«الائتلاف» يتجه للمشاركة في «جنيف 2″ .. بشروط

أنهى الائتلاف الوطني السوري المعارض بعيد الساعة الواحدة من ليلة أمس، جولة من المشاورات والاجتماعات التي تمحورت حول المشاركة في “جنيف2″ من عدمها، وكشف مصدر رفيع في الائتلاف لـ”المستقبل” إثر هذه الاجتماعات ان المشاركين اعتمدوا ورقة مستوحاة من الشروط التي حددها رئيس الائتلاف احمد الجربا أخيراً في كلمتيه في كل من لندن والقاهرة، وأنه سيتم التصويت على تلك الورقة صباح اليوم.

ورجح المصدر أن تكون نتيجة التصويت قراراً مشروطاً بالمشاركة وفق هذه الورقة، لكنه سيكون قراراً مبدئياً لأن الائتلاف سوف يستكمل مشاوراته مع الحراكين المدني والعسكري ولجان التنسيق في الداخل السوري، متوقعاً أن يعلن القرار النهائي بخصوص “جنيف2” خلال 10 أيام بعد إنجاز تلك المشاورات، مع الإشارة إلى انضمام “المجلس الوطني الكردي” للائتلاف المعارض في اجتماعاته اليوم بما يشكل إضافة بارزة للقوى المعارضة.

وسط هذه الضغوط المتضاربة، تعددت الآراء داخل الائتلاف بين رافض للمشاركة “إلا بشروط تلبي طموحات الداخل” كما قال رئيس المجلس الوطني جورج صبرا لـ”المستقبل”، ومطالب بتنحي بشار الأسد قبل المرحلة الانتقالية كما قال الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر العقيد الركن قاسم سعد الدين، واتجاه الى تأجيل اتخاذ قرار بالمشاركة من عدمها ولا سيما أن موعد المؤتمر لم يحدد بعد. فيما قر الرأي مساء بين ممثلي مكونات الائتلاف على وضع وثيقة شروط وصفها أحدهم بـ”التعجيزية”، استمرت مناقشتها حتى منتصف الليل.

ويفترض أن يبت اليوم الاتجاه النهائي لهذا الموضوع، بالإضافة الى بند آخر على جدول الأعمال يتعلق بتشكيل حكومة مؤقتة أو هيئة تنفيذية للداخل.

أما المعطى الأهم الذي خيم على أعمال الاجتماع فهو بحسب مصدر بارز عدم ظهور موافقة رسمية وكاملة من جانب النظام للمشاركة في “جنيف” خصوصا أن السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد كشف أمام أعضاء في الائتلاف خلال اجتماعه بهم قبل أيام في اسطنبول، أن معطيات إدارته تشير الى أن “بعضاً من النظام” لم يوافق بعد على المشاركة في “جنيف2″، الأمر الذي دفع عددا من أعضاء الائتلاف الى إبلاغ فورد أنه في هذه الحال يفترض الضغط على النظام للمشاركة قبل المعارضة.

ويؤكد المصدر لـ”المستقبل” أنه بصرف النظر عن مبدأ المشاركة ثمة ملاحظات لدى المعارضة على مضمون “جنيف” المتعلق بتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة بحسب التعبير الغربي المتداول، والواقع أن المعارضة تفضل أن تتولى هذه الصلاحيات هيئة انتقالية أو جسم انتقالي لأن حصر الأمر بحكومة يتيح لمجلس الشعب أو للمراسيم الرئاسية إلغاء أي قرار تصدره الحكومة الانتقالية، بينما المطلوب تولي صلاحيات الرئيس ومجلس الشعب والسلطة التنفيذية في آن.

كما يريد الائتلاف بحسب المصدر أن يتوج جنيف2 بقرار ملزم من مجلس الأمن يلزم الأطراف بنتائجه وإلا تبقى مقررات المؤتمر حبرا على ورق.

وكشفت مصادر أخرى لـ”المستقبل” أن السفير فورد أبلغ أركان الائتلاف نتائج إجتماعات جنيف الأخيرة بين الجانبين الأميركي و الروسي بحضور الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي، وأبرزها وضع مسودة الدعوة الى جني التي سلمت الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سيتولى توجيهها للمدعوين، وتقوم على ركيزتين: الأولى الإستناد الى بيان جني، والثانية التمسك بقيام حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة.

السابق
فنيش: لنكن شركاء في حكومة نتساوى فيها بالتمثيل
التالي
كبارة: لا نشعر بجدية في التعاطي مع جريمة تفجير المسجدين