الأخبار: حزب الله يخشى تهوّر 14 آذار

كتبت “الأخبار ” تقول: أثارت مواقف النائب محمد رعد الأخيرة حفيظة قوى 14 آذار التي تحرّت عن دوافعه، فيما افادت معلومات بأن حزب الله يخشى تهور القوى المذكورة حكومياً وامنياً وإمكان حصول صفقة أميركية ـ سعودية لفرض حكومة امر واقع في لبنان مقابل تسهيل الرياض عقد مؤتمر جنيف
تفاعل كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، اول من أمس، لا سيما تحذيره “المتواطئين مع العدو”، على نطاق واسع. وأبدت قوى 14 آذار اهتماماً بالغاً بمحاولة تحديد دوافعه. كذلك استفسرت سفارات وبعثات دبلوماسية عن الأسباب الحقيقية لـ”اللهجة التهديدية” التي استخدمها رعد.
وما أمكن الحصول عليه من معلومات بشأن تصريحات رعد، يفيد بأن فريق 8 آذار، وحزب الله تحديداً، ينظر بريبة إلى توقيت زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى السعودية مطلع الأسبوع المقبل، في ظل قيادة السعودية حرباً على محور المقاومة في المنطقة، وعلى حزب الله في لبنان. كما ان زيارة سليمان تعقب زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري للرياض وشنّه حملة على الحزب منها.
وتنبع اللهجة التصعيدية من خشية فريق 8 آذار، وحزب الله خصوصاً، من إمكان “تهوّر الفريق الآخر” في قضيتين: الاولى، تأليف حكومة أمر واقع بعد عودة سليمان من السعودية، بناء على مقايضة بين واشنطن والرياض تسهّل الأخيرة بموجبها انعقاد مؤتمر “جنيف 2” مقابل موافقة الولايات المتحدة على طلب السعودية فرض حكومة في لبنان يستثنى منها حزب الله. أما القضية الثانية فمرتبطة بالخشية من “إقدام حلفاء السعودية” على عمل ما في طرابلس من شأنه تعريض السلم الأهلي في لبنان للخطر.
وقد قاربت كتلة الوفاء للمقاومة هذه الأمور خلال اجتماعها الأسبوعي أمس. فقد اعتبرت الكتلة ان كلام كيري في الرياض حول حزب الله ودوره في مستقبل لبنان “تدخل وقح مرفوض ومدان”. واشارت إلى “ان موقف ادعياء السيادة من هذا الكلام الاميركي سيكون كافيا للبناء عليه”، مشددة على ان “محاولات البعض استخدام لبنان في بازار الترضيات ليس قابلا للصرف”.
ورأت ان”حالة الفلتان الامني في طرابلس هي النتاج الحتمي لنهج التحريض والالغاء الذي اعتمده تيار المستقبل و14 آذار، وهو نهج خارج عن اطار اهل طرابلس”، معتبرة ان “التشكيك بالتحقيقات حول تفجيري طرابلس لا يجوز ان يسمح للبعض بالاعتداء على ركاب الباص من جبل محسن”. ودعت إلى “وضع حد للدور التعطيلي لمهام الجيش، والتصرف بحكمة بعيدا عن التراضي كسبيل لاعادة تصويب الامور”. واعتبرت “ان تذاكي 14 آذار بوضع شروط على تأليف الحكومة لن يخفي هدف هذه القوى بترك البلد في وضع فراغ ريثما تأتي الموافقة من الخارج”، معتبرة ان “شروط المستقبل لا معنى لها وهو يبرر جرائم المجرمين ويستخدمها لمصلحته”.
من جهته، شدد الرئيس سليمان عشية زيارته السعودية “على وجوب تصويب خياراتنا السياسية على اساس اعلان بعبدا، وعلى نحو يؤدي الى اعادة علاقاتنا الدولية الى سابق عهدها (…) وتجميع عناصر القوة والقدرات الوطنية في استراتيجية وطنية واحدة للدفاع عن لبنان ومنع خروق العدو بكل اشكالها ولا سيما منها اعمال التجسس التي يقوم بها”. ورأى خلال ترؤسه احتفال اطلاق “خطة العمل الوطنية للقضاء على اسوأ اشكال عمل الاطفال في لبنان بحلول العام 2016” في قصر بعبدا، انه “يجب ان لا نوفر الذرائع لتنامي البيئات الحاضنة للارهاب والتكفير ولا نورط لبنان في لعبة الامم وصراعاتها”.
ورد نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري في حديث لـ”المركزية” على النائب رعد، فرأى انه إذا كان الأخير يُريد “قلب الطاولة كما قال، فهذا يعني انهم يريدون صنع 7 ايار جديد. لكننا لا نخاف”، مؤكداً ان “قناعاتنا ومبادئنا السياسية ليست مبنية على تغييرات اقليمية إنما على اسس وطنية”. واعتبر أن حديث رعد يُشجّع 14 آذار على رفض صيغة “9-9-6” الحكومية.
بدوره، رأى منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد بعد لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، ان “النبرة العالية في كلام حزب الله لا تخيف أحدا”، ناصحا إياه بـ”قراءة تاريخ البلد وتاريخنا، فنحن بالتحديد برهنا أننا لا نتراجع أمام النبرة العالية التي لن تغير الأوضاع”. وعزا نبرة الحزب العالية الى الخوف الذي يتملكه، باعتبار ان “القبضاي والمنتصر فعلا غير مضطر إلى رفع الصوت”.
في غضون ذلك، شدد حزب الله على متانة علاقته بالتيار الوطني الحر التي “تخطت التفاهم لتصل الى التحالف” بحسب نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.
وأكد قاسم بعد استقباله وفداً من التيار برئاسة مسؤول العلاقات مع الاحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية بسام الهاشم ان “الحزب والتيار الوطني الحر يتقاسمان الساحة نفسها وتطلعاتهما واحدة”، وشدد على “متانة هذا التحالف وعلى العلاقة الصادقة التي تجمع السيد حسن نصرالله بالعماد ميشال عون”.
ووفق بيان للتيار، رفض قاسم ما يقال عن “أن الاتفاق بين الجانبين حاصل فقط على المستوى الاستراتيجي في ما يخص تأييد المقاومة”، مؤكداً أن “التناغم ينسحب أيضا على الملفات الداخلية ولا تباين في الجوهر، إنما على بعض التفاصيل، وذلك يدخل في إطار الاختلاف الطبيعي”. واعرب عن اعتقاده بأن “الحل لتنظيم العلاقة هو بالتنسيق الدائم والمسبق في الملفات الداخلية بعيدا من الاعلام والمنابر”. وثمّن قرار التيار بالتواصل مع مختلف الفرقاء.
وفي سياق غير بعيد، أعلنت مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، في بيان، أنه في إطار التواصل المستمر بين الحزب والتيار الوطني الحر، زار وفد من قطاعات التربية والعمال والجامعيين والنساء في التيار برئاسة المنسق العام بيار رفول مركز الحزب في وطى المصيطبة حيث التقوا نظراءهم برئاسة أمين السر العام ظافر ناصر.
وأشار البيان إلى أن المجتمعين اكدوا أهمية التواصل ومتابعة الاتصالات، لافتاً إلى أنهم “لمسوا المفاعيل الايجابية لهذه العلاقات المتنامية على الأرض وانعكاسها ارتياحا شعبيا ولا سيما في مناطق الجبل”.
على صعيد آخر، وفي انتظار ما ستسفر عنه التطورات السياسية المتسارعة، يتابع وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الملف النفطي في قبرص التي بدأ زيارته الرسمية لها أمس. وهو شدد بعد لقائه وزير الزراعة والموارد الطبيعية والبيئة القبرصي نيكوس كويا على “المحافظة على حق لبنان في حدوده البحرية تجاه اسرائيل وعدم التنازل عن السيادة اللبنانية البحرية”.
وبحث باسيل مع وزير الخارجية ايونيس كاسوليدس في العلاقات الثنائية والحدود البحرية المشتركة والمنطقة الاقتصادية الخالصة وتحديدها في ضوء الاتفاق الاسرائيلي ــــ القبرصي.

السابق
اللواء: لا تظاهرة لجبل محسن ولا سحب سلاح بل فرض للأمن
التالي
الجمهورية: جمعة غامضة في طرابلس