البناء: عدم انتشار الجيش في التبّانة يُبقي النار تحت الرماد

كتبت “البناء ” تقول:  في ظل استمرار الجمود على المستوى السياسي وحالة الانتظار التي تميز الاستحقاقات الكبرى بقيت المخاوف حيال الوضع الأمني في طرابلس رغم انتشار الجيش على المحاور وإزالة الدشم التي أقامتها المجموعات المسلحة خلال أسبوع كامل من المعارك العنيفة.

ومردّ هذا القلق هو بقاء المجموعات المسلحة على جهوزيتها في مناطق الاشتباكات بخاصة في باب التبانة وأيضاً عدم وجود تغطية سياسية من أقطاب وفاعليات الشمال وطرابلس تحديداً لدخول الجيش إلى هذه المناطق وخصوصاً من جانب “تيار المستقبل” والأطراف الأخرى الحليفة له في المدينة سيما وأن المعطيات الخارجية التي أدّت إلى إشعال المعركة الأسبوع الماضي ما تزال قائمة على خلفية السلوك السعودي لاستخدام الساحة اللبنانية لتعطيل الحل السياسي في سورية والضغط على حزب الله.
وبالتوازي مع استمرار النار تحت الرماد في طرابلس لا مؤشرات أيضاً لحصول أي حلحلة في ملف تشكيل الحكومة في ظل إصرار فريق “14 آذار” على عرقلة أي مبادرة أو تسويات لهذا الملف بدءاً من صيغة 9 9 6 وصولاً إلى العودة للحوار وما بينهما من تعطيل لعمل مجلس النواب وقضايا اللبنانيين وهمومهم.
تساؤلات حول استدعاء علي عيد!
وسط هذه الأجواء كان لافتاً ما سرّب مساء أمس عن أن فرع المعلومات استدعى رئيس الحزب العربي الديمقراطي علي عيد للتحقيق معه في انفجاري طرابلس والذي يشرف عليه مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية.
وقد طرح هذا التسريب وفي هذا التوقيت الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول الغاية من وراء هذا التسريب أولاً واستدعاء عيد للتحقيق ثانياً خصوصاً أن الوضع في طرابلس على “فوهة بركان”.

مصادر العربي الديمقراطي
مصادر الحزب العربي الديمقراطي رفضت في حديث لـ”البناء” التعليق مشيرة إلى أنها لم تتبلغ بأي شيء رسمي حتى الساعة إلا أن مصادر مقرّبة من الحزب رأت أن ذلك يعني تجاوز كل الخطوط الحمراء متوقعة صدور موقف واضح عن الحزب وعن المجلس الإسلامي العلوي عند التبلّغ بالأمر رسمياً.
ووصفت المصادر المقرّبة من العربي الديمقراطي الاستدعاء بـ”القرار الفتنوي” مشيرة إلى أن الحزب يريد الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلد لكنه لا يستطيع القيام بأي أمر في حال كان الفريق الآخر لا يريد ذلك.

لقاء باريس “الحكومي”
أما في الشأن السياسي فقد زار الرئيس المكلّف تمام سلام أمس رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري في باريس وعقدا اجتماعاً تخلّله غداء عمل وجرى “خلاله البحث في ملف تشكيل الحكومة” ومن هناك عاد سلام إلى جنيف حيث يمضي إجازة خاصة.

أوساط سلام
أوساط الرئيس المكلّف شدّدت خلال اتصال معها على “بروتوكولية” اللقاء وأن مواضيع البحث تطرّقت إلى الأوضاع في لبنان والمنطقة مروراً بالوضع الحكومي المتعثّر وكان تأكيد على ضرورة متابعة الاتصالات واللقاءات على المستويات كافة للوصول إلى تشكيل حكومة تقوم بواجباتها في هذه الظروف الحسّاسة التي تمر بها البلاد.
وقالت إن الرئيس سلام الذي عاد إلى جنيف سيتابع من هناك اتصالاته على أن يكثّفها بعد عودته إلى بيروت تمهيداً للوصول إلى قرار حاسم حول هذا الموضوع.

رئيس “المستقبل” يرفض حكومة الوحدة
لكن مصادر سياسية مطّلعة على أجواء اتصالات الحريري الأخيرة في باريس أوضحت أن الأخير لا يزال رافضاً تشكيل حكومة وحدة وطنية تأخذ بالاعتبار الحد الأدنى من الأحجام النيابية في مجلس النواب وتضيف أن الحريري أبلغ الذين التقوه في الأيام الماضية أنه لن “يمشي” في صيغة 9 9 6 وتالياً لن يعطي فريق 8 آذار ما يسمّيه الثلث المعطّل.
ولذلك تؤكد المصادر أن إصرار الحريري وحزبه على الموقف التعطيلي يعني أن لا حكومة في المدى المنظور خصوصاً أن النائب وليد جنبلاط أبلغ الرئيس المكلّف أنه لن يشارك في حكومة لا تلبّي شروط الوحدة الوطنية وتالياً لا يشارك حزب الله فيها.

برّي يحذّر من انهيار المؤسّسات
ومن ساحة النجمة انتقد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي أمس بقوّة التعطيل الحاصل في البلاد ونقل النواب عنه أن الذين يعطّلون المؤسسات الرسمية يدفعون في اتجاه المزيد من الانحدار والانهيار.
وجدّد تأكيده ضرورة البحث الجدّي والعمل لإنجاز قانون جديد للانتخابات في أقرب مهلة ممكنة. وقال “لقد انقضى ثلث المهلة الممدّدة للمجلس النيابي ولم نفعل في هذا الموضوع شيئاً”. أضاف “هناك مسؤولية علينا جميعاً لإنجاز هذا الاستحقاق في أقرب فرصة من هنا كانت دعوتي للجنة الإدارة والعدل واللجنة الفرعية لبدء اجتماعات ناشطة من أجل درس قانون الانتخاب”.

تعطيل مقصود لنواب “14 آذار”
وقد عكس نواب “14 آذار” الدور التعطيلي الذي يمارسه هذا الفريق وذلك في خلال اجتماع لجنة الإدارة والعدل واللجنة الفرعية لدرس قانون الانتخابات ولاحظ مشاركون أن هؤلاء النواب مارسوا سياسة الهروب إلى الأمام من خلال معارضتهم مناقشة البندين الأساسيين لقانون الانتخابات أي التقسيم الانتخابي والنظام الواجب اعتماده كما لاحظ بعض المشاركين أن إصرار نواب “14 آذار” على موقفهم عكس قراراً مسبقاً لدى فريق هؤلاء النواب بتعطيل دعوة الرئيس بري لبحث قانون الانتخابات.
وأكّدوا أنه بدل أن يستخلص تيار “المستقبل” وأعوانه العبر من التطورات في الخارج والمعطيات في الداخل فإنه يواصل الرهانات نفسها ما يعني أنه ليس لديه سياسة ذاتية وهو يكتفي بانتظار التعليمات من الخارج.
إلى ذلك أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أمس ارتياحه لاستتباب الأمن في طرابلس داعياً الجميع للتجاوب مع الخطة الأمنية ومشدّداً أن “لا عودة إلى الوراء فيها”.

تحريض أميركي
وفي هذا الوقت دخلت السفارة الأميركية في لبنان مجدّداً على خط التحريض وتوتير الساحة الداخلية بل التدخّل في الشؤون اللبنانية وادّعت في بيان أمس “أن انخراط أحزاب لبنانية وأبرزها حزب الله في سورية يؤدّي إلى تفاقم التوتّرات الطائفية ويهدّد الأمن” كما أعربت عن قلق بلادها إزاء تدهور الوضع الأمني في لبنان بما في ذلك طرابلس داعية إلى ضبط النفس”!

السابق
الجمهورية: برّي أعاد قانون الانتخاب إلى الواجهة والمعلومات إستدعت عيد
التالي
البلد: قلق أميركي على أمن لبنان والمعلومات يستدعي عيد