ايران تنتقل من موقف حسيني الى موقف حسني

محمد عبدالحميد بيضون
رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون أن تصعيد حزب الله الاخير سببه الارباك من الموقف السعودي في مواجهة ايران. وقال إنّ حزب الله يعيش وهم الانتصار في سوريا ووهم النصر في لبنان ووهم التقارب الأميركي الإيراني، ويقدّم صورة بشعة عن الشيعي المتغطرس المهدّد، فيما إيران تنتقل من الموقف الحسيني الى الموف الحسني.

رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون أن تصعيد حزب الله الاخير سببه الارباك من الموقف السعودي في مواجهة ايران، بعدما توهم ان تقارب طهران والولايات المتحدة الاميركية سيمنحه السلطة في لبنان.

وقال في حديث لـ”جنوبية “: حزب الله يعتبر ان تدخلا سعوديا أمر مرفوض، أما حين يتعلق الامر بايران فهو ليس تدخلا. لقد اربكت قوة الموقف السعودي وانعكاسه اقليميا حزب الله وأخافته حقيقة.

واستبعد بيضون ان يكون التصعيد استباقا لزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى السعودية، والخوف من العودة بقرار تشكيل حكومة امر واقع او بقرار ما يخص الاستحقاق الرئاسي. وقال: المشكلة في تشكيل الحكومة هي حزب الله وليس في احد آخر. هو الذي يعرقل من خلال اصراره على الثلث المعطل. وغير صحيح ان السعودية تضع فيتو على مشاركته، لأنّ السعودية لا تتدخل في هذا النوع من المسائل، وانما تتدخل على صعيد دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها.

اضاف: حزب الله يروج هذا الكلام عن السعودية وهو يعلم ان هذا غير صحيح، والمشكلة انه جزء من منظومة اقليمية تواجه الدول العربية، وفي مقدمها السعودية.

اما داخليا فان مشاروات الرئيس سعد الحريري مع كل مكونات قوى 14 آذار في الآونة الاخيرة هي التي اثمرت قرارا حاسما بضرورة تشكيل حكومة حيادية غير سياسية. وهذا يعني استبعاد الجميع منها، وليس حزب الله فقط.

وتابع بيضون: بالنسبة للرئيس سليمان فانه لا يذهب الى السعودية او غيرها ليقتنع بهذا الخيار او ذاك، وهو عبر مرارا عن موقفه بضرورة تشكيل حكومة جامعة. وهذه لا تعني اعطاء الثلث المعطل، فاذا تراجع حزب الله عن هذا الشرط، فإنّ قوى 14 آذار قد تشارك. لانها ستكون حكومة متوازنة.

كما استبعد بيضون حصول تطورات دراماتيكية على الارض وقال: لا اظن اننا امام احتمال تكرار 7 ايار، فهذا لن يحدث الا عندما ينهزم حزب الله في سوريا. عندها ينسحب الى لبنان لتصفية بعض الحسابات. لكنّ الحزب اليوم في حالة انتصار نوعا ما، وهم يروّجون انهم باتوا في الربع الساعة الاخير قبل الانتصار النهائي في سوريا. وهذا يخيف فعلا. ومن هنا جاء تهديد محمد رعد. والواقع ان حزب الله يعيش وهما كبيرا مزدوجا، فمن جهة يعتبر انه انتصر عسكريا في سوريا، وهذا يدل عن جهل مطبق بماهية ومسارات الحروب الاهلية. فهو لن يستطيع اعادة احياء نظام بشار الاسد الذي مات وصار جثة لم تدفن بعد.

والوهم الثاني لحزب الله هو ان الاتفاق الاميركي الايراني سيؤدي الى تقوية موقعه في لبنان، وتقوية نفوذ طهران فيه وفي سوريا. بمعنى ان ايران حين تقدم الملف النووي فإنّ حزب الله سيحصل في المقابل على السلطة في هذا البلد.

أضاف: هذا وهم مستحيل، لان السياسة الايرانية في المنطقة تراجعية وانحدارية، ومنذ انتخاب روحاني فإنّ طهران تتراجع بسرعة مذهلة. حتى المرشد بدأ التوجه نحو الليونة، فغادر الموقف الحسيني وانتقل الى الموقف الحسني. هذا التقهقهر الايراني يواكبه تقدم سعودي وهذا ما يقلق حزب الله.

وقال بيضون: بطبيعة الحال، الشيعة يتبرأون من محمد رعد وامثاله. فبعد عشرين عاما من توليه النيابة بدلا من أن يقدم نفسه وحزبه بصورة لائقة، فإنّه يقدم الحزب والطائفة على طريقة الاميركي البشع المتغطرس الذي يهدد ويدمر. وحزب الله يقدم نفسه بالطريقة نفسها: الشيعي البشع.

الطائفة الشيعية تعارض هذا السلوك وتعارض حزب الله لانه اوقع نفسه في موقع مذهبي يبعدنا عن عروبة البلد. فالشيعة لن يجدوا انفسهم ويحققوا ذواتهم في لبنان الا من خلال العروبة.

وعن سوريا قال بيضون: لا يمكن التحكم بتطورات الوضع السوري. ثمة قرار دولي بعقد مؤتمر جنيف2، ولكن كل طرف يريد منه شيء مختلف عن الآخر. روسيا تريد اعادة تأهيل بشار الاسد، واميركا تريد تأهيل الائتلاف الوطني. المؤتمر سينعقد لأنّ للطرفين غاية منه. وباعتقادي ان المؤتمر سيكون لمصلحة الائتلاف اذا عقد بشروط ملائمة، وليس شروط الاسد. من هنا هجوم النظام الشرس لمحاولة تعطيله، ولتأكيد انه هو من يمسك الارض. والخلاصة ان المؤتمر هو لتأمين القيادة البديلة للاسد، وسيتم استبعاد القوى المتطرفة، واعتقد انه سيخرج بقيادة جديدة للمعارضة تشكل هذا البديل. وعندما يتوفر البديل يسقط النظام من تلقاء نفسه.

السابق
للمرّة السابعة: فنزويلّا على عرش «جمال الكون»
التالي
العَلمانية هي الحل.. وليس فصل الدين عن الدولة