عباس ابراهيم: لواء إقليمي يتجاوز وزير الخارجية الشيعي

اللواء عباس ابراهيم
هل بات اللواء عباس ابراهيم لواء إقليميا، يرث اللواء الشهيد وسام الحسن، لكن من الجهة المقابلة؟ وهل يتمّ تحضيره ليكون "الشيعي الإقليمي" بدل الرئيس نبيه بري؟ في ظلّ عدم قدرة أيّ طرف على إنتاج "شخصية شيعية مقبولة من الجمهور العريض"؟ وهل حزب الله يصنعه؟ أم هو يصنع نفسه بنفسه؟

صعد نجم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بشكل “صاروخي” بعد رحلة المفاوضات الطويلة التي قام بها للافراج عن المخطوفين اللبنانين في أعزاز.

استطاع اللواء ابراهيم ان يصل الى هدفه ويفرج عنهم. ثم لعب دورا اقليميا لا يبدو أنّه يقتصر على الافراج عن مخطوفي أعزاز أو عن المطرانين السوريين المخطوفين. فمن المحادثات مع الامير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى زيارته سوريا ولقائه المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي، وأيضا لقاؤه الرئيس السوري بشار الأسد. فهل ينقل رسائل على مستوى إقليمي؟ أم أنّ دوره “تقني” فقط؟

الصحافي والمحلل السياسي غسان جواد، القريب من ابرهيم، أكّد أن “اللواء يعمل على الملفّات التي تهم الدولة اللبنانية ولا ينطلق من حسابات وقرار شخصي، ومؤسسة الامن العام تعمل في الاصل على الملفات التي تتصل بالامن السياسي ومن ضمنها الحل الذي تم التوصل اليه بإخراج المخطوفين في أعزاز”. ويتابع غسان، الذي يلتقي ابرهيم باستمرار: “الآن يجب التركيز على الخطوات الجديّة التي يقوم بها في ملف المطرانين المخطوفين في سوريا وصولا الى فتح ملف كافة المفقودين في الحرب الاهلية”.

وأشار في حديث لـ”جنوبية” الى أنّ “إمكانية التحدث عن أبعاد ودور اقليمي للواء ابراهيم في المرحلة المقبلة”. وتابع: “أنا أعتقد انه من حقه ان يكون له دور ما إذا أراد ذلك، ولكن من معرفتي به فهو يعمل كإبن دولة، وعلى مسافة واحدة من جميع الافرقاء”. وأضاف: “حتى من ينتقده يعلم ان اللواء يعمل على مسافة واحدة من الجميع وبتنسيق دائم مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري والحكومة”.

وأكمل قائلا: “رجل الامن لديه معارف وعلاقات دولية واقليمية. وحتى اللواء الشهيد وسام الحسن كان له علاقاته الخاصة ووصل إلى سوريا والتقى ببعض المسؤولين من بينهم متهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولم يتم إثارة هذا الامر. في حين تشن حملة على اللواء ابراهيم فقط لأنه إلتقى(اللواء) علي مملوك وشنت حملة على دور ابراهيم التي تصب في إطار الاستنزافات السياسية”. والمملوك هو اللواء المتهم بتجنيد الوزير السابق ميشال سماحة لأداء دور تدميري يحضّر لبنان لحرب أهلية طويلة.

وأضاف جواد: “مؤسسة الامن العام في لبنان هي جامعة، وهي على مسافة واحدة من الاطراف كافة، ولا تكيل بمكيالين بخلاف بعض الاجهزة اللبنانية الاخرى”.

استطاع اللواء ابراهيم ان ينفذ دوره كإبن دولة على أكمل وجه كما يبدو. ونجح في أن يصبح بطلا في نظر اللبنانيين، خصوصا الشيعة منهم، نظرا لاهتمامه بملفات دقيقة بدأت بالمخطوفين وتستكمل بالمطرانين وصولا الى ملف المفقودين منذ الحرب الاهلية في لبنان.

لكن ما يحكى عن الدور المستقبلي لابرهيم ليس “إقليميا” إلا بقدر حاجة حزب الله الى “شيعي اقليمي”. والأرجح أنّ ابرهيم يأخذ ملفات كانت للرئيس برّي سابقا، إن من خلال “وزارة الخارجية”، أو من خلال علاقاته بالأطراف المتصارعة إقليميا. مثل لقائه مسؤولين أميركيين خلال حرب تموز 2006. وغالبا ما يصرف هذا الدور.. في الداخل.

السابق
غانم: الشعب يستحقّ البحث من جديد لإيجاد قانون للإنتخابات
التالي
ميقاتي يطلق خطة الاستجابة الوطنية خلال الكوارث