طرابلس على شفير عضّ الأصابع او الإنفجار الكبير

المتابع لأحداث طرابلس الميدانية والسياسية وبالامس القضائية، ليس في حاجة للتأكد من احتدام الاشتباك على حلبة طرابلس بين النظام السوري وحلفائه من جهة وبين السعودية وحلفائها من جهة ثانية. ما يميز هذا الاشتباك اليوم عن غيره من الاحداث الطرابلسية السابقة انه يجري بين النظام السوري الذي يخوض جولات التصفية النهائية ضد الارهاب ومجموعات التكفير “القاعدية”والنظام السعودي الذي يخوض بدوره معركة “شد احزمة” ما تبقى من مجموعات خاضعة له تسليحاً وتمويلاً ويتلخص دور هذه المجموعات بنشر الحد الاقصى من الخراب والتدمير في كل بقعة ممكنة وليست طرابلس الا ساحة مثلها مثل حلب واريافها الى حمص والقلمون ودمشق واريافها.

الجولة الاولى من هذا الاحتدام في طرابلس بنسخته المذهبية “العلوية-السنية” كترجمة للاحتدام البندري- الاسدي على الساحة السورية، لم تكن كافية لإحداث الأذى المطلوب على الساحة الطرابلسية من بوابة القنص ولعبة المحاور والاينرغا وال “ب7 و10” لان الكلفة البشرية والمادية والضرر الذي تحدثه الاشتباكات لا يكون الا على المواطن الطرابلسي بطوائفه ومذاهبه كافة، وهذا الضرر يشكل ضغطاً على السلطة السياسية والمنهكة بالاستقالة واعباء النازحين وتداعيات الازمة في سورية. واذا كانت هذه الجولة من اعمال العنف الطرابلسي قد بدأت على خلفية تفجيري مسجدي التقوى والسلام واتهام افراد من الطائفة العلوية والحزب العربي الديمقراطي بالوقوف خلفهما لم تحقق المراد في حرب استنزاف طويلة لجبل محسن وحلفائه وصولاً الى احداث فتنة لا تبقي ولا تذر، فإن المس بعلي عيد شخصياً واستدعاءه الى التحقيق كمتهم ومشتبه فيه من شأنه ان يؤدي الغرض المطلوب.

في مداولات حزب الله واحزاب 8 آذار لا تبدو الصورة وردية لديهم واستدعاء علي عيد اثبت بالدليل القاطع المعلومات التي في حوزتهم. حيث وردت معلومات تفيد بان قادة المحاور والزواريب قد وضعوا خطة محكمة لاشعال الحرب من كل الاتجاهات مع جبل محسن حيث تعهد احد قادتهم من الوافدين الجدد الى “بزة الاحياء” انه يستطيع “القاء القبض على عصابة جبل محسن وقائدها” اذا تخلف الجيش عن القيام بمهمته. وهذا الكلام بمجرد التفكير فيه لم يلق ارتياحاً لدى هذه القوى التي نبهت في اول كلام لها من استمرار هذا النهج ولصقه بجهاز امني له صولات وجولات في استعداء المقاومة وحلفاء سورية. واستعداء المقاومة والتحريض عليها وعلى حلفائها ومحاولة الفتك بها بتلفيقات من هنا وهناك لا يمر مرور الكرام، رغم ان حزب الله تحديداً يسعى بكل طاقته الى عدم الانجرار الى التفجير الكبير او الى القلاقل الامنية في اية منطقة في لبنان، وهو صبر اشهراً طوالاً على حالة عبرا الفتنوية الى ان كان التفجير الكبير الذي اصاب المدينة واهلها في مقتل وما زال جرحها نازفاً حتى اليوم لكنه سيتماثل للشفاء رغم انوف اللاعبين على وتر المتورطين وقتلة عناصر الجيش وضباطه والمحرضين ضد المقاومة وسراياها.

الاخبار الواردة من اللاذقية تفيد بان هدف الغارة الاسرائيلية منذ ايام كان قافلة صواريخ متطورة جداً كانت قادمة الى لبنان ومرسلة الى المقاومة لتعزيز سلاحها الاستراتيجي في مواجهة العدو الاسرائيلي الذي ما زال في سلم اولوياتها، ورد المقاومة على كل من يشكك في وجهة سلاحها واهدافه الاستراتيجية ان هذه الشحنة هي الثالثة التي تقصفها الطائرات الاسرائيلية خلال اقل من عام ولم تمنع الاعتداءات الاسرائيلية من وصول ضعف هذه الشحنات لتعزيز منظومة الردع الصاروخي للمقاومة. وتؤكد قيادة المقاومة ان الرد على مثل هذه الاعتداءات هو باستمرار استقدام الاسلحة الاستراتيجية الرادعة وبمزيد من الصمود والثبات في معركة استئصال بؤر الارهاب والتكفير على طول الحدود اللبنانية- السورية وتأمين الامن والوئام لكل سكانها، وبتعزيز الاستقرار الداخلي اللبناني ومنع الفتنة وقطع يد المحرضين عليها في كل لبنان فما لم يؤخذ في الميدان لن يؤخذ في السياسة وما لم يؤخذ في السياسة لن يؤخذ بالفتنة وحذار من المراهنة على لعبة عض اصابع قد تتحول الى مغامرة او انفجار كبير في طرابلس

السابق
«تفتيت» المعارضة السورية
التالي
من أَجل الكرامة الإنسانية