرب المياه منه، إلى أن أصبح الشارع عبارة عن بركة للمياه.
ويقول «قدمت مع أهالي الحي شكاوى عديدة ومطالبات كثيرة إلى الدوائر المختصة في البلدية ودائرة الصرف الصحي ودائرة المياه لإصلاح الخلل، وكل دائرة تلقي اللوم على الأخرى، واستمرت الحال على ما هي عليه منذ أكثر من شهرين، فقررت أن أفصح عن حالة البؤس والإحباط التي أصابتني من خلال العرض الذي أقدمه».
وقدم «الصياد الساخر» دعوة خاصة إلى وزير البلديات العراقي عادل مهودر راضي لزيارة الحي والاطلاع على المشكلة مباشرة، بعد عجز الدوائر المختصة في المحافظة عن حل المشكلة. وكتب في دعوته «أدعو وزير البلديات إلى زيارة محافظة الأنبار والاستمتاع بصيد الأسماك على طريقتي الخاصة، لعله يعجب بالتجربة ويوعز إلى الدوائر المختصة بإيجاد حل للمشكلة».
ويحذر أبو أحمد من «كارثة» قد تشهدها المدينة في حال هطول الأمطار بسبب تأخر إنجاز مشروع الصرف الصحي للمدينة، قائلا «نحن مقبلون على أن تصبح مدينة الرمادي أشبه بمدينة فينيسيا الإيطالية في حال هطول الأمطار بسبب تأخر إنجاز مشروع الصرف الصحي للمدينة، والطريقة السيئة التي يتم فيها تنفيذ المشروع بعد حفر معظم شوارع المدينة وتلف ما كان يعمل من شبكة صرف صحي، وهذا يعني أن المدينة معرضة للغرق في حال هطول الأمطار».
وهذا ما يؤكده مدير مشروع الصرف الصحي في الرمادي محمد شعبان بالقول إن «المدينة معرضة لخطر الغرق في حال هطول الأمطار، ونحن ندخل موسم الشتاء».

السابق
الكتائب: الإنتهاكات الإسرائيلية خطيرة وتستدعي تحركا عاجلا بمجلس الأمن
التالي
خنقت شقيقتها لرفضها المذاكرة