سلام لن يُكرّر تجربة ميقاتي

يكتسب اللقاء الذي عقده سلام مع الحريري في باريس أهمية كبرى في فرملة الضغط الممارَس عليه. وعلى رغم وجود اتجاه واضح لدى 14 آذار و”المستقبل”، بقبول تكتيكي بالمشاركة في الحكومة على أساس صيغة 9-9-6، لأسباب عدة أبرزها نقل المشكلة الى داخل تحالف حزب الله حول تقسيم المغانم الوزارية، وسلب هذا الفريق حكومة تصريف الاعمال المرشحة لحكم البلد حتى ما بعد الفراغ الرئاسي، على رغم كل ذلك، فإنّ الحريري رفض صيغة 9-9-6 واشترط لقبولها، الانسحاب من سوريا، والقبول بإعلان بعبدا، لأنّ المشاركة بلا شروط تعني، من ضمن ما تعنيه، انهيار علاقة هذا الفريق بشارعه، انهياراً لا يمكن الترميم بعده، وهذا سيكون في نظر الحريري أشبه بنتائج زيارته لسوريا عام 2009 وقبوله المشاركة في حكومة واحدة مع حزب الله، مع ما ادّى ذلك فيما بعد الى نتائج، لم يكن آخرها الانقلاب على حكومته، أثناء اجتماعه مع الرئيس الاميركي باراك أوباما في البيت الابيض. من هنا يكتسب صمود سلام في رفض صيغة جنبلاط أهمية كبرى، مع العلم أنه كان أبلغ الى الحريري قبل لقاء باريس أنه لن يؤلّف أيّ حكومة من دون موافقته، فسلام لا يريد أن يتحوّل ميقاتي آخر، ولا يريد لتجربته أن تشبه حكومة ميقاتي التي بدا أنها ورئيسها فقدت آخر مشروعية لها في الشارع السُنّي..

السابق
الجمهورية: الإبراهيمي في بيروت اليوم وكيري في الرياض الاحد
التالي
البناء: الملفّ السوريّ والثروة النفطية محور المحادثات مع الإبراهيمي اليوم