الدولتين لشعبين

نشرت صحيفة الإندبندنت مقابلة مطولة مع السياسي اليساري الإسرائيلي أوري أفنيري، الذي تبنى رؤية الدولتين لشعبين قبل أن تصبح مقبولة للحكومات الإسرائيلية بعقود.عرف أفنيري بانتقاده لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وقبل ذلك كان من الأصوات اليهودية النادرة التي كانت تطالب بحصول المواطنين العرب في إسرائيل على حقوق متساوية مع مواطني الدولة من اليهود، كما قال بين لينفيلد الذي أجرى المقابلة معه في عيد ميلاده التسعين.لكن أفنيري بقي، بأفكاره اليسارية، ضمن المؤسسة الصهيونية.قال أفنيري في المقابلة “خرجت من الحرب التي استمرت من عام 1947 حتى 1949 مقتنعا بجملة أشياء: أننا بحاجة إلى السلام وأن هناك شعبا اسمه الشعب الفلسطيني وان إبرام معاهدة سلام مع الفلسطينيين يعني إقامة دولة لهم بمحاذاة دولة إسرائيل.

واصر أفنيري على قناعته بإمكانية تحقيق حلم الدولتين برغم سياسة الاستيطان الإسرائيلية التي يرى معها البعض استحالة إقامة دولة فلسطينية، وقال إن مليونا ونصف المليون مستوطن فرنسي أجلوا من الجزائر خلال أسبوع، وهو ما يعني أن المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية الذين يتجاوز عددهم النصف مليون يمكن أن ينقلوا إلى إسرائيل في حال التوصل إلى اتفاق.وراى أفنيري أن الحرب أو العزلة الدولية أو الخوف من اختلال التوازن الديموغرافي لصالح الفلسطينيين كلها عوامل قد تجبر الحكومة الإسرائيلية على تقديم تنازلات.ولا يرى أفنيري إمكانية لقيام دولة واحدة ثنائية القومية، وتساءل: هل بإمكانك أن تتخيل يهودا وفلسطينيين يخدمون في نفس الجيش؟ هذا محض هراء.واستشهد بحالات انقسام دول بسبب المسألة القومية، خاصة في أوروبا الشرقية، مثل تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا.وختم أفنيري الحوار بدعابة أنه أحيانا يثير الضحك حين يقول إنه قرر البقاء على قيد الحياة حتى يرى دولة فلسطينية مستقلة قد تحققت، ويؤكد أنه متفائل بأن ذلك يمكن أن يحدث.

السابق
القبض على القيادي الإخواني عصام العريان
التالي
احترس من كلب يهز ذيله إلى اليسار