ربانيون بلا حدود: دور إيجابي لرجال الدين؟

ربانيون
ليست منصة جديدة للحوار بين رجال الدين والدينيين كما المبادرات التي سبقتها، بل همّها أن تستأنف صياغة دور الدينيين في الحفاظ على الإستقرار والسلام الإجتماعيين والوطنيين، باستقلالية حقيقية.

“ربانيون  بلا حدود” ليست مبادرة تابعة لفئة سياسية أوحزبية بل تبني على إيمان راسخ بالقيم الإنسانية وبقدرة البشر من خلال التواصل والحوار وإعمال العقل لتدبر ما قد يتعرض له.

إنطلاقا من التجربة التي راكمتها مبادرة “ربانيون بلا حدود ” لتفعيل التواصل بين العاملين لحل النزاعات.

فبالتعاون مع “اللقاء الروحي” في الجبل أقيمت ورشة عمل تحت عنوان “دينيون ومدنيون وسؤال النزاعات اللبنانية في تحولاتها”، في فندق الريفييرا كورنيش المنارة – بيروت، بمشاركة شخصيات دينية وسياسية وعسكرية   ورجال الدين، وناشطين مدنيين.

من المشاركين الشيخ محمد علي العاملي ورئيس اللقاء الروحي في الجبل الشيخ عامر زين الدين وممثل عن جمعية “وحدتنا خلاصنا” أسعد شفتري،ورئيس “الهيئة الشبابية” مالك المولوي ممثلا بسامر المولوي، ورئيس جمعية “واي” طرابلس الأستاذ فادي الجمل ورئيس متروبولييت بيروت وجبيل للروم الكاثوليك المطران سليم بسترس ورئيس “بيت الدعوة والدعاة” في لبنان الشيخ أحمد العمري وممثل “حركة السلام الدائم” الأستاذ فادي أبي علام والنائب العام لأبرشية بيروت المارونية المونسنيور جوزف مرهج  ورئيس كهنة رعية مار إلياس الأرمنية الكاثوليكية في بيروت المونسنيور جورج يغيايان وممثل مجلس الأئمة والخطباء في المنية والجوار الشيخ فايز.

بداية، رحب الشيخ محمد علي الحاج العاملي بالحضور، فتحدث عن نشأة “ربانيون بلا حدود”، وعن أهدافها ونشاطاتها، معتبرا أن “المطلوب في هذه اللحظات الحرجة من التوتر الطائفي والمذهبي الذي يعم المنطقة ولبنان ليس الإدانة فقط، وإنما امتلاك وسائل التدخل الميداني لاحتواء التوترات وما تخلفه من آثار”.

ثم تحدث ممثل اللقاء الروحي الشيخ عامر زين الدين عن “أهمية التواصل كرجال دين للنهوض بالمبادرات الحوارية في ظروف بالغة الدقة وضرورة التواصل والحوار بين اللبنانيين العلمانيين والدينيين، داعيا “للابتعاد عن الاحادية والتقوقع والأنانيات الخانقة والقاتلة “.

وألقى أسعد شفتري كلمة إعتبرت أنّ “الهدف ليس إعادة إظهار الماضي والتذكير بالحرب وويلاتها  بل اطلاق اشارات التحذير للأجيال الشابة مخافة ان تقع هي ايضاً في حبائل الانفعالات المشحونة بالغليان الطائفي المدمّر وتصبح رهينة الخيبة والانكسارات وعدادات الموت المجاني”.

ونوه سامر المولوي بهدف “المبادرة التي تساهمَ في صوغ دور رجال الدين في الحفاظِ على الاستقرار وعلى السلام الاجتماعي والوطني باعتبار أن رجال الدين هم أيضاً مواطنون وأنّ تدخّلهم الإيجابي في الشأن العام من شأنهِ أن يساعدَ في إدارة النزاعات وفي احتوائها”.

ثم ألقى المشاركون كلمات أكدت على ضرورة الإستمرار في إقامة مبادرات للمحاولة قدر الإمكان التصدي ولو بأضعف الإيمان لموجات الفتنة الدينية والمجتمعية، خصوصا بعد صعود التيارات الإقصائية وانتشار عدوى الأقليات بين المجموعات المكونة للمجتمع”.

مداخلات المشاركين أفضت الى ورقة عمل تضمّنت عدداً من اقتراحات. ودار نقاش حول ما يمكن اقتراحه من استراتيجياتِ تحرّكٍ للمرحلةِ المقبلة في ضوء ما يتفاقم من تعبيرات طائفية ومذهبية للنزاعات التي تخترقُ المجتمع اللبناني.

في الختام وضع المشاركون اقتراحات وآفاق برسم الإستطلاع منها أن “ربانيون بلا حدود ” تضع نصب عيونها أن تسعى إلى تدخل إيجابي حيث يمكن وكلما أمكن وضرورة الإنتقال  بلا وجل وبلا تردد من حوار الاديان إلى حوار الميدان وليس فقط عقد مؤتمرات. وأجمعوا على أنّ تدخّل رجال الدين لا يمكن أن يستند فقط إلى لاهوتهم وعقائدهم بل يقتضي منهم اكتساب معارف ومدارك طورتها التجارب البشرية لا سيما في حل النزاعات وإدارتها.

السابق
التجمع الديموقراطي في طرابلس حذر من حرب اهلية
التالي
USAID تؤكد دعمها للبنان حكومة وشعبا