إيران ستنفتح على الشيعة المستقلّين

سفير لبنان السابق في ايران
يرى السفير السابق في إيران خليل الخليل أنّ ايران ستغيّر من سلوكها مع الطائفة الشيعية في لبنان. ويقول لـ"جنوبية" إنّ "ايران تعترف بوجود قوى وشخصيات أخرى في الطائفة ولكنها لاتتعامل معها سياسيا. من الطبيعي ان تغير هذا السلوك. فهل من الحكمة ان تضع بيضها في سلة واحدة".

أكد السفير اللبناني السابق في ايران خليل الخليل ان المصالحة الاميركية الايرانية لا يمكن ان تتم على حساب امن اسرائيل، بل العكس هو الصحيح. إذ ستعمل الولايات المتحدة الاميركية على تحقيق اهداف اسرائيل بالتخلص من البرنامج النووي العسكري الايراني، وعلى تغيير سلوك ايران في الملفات الاقيلمية ولا سيما ما يتعلق بحزب الله .

واعتبر في حديث لـ”جنوبية” ان ما يجري بين الولايات المتحدة الاميركية وايران ليس تقاربا او انفتاحا بل مصالحة بادرت اليها ايران لاسباب داخلية تتعلق بالازمة الاقتصادية التي تواجهها، بفعل العقوبات الدولية المفروضة عليها منذ سنوات طويلة. وقد اتخذ قرار التصالح مع اميركا حتى قبل انتخاب الرئيس حسن روحاني.

وقال الخليل: لا بد هنا من الاشارة الى الدور الاسرائيلي في رسم السياسة الاميركية، لان الثابتة الاساسية في السياسة الاميركية بالشرق الاوسط هي امن اسرائيل. ولا يمكن ان تخوض الولايات المتحدة في اي مصالحة او تقارب اذا كان الامر يتعارض مع مصلحة اسرائيل. ولاشكّ ان ايجاد حل للملف النووي الايراني سيخدم اسرائيل.

وتابع الخليل: من ناحية ثانية هناك موضوع حزب الله الذي يزعج اسرائيل والولايات المتحدة . والسؤال: ماذا ستطلب اميركا من ايران في هذا الشأن؟ والاجابة: يجب ان ننتظر لنرى ما سيحصل. لكن ما يمكن ان نجزم به هو ان علاقة ايران بحزب الله ستتغير على نحو ما. وسينعكس ذلك بتقليص حجم ونوعية دعمه بالسلاح والتمويل الايراني.

لكن هل ستغير ايران من سلوكها مع الطائفة الشيعية في لبنان؟ يقول الخليل: ايران تعترف بوجود قوى وشخصيات أخرى في الطائفة ولكنها لاتتعامل معها سياسيا. ونعتقد انه من الطبيعي ان تغير ايران من هذا السلوك. فحزب الله هو الاقوى حاليا داخل الطائفة ولكن هل هذا سيدوم؟ وهل من الحكمة ان تضع دولة مثل ايران كل بيضها في سلة واحدة. والسؤال الاهم: هل مصلحة الشيعة في لبنان ان يكون الامر على هذا النحو. فإذا ارادت ايران ان تحفظ الطائفة الشيعية في لبنان عليها ان تنظر اليها بكل تنوعها وفروعها.

وختم: اعتقد ان التبدل في الموقف الايراني قد يفيد لبنان لناحية تغيير حزب الله موقفه بما يسمح باعادة التواصل بين الفرقاء، وتسهيل التفاهم اللبناني اللبناني، واعادة الثقة بين جميع الفرقاء. فماذا يفيدني أن أتعصب شيعيا وأخسر علاقتي التاريخية والاجتماعية والاقتصادية بكل شركاء الوطن. وللاسف فإنّ كل سلوك حزب الله اضر بهذه الشراكة الوطنية وأضر ايضا بمصالح الطائفة الشيعية.

وعن تأثير المصالحة على الوضع في سوريا قال: بالتأكيد ستؤثر فايران طرف اساسي في الموضوع السوري، ويمكن ان تساهم في حله. لكن ما يجب الالتفات اليه أنّ الدول الكبرى لن تسمح لدول مثل ايران وسوريا ان يتضخم دورهما بما لا يتناسب مع حجمهما. واذا كانت سوريا قد خسرت موقعها ونفوذها السابق فإنّ السؤال يبقى مطروحا بالنسبة لايران. فهل ستؤدي المصالحة مع الولايات المتحدة الى ابقاء نفوذها الاقليمي ام انه سيتحجم؟

وقال: من خبرتي في ايران لا اجد فارقا كبيرا بين النظام الحالي ونظام الشاه السابق من حيث الطموح الفارسي التوسعي، فهذا الطموح جزء من هوية الشعب الايراني. لكن الفارق ان نفوذ الشاه كان محصورا في الخليج. اما النظام الحالي فإنّ طموحه التوسعي امتد الى باكستان وافعانستان عدا عن الخليج والدول العربية الاخرى.

وتابع: الشاه كان يسعى الى جعل ايران مركزا اقتصاديا متعاونا مع اوروبا والعالم الغربي. اما النظام الحالي فعمل ويعمل باساليب مختلفة من خلال التدخل في شؤون الدول الاخرى سواء كانت مجاورة او بعيدة.

السابق
كسوف نادر للشمس في مختلف أنحاء العالم اليوم
التالي
السعوديّة تخسر في امتحان الجدارة لصالح إيران