الشرق الاوسط: مشاركة لبنان في جنيف 2 شبه مؤكدة

كتبت “الشرق الأوسط ” تقول: استبعد المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي أمس انعقاد مؤتمر “جنيف 2” في حال رفضت المعارضة السورية المشاركة فيه، وذلك في ختام زيارته إلى دمشق ضمن جولة إقليمية تحضيرا للمؤتمر المزمع عقده في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فيما أشار بعد لقاءاته في بيروت مع المسؤولين اللبنانيين، إلى أن هناك توجها لمشاركة لبنان في المؤتمر.
ويأتي كلام الإبراهيمي في ظل تمسك كل من المعارضة والنظام بشروطهما، إذ تطالب الأولى بأن يرتكز أي حوار حول عملية انتقالية في سوريا على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، بينما يرفض النظام مجرد البحث في هذا الموضوع. وكان المجلس الوطني السوري قد أعلن مقاطعته “جنيف 2” فيما لا يزال الائتلاف الوطني متريثا في الإعلان عن موقفه النهائي، وكان قد أرجأ اجتماع الهيئة العامة للبت بهذا الأمر مرات عدة، كان آخرها التأجيل من بداية شهر نوفمبر الحالي إلى التاسع منه.
وقال المبعوث الدولي في المؤتمر الصحافي الذي أجراه بعد انتهاء زيارته لدمشق صباح أمس: “لنبق متفائلين ولنقل إن الجميع سيحضر”. وأضاف: “حضور المعارضة أساسي وضروري ومهم”، مشيرا إلى أن “كل الذاهبين لحضوره سيأتون فقط من أجل مساعدة السوريين على الاتفاق فيما بينهم ومعالجة قضاياهم”، معتبرا أن الجميع يريد حضور هذا المؤتمر لأن الكل يقدر ألا طريقة أخرى لمحاولة الخروج من هذه الكارثة التي أصابت سوريا.
وقال الإبراهيمي قبيل مغادرته دمشق التي وصلها الاثنين الماضي، إن المؤتمر المزمع عقده في 23 نوفمبر المقبل ستدعى إليه “دول ومنظمات إقليمية ودولية، والأطراف السورية”. وأشار إلى أن “الحكومة السورية أكدت قبولها المشاركة في المؤتمر”، في حين أن “المعارضة سواء كان الائتلاف (الوطني لقوى الثورة والمعارضة) أو الأطياف الأخرى من المعارضة (في الداخل) لا يزالون يبحثون عن وسيلة تمثيلهم في مؤتمر جنيف”.
ومن بيروت التي وصل إليها صباح أمس، بعد دمشق، في زيارة ضمن إطار جولته الإقليمية، أكد الإبراهيمي على استحالة الحل العسكري في سوريا، وأن المطلوب هو إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وشدد على أن هناك اتفاقا على أن حضور “مؤتمر جنيف 2” يكون من دون شروط مسبقة من أي طرف من الأطراف، فالهدف هو تطبيق بيان “جنيف 1″، أي أن الأطراف السورية تتوافق فيما بينها على تشكيل هيئة حكم انتقالية.
كذلك، لفت إلى أن جولته تهدف إلى استطلاع آراء المعارضة والنظام في سوريا، بالإضافة إلى مواقف الدول المحيطة بسوريا من مؤتمر “جنيف 2″، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة هو من سيعلن عن موعد المؤتمر، وأن هناك تواريخ جرت مناقشتها، من بينها الثالث والعشرون والرابع والعشرون من الجاري، لكن المشاورات حول التاريخ النهائي لا تزال مستمرة.
وأجمع كل من الرئيس اللبناني ميشال سليمان والإبراهيمي على ضرورة التوصل إلى حل سياسي في سوريا، بحسب ما نقل عن لقائهما، على خلفية التحضير لانعقاد مؤتمر “جنيف 2”. وقال الإبراهيمي إن لبنان يؤيد انعقاد هذا المؤتمر، وسيقرر المشاركة أو عدمها بعد أن يتلقى الدعوة، موضحا: “أنا أقول إنهم ميالون إلى المشاركة”.
وفي هذا الإطار، أشارت مصادر الرئيس سليمان لـ”الشرق الأوسط” إلى أن اللقاء كان عاديا وأطلع خلاله الإبراهيمي الرئيس سليمان على نتائج جولته المتعلقة بـ”جنيف 2″ قبل لقاء ممثلي روسيا وأميركا، وقال إنها كانت بشكل عام إيجابية، فيما مهمته تبقى في “تدوير الزوايا”. وفي ما يتعلق بتمثيل لبنان في المؤتمر، أكدت المصادر أنه من حيث المبدأ ليس هناك مشكلة لناحية المشاركة، لا سيما أن لبنان يعاني بشكل كبير من كل ما يحصل في سوريا، وهو كان أول الداعين إلى التوصل إلى حل سياسي. أما لناحية التمثيل، فلفتت المصادر إلى أن هذا الأمر يحدد وفقا للدعوة التي ستقدم إلى لبنان، وإذا كان الحضور سيكون على مستوى وزارة الخارجية، فإن الوزير عدنان منصور سيمثل لبنان وسيكون حضوره انطلاقا من التعليمات الأساسية لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة اللبنانية.
وبعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أشار الإبراهيمي إلى أن “كل دولة عندها رأيها ومخاوفها وأملها بما يمكن أن يحصل في المؤتمر، والكل يدرك أن الأزمة السورية خطيرة جدا ولا تهدد فقط الشعب السوري بل كل المنطقة وهذا الكلام الذي سننقله في الخامس من شهر نوفمبر إلى شركائنا الروس والأميركيين ثم إلى الدول الخمس وغيرهم من الدول التي ستشارك بالمؤتمر”. وشدد على أن “المعارضة هي المعارضة الوطنية السورية المسلحة أو غير المسلحة، وهناك اتصال بها للمشاركة بمؤتمر جنيف”، مشيرا إلى أن “الحكومة السورية والمعارضين في الداخل كلهم يؤيدون المشاركة في المؤتمر، وأن الحكومة تؤيد المشاركة من دون شروط مسبقة”.
ولفت إلى أن “الدولة الإسلامية في العراق والشام غير مهتمة بهذا المؤتمر وليس هناك أي كلام عن الاتصال بها”.
من جهته، شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على “أن لبنان يؤيد عقد ما يسمى مؤتمر (جنيف 2) لحل الأزمة في سوريا، وسيتخذ قراره بالمشاركة أو عدمها في ضوء توجيه الدعوات إليه، ليس بهدف التدخل في الشأن السوري الداخلي، بل لاقتناعنا بضرورة حضور أي اجتماع يناقش مستقبل سوريا، لأننا من أكثر دول الجوار تأثرا بتداعيات النزاع السوري على كل المستويات، ولا سيما موضوع النازحين السوريين إلى لبنان”.
كما أثنى الإبراهيمي، بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، على الدور اللبناني لجهة تحمله أعباء كبيرة فيما ترتب عليه من نتائج الوضع المأساوي في سوريا، وأطلعه كذلك على الاتصالات التي قام بها في الدول التي زارها، فيما اكتفى بري بالقول بعد اللقاء: “كانت جلسة مفيدة، وجرى التركيز فيها على ضرورة إنجاح (جنيف 2) واستعادة سوريا عافيتها؛ لأن في ذلك الكثير من استعادة المنطقة هذه العافية. وأكدنا أيضا ضرورة دعوة لبنان لحضور (جنيف 2)”.

السابق
الحياة: الموفد الدولي تجنب الحديث عن عدم ترشح الأسد
التالي
«أمل» و«حزب الله» احتمالات اربعة لمعركة الرئاسة