الشرق الأوسط: حزب الله يحول مجالس عاشوراء إلى منصة لانتقاد 14 آذار

كتبت “الشرق الأوسط ” تقول:  شنّ حزب الله حملة ضدّ فريق 14 آذار متهما إياه بعرقلة تشكيل الحكومة ومشددا على ضرورة أن يكون التمثيل وفق الأحجام. وكانت مجالس عاشوراء في عدد من المناطق اللبنانية مناسبة لإلقاء نواب كتلة “الوفاء للمقاومة” كلمات تطرقوا خلالها إلى الوضعين اللبناني والسوري. في المقابل، استبعد وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال مروان خير الدين تشكيل حكومة في المدى القريب، مشيرا إلى “صعوبة الوضع في لبنان حيث لا يمكن لأي شخصية مهما علا شأنها، أن تتمكن من تأليف الحكومة في ظل الشروط والشروط المضادة المطروحة من كل الأطراف، والتي باتت معروفة من الجميع”.
ودعا وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن “إلى الحوار والتلاقي، وإلى تأليف حكومة على قاعدة التشكيل النسبي في المجلس النيابي”، وأكد: “إن هناك أفكارا عدّة حول هذا الموضوع، وقد طرحنا فكرة (9 – 9 – 6)، أي مناصفة بين فريقي 8 و14 آذار، و6 لصالح الوسطيين، أي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والنائب وليد جنبلاط، إلى جانب أفكار انبثقت من مصلحة وطنية، لكن الفريق الآخر يعطل ويضع شروطا وقراره ليس بيده”.
ومن مدينة جبيل، أكّد النائب حسن فضل الله أنّ “حزب الله مرتاح أكثر مما يتصور الكثيرون، من مسار الأحداث في المنطقة”، مضيفا: “لا نريد لبلدنا إلا أن يتوحد ويبنى على قاعدة الشراكة، ونحن كفريق سياسي قدمنا تنازلات من أجل مصلحة لبنان، رغم كل هذا الخطاب التصعيدي التحريضي الذي نسمعه من هنا وهناك. وآخر التنازلات التي قدمناها كانت عندما وافقنا على تسمية رئيس حكومة من فريق 14 آذار وقلنا له نحن حاضرون ومستعدون للتعاون من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، كما أننا في الحكومة السابقة كنا وحلفاؤنا نشكل أكثرية في الحكومة وليس فقط الثلث المعطل، ولكن الآن وبعدما قبلنا برئيس للحكومة من فريق 14 آذار، رضينا أيضا بالثلث المعطل لهذا الفريق، فهذا يعني أننا قدمنا تنازلا آخر لأننا كنا ولا نزال نحرص على البلد وعلى حكومة وحدة وشراكة”.
وأشار إلى أن “الذي يعطل تشكيل هذه الحكومة منذ البداية هو فريق 14 آذار، الذي يلتزم بمعادلات واضحة وتعليمات خارجية جاءت إليه لتجميد كل شيء في لبنان، الأمر الذي جعل كل هذا التعطيل القائم حاليا في البلد”. وحمل “فريق 14 آذار مسؤولية تعطيل تشكيل الحكومة والمجلس النيابي والمؤسسات ومعالجة الأزمات في لبنان، والشروط التي تتوالد من قبلهم لا مكان ولا مجال لها للتطبيق في لبنان”.
واعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق أن “فريق 14 آذار باستهدافهم المستمر والمتواصل للمقاومة فإنهم يستهدفون عناصر قوة لبنان أمام إسرائيل ويضعفون الموقف اللبناني في معركة النفط”.
وأكد في كملة ألقاها في مجلس عاشورائي في بلدة الشهابية في الجنوب، أن “فريق 14 آذار نجح بتعطيل مؤسسات الدولة والمجلس النيابي ومسار تشكيل الحكومة والحوار، والآن ينجحون بتعطيل أي جلسة لحكومة تصريف الأعمال”.
وأشار إلى أن “مشكلة فريق 14 آذار هي أنهم لا يمتلكون قرارهم بيدهم، ودولة الوصاية على هذا الفريق غاضبة من الفشل في سوريا، لأن مشروع إسقاط النظام في سوريا قد سقط، ومع كل تقدم ميداني للجيش السوري يزيد من حجم التحريض والتوتير الميداني والسياسي”.
وفي الإطار نفسه، قال النائب في كتلة “الوفاء للمقاومة” نواف الموسوي في كلمة ألقاها في مجلس عاشورائي مشترك مع حزب الله وحركة أمل، في حسينية الطيبة في الجنوب: “نمثل الأكثرية ومن حقنا أن نشارك مشاركة حقيقية في أي حكومة ونواجه أي محاولة لإقامة حكومة أمر واقع غير ميثاقية ودستورية وشرعية، مضيفا: “نقول ذلك انطلاقا من حرصنا على بقاء هذا البلد موحدا وسيدا وحرا، لأنه في كل مرة كان يحاول الفريق الآخر أن يستأثر بالحكم كان يهدد الوحدة الوطنية بخطر التقسيم وكان يضع القرار اللبناني تحت سيطرة دولة إقليمية، وكانت هذه السيطرة تؤدي إلى إفقاد اللبنانيين حقوقهم وثرواتهم”.
وأضاف موجها كلامه إلى فريق 14 آذار “ما قدم لكم وعرض عليكم هو الشراكة الحقيقية في حكومة وحدة وطنية، وما تطالبون به وتحاولون فرضه هو حكومة غير دستورية وميثاقية”.
في المقابل، قال النائب في كتلة “المستقبل” نضال طعمة بأن الفريق الآخر، يصرّ على تعطيل تشكيل حكومة قادرة، سائلا: “كيف يمكننا أن نعي ونقتنع أن هذا الشريك فعلا يريد الشراكة، وهو يمطرنا بوابل التهم ويمارس أقصى محاولات العزل ظنا منه أنّه بهذه الأساليب يستطيع أن يضع يده على الحكومة مرة جديدة”.

السابق
الحياة: لقاء بري ميقاتي البحث صلة لتفسير حدود تصريف الأعمال
التالي
فنيش: الرهان على متغيرات اقليمية رهان على سراب