فتح تواجه السلفية في الرشيدية

عقدت منطقة صور في حركة فتح في الرشيدية، مؤتمرها الثالث تحت شعار «دورة الشهيدة هدى فارس». تسعة وسبعون عضواً انتخبوا تسعة أعضاء سيشاركون في مؤتمر الحركة العام في رام الله العام المقبل، وينقلون شجون وشؤون مخيماتهم من أشبال « آر. بي. جي.» إلى أشبال «التكفيريين»

انتخبت حركة فتح قيادة جديدة لمنطقة صور من تسعة أعضاء، هم توفيق عبد الله ومحمد بقاعي وخالد زمزم وأبو فادي منور وأبو محمد قاسم ونادية قاسم وعليا زمزم وخليل نصار وأبو باسل جلال، سبعة منهم أعيد انتخابهم. مهمة هؤلاء الإشراف على الرشيدية ومخيمي البص والبرج الشمالي وعشرة تجمعات صغيرة للاجئين الفلسطينيين. واختتمت الانتخابات «مؤتمر المنطقة الثالث»، الذي تخللته جلسات تنظيمية وتقويمية داخلية للأعضاء الذين عرضوا أوضاع الحركة في المخيمات الثلاثة خصوصاً. في الوقت ذاته، عقد مؤتمر «منطقة عمار بن ياسر» في البص، المخصص للفتحاويين المنتشرين خارج المخيمات، وانتخب من بين الأعضاء سبعة مندوبين. مؤتمر صور، أعقب مؤتمراً « فتحاوياً» مماثلاً عقد في قيادة منطقتي مخيمات بيروت والشمال قبل أيام، على أن يستتبع بمؤتمر آخر يعقد في مخيمات البقاع في الخامس عشر من الشهر الجاري وفي مخيمات صيدا بعده بيومين. وتؤسس هذه المؤتمرات «المناطقية»، لمؤتمر «إقليم فتح العام في لبنان»، المزمع عقده منتصف الشهر المقبل في بيروت، الذي سيشهد انتخاب قيادة جديدة لـ«الساحة اللبنانية» من 15 عضواً. وسيشارك أعضاء الإقليم والمناطق المنتخبون في المؤتمر العام السابع للحركة المحدد في مطلع آب المقبل في مقر السلطة الفلسطينية في رام الله. ويقول نائب أمين سر إقليم فتح في بيت لحم فراس الشوملي إن «واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يفرض علينا أن تكون رسالتنا إلى الرئيس محمود عباس واللجنة المركزية للحركة بضرورة العمل على إعطاء المزيد من الاهتمام والدعم لأبناء شعبنا»، بينما أشار أمين سر الحركة في لبنان فتحي أبو العردات في افتتاح مؤتمر صور إلى أن «فتح تقف على أرض صلبة ووحدتها في أعناقنا جميعاً»، ناصحاً بعدم الانقسام.
لكن ما هي الأرض الصلبة التي تقف عليها فتح، كما قال أبو العردات؟ على نحو تدريجي، لم تعد الرشيدية عرين فتح الصلب، ليس فقط بسبب انتقال اللواء سلطان أبو العينين إلى رام الله بعد إعفائه في المؤتمر السادس، من أمانة سر الحركة في لبنان (تسلمها في عام 1993 وتمركز في الرشيدية طوال عشرين عاماً)، إذ لوحظ في السنوات الماضية، ظهور مجموعات سلفية ومتشددة ولو على نطاق محدود، استفادت من أزمات الحركة الداخلية والأحداث الإقليمية، ولا سيما الأزمة السورية. وقبل أسبوعين، اجتمع ضباط فتح في الرشيدية للبحث في تنامي ظاهرة التشدد، ومغادرة عدد من أبناء مخيمات صور إلى سوريا للقتال ضد الجيش السوري. ورفع الضباط توصيات إلى قيادتهم لاستقطاب الشباب ودعمهم منعاً لاستغلالهم من قبل تلك المجموعات. مصدر أمني لبناني أكد لـ«الأخبار»، أن أكثر من عشرة شبان من بينهم فلسطينيون نازحون من اليرموك، غادروا في الأسابيع الماضية إلى سوريا بقيادة ولاء ط. الذي يعدّ أميرهم. والأخير كان سجيناً في رومية واستقر في الرشيدية منذ عامين، وبدأ باستقطاب الشبان في إطار الفكر المتشدد والتكفيري.
إزاء هذا المشهد، ماذا عسى فتح أن تفعل؟ في حديث لـ«الأخبار»، أشار أمين سر منطقة صور العميد توفيق عبد الله إلى أن «المؤتمرات الحالية هدفها رص الصفوف لمواجهة التحديات التي تتربص بالحركة من البطالة، التي تطاول 90 في المئة من سكان المنطقة، والعجر المالي الداخلي وتأخير الرواتب والطبابة، وصولاً إلى انتشار المخدرات بين شباب المخيمات وتنامي الظواهر المتشددة وعبء النازحين من سوريا». وأكد على «الاتحاد والالتزام بمبادئ الحركة وتوجهاتها على أن تكون منطقة صور مكملة لسياسة قيادة الساحة الداعمة للجيش والدولة اللبنانية». وأقر عبد الله بأن «فتح تقع تحت خطر المؤامرات الداخلية والخارجية منذ تأسيسها»، لافتاً إلى «بذل الجهود ليل نهار لمنع تنامي الظواهر المتشددة وقمع الخطابات التحريضية». كذلك أشار إلى «منع أكثر من خطيب من الصعود مجدداً إلى منابر المساجد في الرشيدية بسبب خطابهم التحريضي، وجرى استدعاؤهم للتحقيق». وكشف عن تكليف لجان خاصة رصد النازحين من سوريا وتحركاتهم.

السابق
زمن تغيير الدول يؤخّر حكومة سلام
التالي
الجريمة الالكترونية باتت الخطر الأول