هذا ما سيسمعه سليمان في الرياض

ميشال سليمان
يغادر الرئيس ميشال سليمان الى الرياض، وسط تساؤلات حول ما ستحققه هذه الزيارة، ففيما عبر اكثر من طرف من قوى 8 اذار عن عدم ارتياحه لهذه الزيارة، لم يظهر ما يبدو حماسة لدى قوى 14 اذار حيال ما ستحمله من نتائج على صعيد تشكيل الحكومة. المهم ان هذه الزيارة تاتي في قمة الصدام السعودي - الايراني، ومع بدء التقارب الايراني - الاميركي.

يغادر الرئيس ميشال سليمان الى الرياض اليوم، في زيارة جرى تأجيلها اكثر من مرة، وتأتي اليوم وسط عديد من الاسئلة المشككة بأصل الزيارة فضلا عن اهدافها. وهو ربما ما دفع الرئيس سليمان الى اعلان انه لن يتطرق في زيارته الى معضلة تشكيل الحكومة، في وقت يحيل حزب الله عدم تشكيلها الى موقف سعودي يمنع قوى 14 آذار من تسهيل تشكيلها. على ان هذا الاتهام يقابله اتهام قوى 14 آذار لحزب الله بالتعطيل، ما دام مصراً على القتال في سورية، متجاوزاً إعلان بعبدا، وضارباً عرض الحائط بسياسة النأي بالنفس، وأيّ جهد لتحصين لبنان من تداعيات الأزمة السورية.
القيادة السعودية، من خلال استقبالها الرئيس سليمان، لا تبدو شديدة الاهتمام بالعمل على تلبية مطالب حزب الله على صعيد تشكيل الحكومة. فبحسب مصادر سياسية متابعة لزيارة سليمان وتحضيراتها في الرياض، سيسمع الرئيس اللبناني من القيادة السعودية كلاماً مألوفاً حيال استعدادات الرياض لدعم ما يوفر استقرار لبنان ويعزز وحدته، وان المملكة لن تقف عائقاً امام ما يتفق عليه اللبنانيون بل تدعم اي توافق في هذا البلد. وسيسمع الرئيس ايضاً مزيداً من الاستعدادات السعودية للمساهمة في دعم خطوات اغاثة النازحين السوريين.
وتشير هذه المصادر الى أنّ القيادة السعودية ترى لبنان “على مقربة من اندلاع حرب أهلية، في وقت يستمر حزب الله في تطبيق أجندته الخاصة، بغض النظر عن القانون والنظام”. وتؤكد، بحسب ما قاله مسؤول جهاز المخابرات السعودية السابق الامير تركي الفيصل قبل نحو عشرة ايام في واشنطن، أنّ “حزب الله على استعداد للذهاب وتعريض أسس الدولة اللبنانية للخطر، من أجل منع الإطاحة بنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، ومنع أي تحقيق للمحكمة الدولية، فيما تدخّل حزب الله المتهوّر في سورية، يزيد من زعزعة الاستقرار في لبنان، والتفجيرات الأخيرة في عقر داره بالضاحية الجنوبية لبيروت، وفي طرابلس، شاهد على ذلك”.
الى كل هذا سيسمع الرئيس سليمان مجدداً تاييداً لاعلان بعبدا، واستعداداً للمساعدة في تطبيقه، ولن يخفي السعوديون امامه التعبير عن استيائهم من السياسة الايرانية، ليس في لبنان فحسب، بل في العديد من الدول العربية التي باتت تشكل عنوان تدخلهم في المنطقة العربية، بل واعتبار أنّ مواجهة هذه السياسة وتدخلاتها تشكل الاولوية في الرياض اليوم. وتنقل المصادر عينها عن المسؤولين السعوديين ان فرصة خروج لبنان من المأزق الذي يعانيه تنحصر في اعتماد سياسة تبعده قدر الامكان عن الانخراط في الوحول السورية.
خلاصة ما تنقله المصادر عن مسؤولين سعوديين ان القيادة السعودية ستنصت باهتمام لما يحمله الرئيس اللبناني، مبدية استعدادها لدعم اي خطوة تعزز من مرجعية الدولة اللبنانية ومؤسساتها. علماً ان لا رهانات لديها في حصول تطورات ايجابية على موقف ايران من الازمة اللبنانية، لكنّ الثابت أنّ “المملكة لا يمكن ان تدعم خيار تسليح أيّ ميليشيا في لبنان”.
لكنّ لقاء آخر قد لا يقل اهمية سيجمع الرئيس سليمان الى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، خلال هذه الزيارة. فالحريري، الذي عبّر عن موقفه برفض المشاركة في أيّ حكومة يشارك فيها حزب الله ما لم يعلن انسحابه من سورية، ليس في وارد تعديل هذا الموقف، وسيكون منفتحا على اي خيار آخر: بين الحكومة الحيادية كحدّ اقصى، وفي حد ادنى حكومة يشارك فيها حزب الله ولا يشارك فيها تيار المستقبل، حكومة ذات اغلبية إدارية (الادارة العامة)، بضمانة الرئيس سليمان.

السابق
دول العالم ترسل المساعدات للفيليبين المنكوبة بالاعصار
التالي
مقتل جنديين بهجوم لمسلحين مجهولين بمدينة الإسماعيلية بمصر