المستقبل: حزب الله يتابع نوبته الهستيرية.. والمستقبل يراها كشفاً لإحباطه

كتبت “المستقبل ” تقول: النوبة الهستيرية التي ضربت “حزب الله” وظهرت بوضوح من خلال كلام وتهديدات وتخوينات النائب محمد رعد، بقيت أمس على وتيرتها من خلال بيان كتلته النيابية التي استأنفت اتهام “تيّار المستقبل” وقوى 14 آذار بما فيها وفي حزبها، وخصوصاً لجهة الانخراط الدموي في المذبحة السورية ونقض ميثاق العيش المشترك وتعطيل الدولة.. الخ.
غير أنّ النوبة المذكورة التي حظيت بردود عدّة أبرزها من الأمين العام لـ”تيّار المستقبل” أحمد الحريري الذي رأى ان “حزب الله” أخرج من خلالها إحباطه إلى العلن، ترافقت مع تطورين، الأول الكشف عن أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سيزور المملكة العربية السعودية الاثنين المقبل للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين، والثاني هو الاجتماع الأوّل من نوعه بين نواب من كتلة “المستقبل” وآخرين من تكتل “التغيير والإصلاح” في المجلس النيابي والذي وُصف بأنّه كان إيجابياً وصريحاً.
وقالت مصادر بعبدا لـ”المستقبل” انّ الرئيس سليمان سيلتقي في الرياض، إضافة إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل قبل أن يقيم الأمير سلمان مأدبة غداء على شرفه في حضور عدد من كبار المسؤولين.
وسيطرح الرئيس سليمان في محادثاته ملفين أساسيين، الأوّل يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً أنّ المملكة حريصة على الوقوف دائماً إلى جانب لبنان سياسياً واقتصادياً، سواء من خلال مواقفها السياسية الداعمة للبنان ودعم اقتصاده بأوجه عدّة، أو من خلال احتضانها العديد من الشركات والمغتربين اللبنانيين الذين يعملون فوق أراضيها.
والثاني يتّصل بالملف السياسي حيث سيشرح رئيس الجمهورية الموقف اللبناني في موضوع تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية، والذي يترجم من خلال “اعلان بعبدا” والاتفاق على ضرورة تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للأزمة السورية والصراعات الاقليمية، كما سيتطرق إلى ملف النازحين السوريين والعبء الذي يشكلونه على الدولة والاقتصاد اللبناني، وامكانية مساعدة المملكة لبنان في التصدي لهذا الملف ودعمه لتأمين حاجات النازحين.
إلى ذلك، اعتبر الأمين العام لـ”تيّار المستقبل” أحمد الحريري ان كلام النائب رعد “جاء مجدداً خارج كل الضوابط الوطنية والأخلاقية التي تحكم الحياة السياسية، ولا يمتّ بصلة إلى المرتكزات التي قام عليها لبنان ونظامه الديموقراطي”، وأكد ان “ما أطل به رعد من تهديد ووعيد يدل على إرباك وتوتر يسود “حزب الله” ويؤشر إلى أنّ حديثه عن انتصار مزعوم لم يكن سوى أحلام يقظة، سرعان ما تبدّدت في ضوء المواقف الدولية والاقليمية والعربية التي أسقطت دعايتهم، عن أنّ أميركا أصبحت في حضن إيران، وبأنّ المملكة العربية السعودية أخرجت إحباطها إلى العلن بعدما أخرجت من التسويات الكبرى، وبأنّ قطر تبتعد عن المملكة، وبأنّ بشار الاسد لن يرحل، وخلاف ذلك من أوهام حاولوا ترويجها كعادتهم على قاعدة تكذيب الكذبة وتصديقها”.
وقال الحريري: “الواضح من كلام رعد أنّ “حزب الله” يُخرج إحباطه إلى العلن، بعدما بنى انتصاره المزعوم على باطل، وتبيّن للسيد حسن نصرالله أننا لم نرضخ لانتصاره الباطل، وأنّ “تيّار المستقبل” وقوى “14 آذار” لم يهبّا إلى حارة حريك لمبايعته مرشداً للجمهورية اللبنانية، ولم يسلما له بارتداء ما يفصّله للبنان نظاماً وحكماً، كما تبين له، بخلاف ما أوحى، أنّ المملكة العربية السعودية هي رقم صعب في المعادلة الدولية والاقليمية، لا يمكن لفصاحته كما لا يمكن لأي دولة مهما عظم شأنها أن تتجاوز دورها المؤثر”.
على أي حال، فإنّ كتلة “الوفاء للمقاومة” أكملت أمس ما بدأه رعد، واعتبرت أنّ شروط “تيّار المستقبل” لتشكيل الحكومة “لا معنى لها على الاطلاق خصوصاً وأنها تصدر عن تيّار متورّط في الأزمة الدامية في سوريا وهو جزء من أدوات التآمر على استقرارها ودورها (…) ويتبنى عملياً الإرهابيين والتكفيريين ويوظفها في تحقيق أهداف نهجه السياسي القائم على الالغاء والاستئثار وتعطيل عمل الدولة ونقض الميثاق الوطني والعيش المشترك”.
عيد..
وفي ملف الملاحقة القضائية لرئيس “الحزب العربي الديمقراطي” علي عيد، قرر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، استدعاءه للتحقيق، وحدد يوم الثلاثاء المقبل موعداً لاستجوابه في ادعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر ضده، بجرم تهريب مطلوبين للعدالة من لبنان الى سوريا، ومنهم أحد عناصر حزبه أحمد مرعي المتهم بتفجير مسجد التقوى في طربالس في 23 آب الماضي، مع زميله الموقوف يوسف دياب الذي فجر مسجد السلام في التوقيت نفسه ما أدى الى مقتل 50 شخصاً معظمهم من المصلّين وجرح أكثر من 500 آخرين. وقد أرسل أبو غيدا أمس مذكرة جلب الى عيد لإبلاغ موعد الجلسة وفق الأصول.
وأبلغ مصدر قانوني متابع للملف “المستقبل” ان “عيد ملزم بالمثول أمام قاضي التحقيق واعطاء افادته حول ما نسب اليه من اتهامات، على أن يتخذ القرار المناسب بحقه في ضوء الاستجواب”. وأوضح أنه “في حال امتنع عن المثول أمام القاضي أبو غيدا فإن الخطوة الثانية تستوجب ابلاغه لصقاً، ومن ثم اصدار مذكرة توقيف غيابية بحقه، وفقاً لما ينص عليه قانون أصول المحاكمات الجزائية”. ولفت الى ان “الادعاء على عيد واحالته على قاضي التحقيق ومن ثم استدعاؤه من قبل الأخير، جاء معطوفاً على الاعترافات الصريحة لمرافقه أحمد علي التي أدلى بها أمام مخابرات الجيش وكررها أمام شعبة المعلومات ومن ثم أمام قاضي التحقيق، والتي جزم فيها أن عيد أمره بإخفاء مرعي ومن ثم نقله بسيارته الى سوريا”. مشيراً الى أن “اصرار عيد على اخفاء مطلوبين وتهريبهم، يكفي للاشتباه بدوره ما له في جريمة تفجير المسجدَين، أو انه على علم بالمخطط ومن نفّذه، ويحاول طمس الأدلة وتغييب المتهمين”.
وكشف اللواء أشرف ريفي لـ”المستقبل” ان قضية التفجيرين “أضحت قضية وطنية لا تنازل عنها (…) وشكّلنا فريقاً من المحامين وجرى اعداد عريضتين: الأولى وقعها ذوو الشهداء أي أولياء الدم، تطالب بإحالة القضية على المجلس العدلي، واختيار فريق من كبار المحامين للمرافعة أمام المراجع القضائية المحلية والخارجية اذا اقتضى الأمر. والثانية ستتضمن 100 ألف توقيع من أبناء طرابلس والشمال، تطالب بإحالة تفجيرات الضاحية الجنوبية وطرابلس على المجلس العدلي، لمحاكمة المجرمين والاقتصاص منهم، وسيتم في اليومين المقبلين نصب خيمتين، الأولى أمام مسجد السلام والثانية أمام مسجد التقوى للحصول على التواقيع المطلوبة، وبعد الانتهاء من هذه التواقيع ستنصب خيمة أمام قصر العدل في طرابلس، وستبقى هناك الى أن يحاكم القتلَة والمجرمون”، مشدداً على أن “كل التهويلات التي تحصل لا تؤثر في قناعاتنا”.

مجلس النواب
اللقاء الذي عقد في المجلس النيابي بين نواب من “المستقبل” و”تكتل التغيير والاصلاح” استمر على مدى ساعتين ووصفه النائب عاطف مجدلاني بأنه ايجابي وصريح وجدّي ويؤسس لقواسم مشتركة تصب في مصلحة لبنان واللبنانيين”، فيما وضعه النائب ابراهيم كنعان في سياق “تحركنا تجاه الكتل النيابية كافة “مؤكداً ان “أي اتفاق لم يحصل على أي من المواضيع انما كان هناك سعي الى التلاقي والتواصل”.

السابق
الديار: عون والمستقبل يجتمعان تحت راية بري
التالي
اللواء: لا تظاهرة لجبل محسن ولا سحب سلاح بل فرض للأمن