الشرق: فك اشتباك بين السراي وعين التينة

كتبت “الشرق ” تقول : بين الخطاب التصعيدي لحزب الله ومفاوضات جنيف النووية اكثر من رابط وبين مواقف امين عام الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد واللقاء الايراني – السعودي اكثر من سيناريو، لكن نقطة التباعد بين الحزبين ان الاول يصعد بلغة التهديد والوعيد لخلق مناخ ضبابي يغلف الصفقات الاقليمية والدولية لتعزيز شروط التفاوض في جنيف حول ملفات النووي والازمة السورية فيما يقر الثاني بالفم الملآن بالحقيقة الكامنة في مصير اللقاء السعودي – الايراني واتجاه الرياح الاقليمية “فاذا اختلفا بينهما نقاتل الى النهاية في طرابلس لاننا مع سوريا وهم مع السعودية واذا اتفقا ينتهي الموضوع ونتصالح كما تصالحنا سابقا مع الرئيس سعد الحريري”.
لعل العبارات التي حرص على اختيارها عيد في ختام مؤتمره الصحافي الممكن وصفه بالاعنف والاوضح منذ بدء المعارك في طرابلس تكاد تختصر كل المسافات وتشكل عنوانا عريضا للواقع المتحكم بالمشهد اللبناني الداخلي، كل القراءات السياسية تراهن على الالتقاء السعودي – الايراني على ملفات المنطقة لحل العقد المتحكمة بأزماتها عموما ولبنان خصوصا، لا سيما في ضوء تقدم المحادثات الايرانية الغربية والاتجاه الايراني للالتزام بتحريك المفاوضات النووية، بعدما قرر وزراء الدول الخمس الكبرى الاجتماع في جنيف مع وزير خارجية ايران احمد ظريف لحسم الملف النووي قبل توجه مدير مركز الطاقة النووية الى ايران الاثنين المقبل.
لكن عيد الذي اصاب في تحليل اسباب الخلاف امعن في الاستهداف الداخلي وحلل دماء وهدد وتوعد بقطع رؤوس والقضاء على دول واجهزة وذهب في مؤتمره الى اتهام ضباط من الجيش اللبناني بالعمالة والرؤساء الثلاثة بالمشاركة في الاجرام في حق لبنان اذا سكتوا عما يحصل مع علي عيد لأن ذلك يشكل خطرا على السلم الاهلي.
وفي السياق، نقلت “وكالة الانباء المركزية” عن مصادر في قوى 14 آذار ان كلام عيد وتهديداته هما في خانة حملة حزب الله الهادفة الى التعمية على التحولات الخارجية او في اسوأ الاحوال اطلاق صرخة ما قبل الموت، وقالت ان عيد المعروف الولاء والانتماء وهو اقر بذلك تلقى التعليمات من اسياده باستكمال هجومه على شعبة المعلومات التي تمكنت من كشف مخططاتهم الهادفة الى زرع الفتنة في طرابلس بعمليات التفجير ولما ادركوا انها سقطت بوعي قيادات المدينة اوعزوا لادواتهم باطلاق النيران السياسية في اتجاه كل من لا يرضخ لاملاءاتهم.
والوضع الطرابلسي، حضر في الاجتماع الامني الذي ترأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان السبت في حضور الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الداخلية العميد مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي ومدير المخابرات العميد ادمون فاضل ومدير عام قوى الامن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص.
وبحث المجتمعون في ما آلت اليه الخطة الامنية في طرابلس والآلية المعتمدة لتثبيت الهدوء والاستقرار.
في المحور السياسي، وفي وقت تتجه الانظار الى زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى المملكة العربية السعودية اليوم للقاء المسؤولين الكبار والبحث معهم في ملفات المنطقة الاساسية ومن بينها ازمة سوريا ومؤتمر جنيف والعبء الذي تشكله ازمة النزوح على لبنان، وما يمكن ان تنتجه الزيارة من ايجابيات على مستوى توفير حلول للعقد الحائلة دون فك الاشتباك السياسي الذي يجمد كل الملفات في الداخل، لفتت زيارة الرئيس ميقاتي الى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة لوضع حد للسجال الاعلامي. واعلن ميقاتي “ان اي خلاف ليس الا للمصلحة العامة لنرى كيف نمرر المرحلة الصعبة”.
ووصفت اوساط الرئيس بري اجواء لقائه مع ميقاتي بالممتازة. وقالت ان: “التواصل بين الرئيسين لا ينقطع ويتم بشكل دوري للتشاور في القضايا الوطنية والمصلحة العامة”. واشارت الى ان “تصريح الرئيس ميقاتي يعبر حقيقة عما جرى ويبدد الغموض والالتباس الذي احدثهما السجال الاعلامي الاخير”.
وفي السياق، اكد مرجع دستوري لـ”المركزية” ان الجهة الوحيدة الصالحة للبت في الموضوع وتفسير القانون حول الملفات الخلافية هي المجلس النيابي، بعدما تم تعطيل عمل المجلس الدستوري، واستغرب عدم دعوة مجلس النواب لتفسير القانون، معتبراً ان التقاعس عن هذه الدعوة خفي في طياته رغبة في عدم تفسير النزاعات الدستورية القانونية وتاليا تغييب الحلول.
وقالت مصادر نيابية في قوى 14 اذار ان الرئيس بري يحصر كل صلاحيات المجلس بيده ويرفض عقد جلسة لتفسير النصوص الدستورية حول النقاط الخلافية لابقاء المجلس اسير قراراته والتحكم بالواقع لصالح فريقه السياسي (…)”.

السابق
اللواء: طرابلس تغلي العدالة لشهداء المسجدين أو أخذ الحق بالقوة
التالي
الأخبار: تحقيقات فرع المعلومات سيارة المعمورة أتت من القلمون