“الراي”: 14 اذار قرأت في الخطاب الاستفزازي لنصر الله “قفلاً للأبواب”

تركتْ المواقف التي أطلقها الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله في الخطاب الذي ألقاه بعد ظهر الاثنين مجموعة انطباعات وخلاصات من شأنها زيادة تفاقُم الأزمة الداخلية في لبنان او على الاقل الإمعان في حال الانسداد التي تعترض أيّ حل ممكن للأزمة الحكومية تحديداً والأزمة السياسية عموماً.
ومع ان احداً لم يكن يتوقع مواقف مرنة من نصر الله في هذه الظروف، فان العامل الذي شكل الدلالة البارزة في نبرته ومواقفه التصعيدية تَمثل خصوصاً في هجومه الحاد على المملكة العربية السعودية وفريق “14 آذار” بما يوازي التهديدات المبطنة حيناً والمكشوفة حيناً آخر من دون ان يتمكن، بحسب اوساط في “14 آذار”، من إخفاء إرباك واضح لديه حيال مسار تورط حزبه في سورية وانعكاساته على الوضع
وغداة هذا الخطاب بدا لهذه الأوساط ان نصرالله دفع بالصراع الاقليمي وتحديداً بين سورية وايران من جهة والسعودية من جهة اخرى الى ذروة سقوفه على الساحة اللبنانية من خلال خروجه للمرة الاولى تقريباً عن تحفظٍ لازمه طويلاً في تناول السعودية “بالاسم” بهذه الطريقة.
وأعربت الاوساط نفسها عبر “الراي” عن اعتقادها ان تَعمُّد نصرالله الظهور مظهر المنتصر مع المحور السوري – الايراني او على الاقل كاسب الجولة الاولى من الصراع في سورية وحولها، وكان يهدف بالدرجة الاولى الى التوجه الى جمهوره المثقل بكلفة الضحايا من جراء تورط الحزب في الصراع الميداني السوري بدليل تجنب نصرالله المجيء على ايّ ذكر لهذا التورط وتبريره، على ما كان يفعل في إطلالاته السابقة. حتى ان الاوساط نفسها تربط هذا البُعد بتوقيت الخطاب الذي جاء غداة تعرّض مبنى كان يتمركز فيه عناصر الحزب في منطقة السيدة زينب في دمشق لتفجير ذكرت معلومات انه أودى بعدد من عناصر الحزب.
اما اعتماد النبرة التصعيدية حيال السعودية وفريق “14 اذار” فأدرجته الاوساط في اطار إدراك نصرالله ضمناً ان فترة السماح التي مُنحت للنظام السوري في انتظار ترتيب اجراءات انعقاد “جنيف -2″ قد تطول الى بدايات السنة المقبلة ما يوفر له فرصة محاولة إحداث أمر واقع جديد في المعطى الداخلي قبل اي تبديل محتمل لهذه الظروف.
وتبعاً لذلك أراد نصرالله، وفق هذه الأوساط، ايهام خصومه بقدرته على فرض دفتر شروط لتشكيل الحكومة الجديدة من خلال معادلة يحصل فيها فريقا “8 اذار” و”14 اذار” على تسعة مقاعد وزارية لكل منهما على ان يحصل الفريق الوسطي على ستة مقاعد وهي المعادلة التي يرفضها فريق “14 اذار” خصوصاً بعدما انضم النائب وليد جنبلاط الى “حزب الله” وحلفائه في تأييدها، وذلك لانها تعيد للحزب الثلث المعطل وتكرس الخلل في التوازن السياسي القائم مع الحكومة الميقاتية المستقيلة.
واذا كان نصرالله تعمد اتهام السعودية بتعقيد عملية تشكيل الحكومة، فان ذلك يبعث على الاعتقاد ان هدفه الحقيقي، بحسب اوساط “14 آذار”، هو الاختباء وراء هذا الاتهام للابقاء على حكومة ميقاتي الى موعد الانتخابات الرئاسية وربما بعدها في حال تعذر اجراء الانتخابات بما يبقي السلطة واقعياً تحت سيطرة الحزب وحلفائه الاقليميين.
وتنطلق الاوساط في قراءتها لهذا الهدف المضمر من النبرة “لاستفزازية” التي تعمد نصرالله استعمالها تجاه «تيار المستقبل» وزعيمه الرئيس سعد الحريري من خلال “نصحه” للحريري بالعودة الى لبنان عبر مطار بيروت الذي يحمل اسم والده الرئيس رفيق الحريري. وهي نبرة يدرك نصرالله تماماً انها ستزيد الاحتقانات والاحتدام والتحديات بما يعني ان هدفه الحقيقي هو زيادة التعقيدات في وجه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام بعدما التزم الاخير عدم الاعتذار عن مهمته ولو لم يتمكن من تشكيل الحكومة بما يبقي احتمال تشكيل حكومة امر واقع في اللحظة الحاسمة قبل موعد الانتخابات الرئاسية في مايو المقبل سيفاً مصلتاً على فريق “8 أذار”.
ووسط هذه المعطيات تعتقد اوساط واسعة الاطلاع في بيروت ان الستاتيكو الداخلي مرشح للاستمرار على ما هو عليه لفترة طويلة اضافية من دون اي تغيير، على قاعدة عضّ الاصابع وتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة وتعطيل مجلس النواب.

السابق
مصادر لـ الراي: أوباما سيطلب من المالكي مكافحة تدفق المقاتلين الشيعة لسوريا
التالي
«اللواء»: هذا هو الشرط لاطلاق المطرانين!