اللواء: جنبلاط يلغي الإحتفال بذكرى ميلاد والده ولن يشارك بحكومة بلا الشيعة

كتبت “اللواء ” تقول:  تسلم الطبقة السياسية ان ازمة تأليف الحكومة مستمرة، لكن الرئيس المكلف تمام سلام ماضٍ في تحمل مسؤولية التأليف، وهو لن يعتذر، ويزور قصر بعبدا اليوم لتقييم ما بلغته الاتصالات، لا سيما اللقاء الذي عقده مع الرئيس سعد الحريري في باريس، وعشية الاستعدادات لزيارة الرئيس ميشال سليمان الى المملكة العربية السعودية للبحث في سبل الخروج من الازمة والعلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة خصوصاً والخليجية عموماً.
ويأتي لقاء الرئيسين سليمان وسلام ايضاً في ضوء ما اعلنه وزير الخارجية الاميركي جون كيري بعد محادثات اجراها مع نظيره السعودي الامير سعود الفيصل، ان “بلاده تؤكد على اهمية دعوة القوى المعتدلة في لبنان لتشكيل حكومة من دون تهديد من حزب الله، وان لا يتمكن من رسم مستقبل لبنان”.
وكشف مصدر دبلوماسي لـ”اللواء” ان الملف الحكومي في لبنان كان بنداً رئيسياً في محادثات كيري والفيصل، ورجح المصدر ان يكون كلام كيري المشار اليه، احدى نتائج ما جرى تداوله بين الجانبين الاميركي والسعودي.
وتوقعت مصادر سياسية ان يراجع الرئيسان في لقاء بعبدا اليوم، الملف الحكومي من زاوية تطورات المواقف المتصلة بالصيغ المطروحة، لا سيما صيغة 9+9+6 التي كشف النائب وليد جنبلاط في مقابلة تلفزيونية مع محطة L.B.C مساء امس، ان عراب هذه الصيغة الرئيس نبيه بري وليس هو، وانه لن يشترك في حكومة، بما في ذلك حكومة بصيغة 8+8+8 اذا خرج منها حزب الله وحركة “امل” وهو كذلك يتفق مع رئيس المجلس على عدم عقد جلسة نيابية ما لم يشارك فيها تيار “المستقبل”.
وحرص جنبلاط في اطلالته التلفزيونية التي راهن عليها كثيرون ان ينفي ان يكون في مرحلة استدارة جديدة، وانه ما يزال ضمن تموضعه الوسطي مع الرئيسين سليمان وميقاتي، ومع الرئيس بري الذي وصفه بأنه “صمام امان” للبنان، مؤكداً انه سيسمي الرئيس سلام مجدداً لتشكيل حكومة اذا حصلت استشارات نيابية جديدة، رغم ان صيغة 8+8+8 طارت بسبب كون سلام مرشح قوى 14 آذار، مبدياً اعتقاده بأن مجيء سلام مجدداً ستكون فرصة للسعودية بأن تدخل من الباب العريض السياسي والاجتماعي، وان تقوم بتوازن سياسي جديد. مؤكداً في المقابل استمرار اختلافه مع الرئيس سعد الحريري حول سقوط النظام السوري والضربة الاميركية التي كانت لو حصلت كانت ستسبب فوضى تنعكس على لبنان، بالاضافة الى الدور الايراني في المنطقة، ناصحاً الرئيس الحريري بالعودة الى لبنان رغم استمرار وجود الاسباب الامنية.
ورفض جنبلاط الدخول في ما اسماه البازار الرئاسي إلى أن يأتي الظرف المناسب الذي قد يفرض معادلات جديدة، الا انه شدّد على ضرورة التوافق على اجراء الانتخابات الرئاسية من دون أن يعني ذلك التوافق على مرشّح توافقي، مشيراً إلى انه لا يمكن اجراء انتخابات رئاسية في غياب الفريق السني، الا انه اعتبر انه في الإمكان التوصّل إلى نتائج من خلال طاولة الحوار، ودمج اعلان بعبدا بمثلث الجيش والشعب والمقاومة، متوقعاً استمرار الأزمة السياسية، إذا لم نتمكن من تحقيق تسوية من خلال تدوير الزوايا، متسائلاً: من نحن طالما ان مصيرنا يتقرر في الخارج؟ نحن مجرد أدوات صغيرة؟ كاشفاً عن عودة التنصت على مكالماته الهاتفية، وكأن البلد أصبح نظيفاً من عملاء اسرائيل، داعياً إلى تنظيم الخلاف السياسي داخل الحكومة افضل من التراشق خارجها، ومشدداً على ان “حزب الله” موجود وله حيثيته السياسية، وان دخوله إلى سوريا كان بقرار إيراني، وخروجه منها لا يكون الا بقرار كبير، ونتيجة تسوية.
وكشف أخيراً عن إلغاء الاحتفالات بذكرى ميلاد والده كمال جنبلاط التي تصادف في 6 كانون الأوّل، والابقاء على الاحتفال بذكرى استشهاده.

“المستقبل”
ومن المواقف ذات الدلالة، ما عبّرت عنه كتلة “المستقبل” في بيانها أمس، من أن فتح باب الانفراجات السياسية في لبنان، يبدأ بالعودة إلى قواعد الإجماع الوطني، وفي مقدمها الالتزام بإعلان بعبدا، الذي أقرّ بإجماع المتحاورين، بمن فيهم ممثّل “حزب الله”، وانسحاب الحزب من سوريا، وهما الامران اللذان يشكلان سوية القاعدة الضرورية لبدء البحث في تشكيل حكومة سياسية
جامعة.
لكن الكتلة لاحظت في بيانها أن “الخيار الأسلم في هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة يكمن في تشكيل حكومة من غير الحزبيين تتولى الاهتمام بقضايا النّاس الحياتية من معيشية وأمنية وتعمل على تسيير عجلة مؤسسات الدولة، على ان تعالج القضية الخلافية المتمثلة بالسلاح غير الشرعي في هيئة الحوار الوطني”.
وذكرت أوساط مطلعة أن الوضع في طرابلس سيكون حاضراً بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف في ضوء إصرار قيادات المدينة ونوابها وفاعلياتها الروحية والسياسية على رفض استمرار الاحتقان بين باب التبانة وجبل محسن، وفي ضوء القرار الذي اتخذه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بالادعاء على الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي النائب السابق علي عيد، ورفض محافظ الشمال ناصيف قالوش بعد التشاور مع وزير الداخلية اعطاء ترخيص للحزب بتنظيم تظاهرة الى ساحة النور في طرابلس يوم الجمعة، خوفاً من حدوث اطلاق نار، أو أي شيء يُحدث فتنة في هذه المرحلة.
وكشفت مصادر مطلعة لـ?”اللواء” أن الأجهزة الأمنية والقضائية جادة في ملاحقة عيد، مشيرة إلى أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أعطى تعليمات لتوقيف عيد في حال حاول العبور إلى سوريا عبر المعابر الرسمية.
يُشار إلى أن الأمن العام اوقف عند معبر العبودية الحدودي في الشمال أحد المتورطين بتفجيري مسجدي “السلام” و”التقوى” في طرابلس، بينما كان يحاول العبور الى سوريا، وسلمه إلى شعبة المعلومات في بيروت.
وكانت دعوة الحزب العربي إلى تنظيم تظاهرة في طرابلس الجمعة قد أثارت لغطاً في طرابلس، رغم انها جاءت تحت عنوان رفض العنف، بسبب كونها تنطوي على خلفيات من شأنها أن تعرض المدينة لاهتزاز امني كبير وفتنة قد تؤدي إلى طلب الاستنجاد بالجيش السوري للتدخل لحماية جبل محسن، وهو الأمر الذي دفع بالدولة إلى التدخل لإنقاذ طرابلس مرّة جديدة.
وفهم في هذا السياق أن اجتماعاً أمنياً موسعاً انعقد في دارة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار مساء أمس الأول، جرى خلاله التدارس في دعوة جبل محسن للتظاهر وضرورة عدم السماح بحصول أي احتكاك في الشارع، خصوصاً وأن الدعوة قوبلت بدعوة مماثلة من فاعليات باب التبانة، لتنظيم مهرجان في معرض رشيد كرامي الدولي للمطالبة بإعلان حل الحزب العربي الديموقراطي.

سليمان
وكانت أبعاد ما يجري في طرابلس، حاضرة في خلفيات كلمة الرئيس سليمان، في خلال رعايته الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس معهد القضاء في مبنى قصر العدل، في حضور الرئيسين ميقاتي وسلام، ولا سيما دعوته القضاة إلى ألا يتركوا الخوف يلج الى قلوبهم فيحجموا، ولا يجعلوا المحاباة حيزاً في عقولهم فيخطئوا، ولا يشقوا للمغريات طريقاً إلى ضمائرهم فيجنحوا، مشدداً على الحاجة اليوم إلى الأحكام الحازمة والعادلة، حيال مخططي ومنفذي الاغتيالات ومرتكبي المجازر في الضاحية الجنوبية وطرابلس.
وقال: “دعونا لا نهدم بأيدينا أعمدة البنيان الديموقراطي، إن بمقاطعة المجلس النيابي أو بتعطيل تأليف الحكومة، وتعطيل نصاب المجلس الدستوري، أو غداً بتعطيل نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.
وبالنسبة لزيارة الرئيس سلام لقصر بعبدا اليوم، توقعت مصادر مطلعة بأن يدلي الرئيس المكلف بتصريح في أعقاب اللقاء، نافية أي توجه لديه بالاعتذار، متوقعة أن يكون مشابهاً للكلام الذي قاله قبيل عيد الأضحى لجهة تسمية الأمور بأسمائها.
وأوضحت هذه المصادر أن ما من شيء جديد يتعلق بمشاورات التأليف، وأنه لم يسجل أي تقدم على صعيد هذه الخطوة.
وأفيد في هذا السياق عن زيارة قام بها النائب بطرس حرب إلى الرئيس سلام أول من أمس، ركزت على مناقشة هذا الملف. وعلمت “اللواء” أن اتصالاً تم بين الرئيس المكلف والرئيس فؤاد السنيورة.
ولفتت مصادر في14 آذار إلى أن هذا الفريق ما زال عند تأييده ودعمه للرئيس المكلف حتى النهاية بعدما أظهرت الوقائع أن التعطيل سمة من سمات 8 آذار، مشيرة إلى أن 14 آذار توافق على حكومة من 9+9+6 إذا كان حزب الله يوافق على أن يكون إعلان بعبدا جزءاً من البيان الوزاري للحكومة، ويعلن التزامه الانسحاب من سوريا.

السابق
المستقبل: كتلة المستقبل تدين تنكّر حزب الله للدستور والميثاق ومصالح لبنان العليا
التالي
الشرق: رئيس الجمهورية الى السعودية الاسبوع المقبل وسلام في بعبدا اليوم