السنيورة: الحل لتشكيل الحكومة انسحاب حزب الله من سوريا

عقد رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، ندوة صحافية في مكتبه في الهلالية – صيدا على هامش استقباله وفدا من منسقية الجنوب في “تيار المستقبل”، تقدمه المنسق العام للجنوب ناصر حمود واعضاء مكتب المنسقية، كما عقد اجتماعا خصص لمتابعة مشروع تأهيل مكاتب قسم نفوس لبنان الجنوبي في سرايا صيدا الحكومي، ضم محافظ الجنوب نقولا بوضاهر ورئيسة قسم النفوس في لبنان سوزان الخوري ورئيس قسم نفوس لبنان الجنوبي وسام الحايك ومأمور نفوس صيدا جورج سعد، ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي ورئيس رابطة مخاتير صيدا ابراهيم عنتر. والتقى وفدا من جمعية جامع البحر الخيرية برئاسة محمد طه القطب، وعقد اجتماعا مع المجلس الأهلي لمكافحة الادمان ومجموعة من المثقفين من صيدا والجنوب، بالاضافة الى وفود من صيدا والجوار عرض معها شؤونا انمائية وحياتية.

وعن زيارته والنائبة بهية الحريري على رأس وفد صيداوي لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قال السنيورة: “إن الزيارة كانت لمتابعة موضوع موقوفي احداث عبرا الذين لم يثبت تورطهم في المواجهة مع الجيش، ولتمني تسريع بت ملفاتهم ونقلهم الى اماكن احتجاز تكون فيها المعاملة انسانية، وكلما أسرعنا في انجاز هذا الملف وإنهائه أدى ذلك الى عودة الهدوء والاعتدال، ويجب ان نسعى جميعا من اجل ان يعم التفكير المعتدل والمنفتح من اجل معالجة هذه الذيول التي تراكمت على مدى الأشهر الماضية”.

وأشار الى أن الوفد أثار مع رئيس الجمهورية “ظاهرة انتشار سلاح وممارسات سرايا المقاومة في صيدا، وهذه المكاتب المسلحة في المدينة أمر لا يساعد على تهدئة النفوس ولا يساعد في خفض مستويات التوتر في المدينة، وان رئيس الجمهورية كان متفهما للقضايا المطروحة، وأبدى استعداده من أجل السعي الى معالجة هذه القضايا بالطريقة الصحيحة”.

وقال: “عدد كبير من المعتقلين في حوادث صيدا مغرر بهم من الشيخ احمد الأسير، وهناك من ثبت ان لهم ضلعا في المواجهة مع الجيش اللبناني. المغرر بهم، في غالبيتهم معتقلون في أماكن ليست ملائمة على الاطلاق، فتمنينا على فخامة الرئيس نقلهم الى مكان تكون فيه معاملتهم انسانية، وهذا لا يعني أننا نريد أن نتدخل لمصلحة من ثبت تورطه في مواجهة مع الجيش”.

ولفت الى أن “هناك مكاتب موزعة على أكثر من منطقة في مدينة صيدا لسرايا المقاومة. لقد كان لنا موقف واضح أننا نرفض وجود سرايا المقاومة هذه، وهي سرايا مسلحة وفيها عدد كبير من الأشخاص الذين جرى استقطابهم من هنا وهناك، ويعرف القاصي والداني خلفية هؤلاء الناس والممارسات التي يقومون بها، وهي كلها مرفوضة من الصيداويين. وعندما كان هناك مكتب واحد اشتكى عليه احمد الأسير وافتعله كقضية كان يجيش الناس ضدها، ماذا كانت النتيجة؟ أصبح هناك عدد آخر من المكاتب المسلحة المنتشرة في كل المناطق الصيداوية، وهذا أمر لا يساعد على الاطلاق في تهدئة النفوس ولا في خفض مستويات التوتر في المدينة، بل على العكس يؤدي الى مزيد من التجييش لمواقف نحن جميعا بغنى عنها، ويجب ان نسعى من أجل عدم تفاقمها”.

وعن اشتراط “تيار المستقبل” انسحاب “حزب الله” من سوريا للبحث في موضوع تشكيل الحكومة، قال السنيورة: “هناك مسائل عديدة ما زالت عالقة بين ابناء الوطن الواحد، كلنا لبنانيون ونعمل من أجل مصلحة لبنان ولتعود الدولة لتفرض سلطتها وهيبتها المنفردة على كل الاراضي اللبنانية، وهذا الموضوع نحمله منذ أن بدأ الحوار الوطني عام 2006، وبقيت قضية عالقة هي سلاح حزب الله وكيفية التعامل مع هذه المسألة عن طريق الحوار والانفتاح للتوصل الى تفاهم، علما أن هناك قضايا كان جرى بحثها وتم الاتفاق عليها، لكنها بقيت دون تنفيذ، أكان بالنسبة الى السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه داخلها، ام بالنسبة الى موضوع المتعلق بالحدود وتنظيمها وترسيمها، أم بالنسبة الى المحكمة الدولية التي ما زالت بين أخذ ورد بنتيجة الانقلاب على ما تم التوافق عليه”.

أضاف: “نذكر أنه جرى في منتصف عام 2012 التوصل من خلال الحوار الوطني الذي جرى برئاسة فخامة رئيس الجمهورية الى ما سماه فخامة الرئيس إعلان بعبدا، وهو وثيقة أساسية تتعلق بحماية لبنان وتحييده، فضلا عن عدد من النقاط الاساسية التي تعتبر من المسلمات بالنسبة الى اللبنانيين ولحماية لبنان وتنظيم علاقاته الدولية ومحاولة النأي به عن الانجرار نحو القضايا التي يؤدي عدم التنبه لمخاطرها الى إلحاق الضرر بلبنان وباللبنانيين. ووجدنا ان حزب الله لم يتنكر فقط للمبدأ الاساسي الذي أتت به حكومة الرئيس ميقاتي، وهو سياسة النأي بالنفس، بل وجدنا ان هذه الحكومة تقول شيئا ويفعل أعضاؤها أمرا آخر، وان حزب الله قام منفردا ودون التشاور مع أحد في الوطن بالذهاب الى سوريا، حاملا أسلحته ومقاتليه للمشاركة الى جانب النظام ضد الشعب السوري، وهذا ما يؤدي ليس فقط الى توريطه في الحرب الدائرة في سوريا، ولكنه ايضا يؤدي الى توريط لبنان واللبنانيين في حرب لا تنتهي بين بلدين عربيين شقيقين متجاورين، هذا الامر لا ينتهي بهذه السهولة لانه يؤدي الى حزازات وضغائن لا تنتهي بين جارين يوميا يريان بعضهما بعضا وسيعيشان الى ابد الابدين مع بعضهما بعضا، فكيف اذا كانت النتيجة ان حزب الله يتسبب بهذه الخصومة التي لا تنتهي؟ ولذلك وقفنا منذ البداية ضد تورط حزب الله في سوريا”.

واعتبر أن “هذا الامر اصبح من القضايا التي تعقد تأليف الحكومة، وهناك حاجة لحزب الله وللبنانيين جميعا وللبنان الى انهاء هذه الحالة التي تعود بالضرر الكبير على لبنان واللبنانيين وعلى جميع الذين لهم مصالح في الدول العربية، لأن ذلك يؤدي الى خصومة لا تنتهي مع الدول العربية التي يتورط فيها حزب الله ويورط لبنان، ولذلك قلنا اننا ما زلنا نعيش منذ سبعة أشهر في حال عدم قدرة على عدم تأليف الحكومة نظرا الى الشروط التي يضعها حزب الله في هذا الشأن، ونظرا الى السياسة التي اتبعها والممارسات التي يقوم بها، ولا سيما في ما يتعلق بالتورط في سوريا”.

وتابع: “نحن قلنا ليعد حزب الله الى لبنان وليعد عن اعتراضه على اعلان بعبدا الذي كان قد وافق عليه مثلما وافق عليه الآخرون، وهو باب حقيقي من اجل حماية لبنان وابعاده عن شرور العواصف الاتية من الخارج، وقلنا له ان هذا هو الباب الذي يمكن ان نلج منه جميعا من اجل معالجة القضايا التي ينقسم بشانها اللبنانيون”.

وختم: “نحن على أعتاب الاعداد لانتخابات رئاسية، وهناك حل لهذا الامر بأن تكون هناك حكومة انتقالية ويصار الى التمهيد لانتخابات رئاسة الجمهورية، ثم تأليف حكومة تستطيع ان تشرف على الانتخابات النيابية. والباب الذي نستطيع ان نلجه جميعا من اجل الحل هو ان يعود حزب الله الى لبنان ويسحب قواته ومقاتليه من سوريا لان ليس له مكان هناك”.

السابق
السعودي بحث مع وفد الجماعة اوضاع صيدا والمشاريع المنفذة
التالي
استبدال “الشيطان الأكبر” بالتكفيريين