إيران تجلد المسيحيين..الأب مسّوح: تعدّ غير مقبول

ايران
إيران جلدت 4 مسيحيين. ميشال عون ومسيحيو 8 آذار: ولا كلمة. "التهمة" هي "شرب النبيذ"، في جزء من طقوس "تناول القربان". ايران "المنفتحة" بوجه السعودية "المنغلقة"، بحسب أدبيات تلفزيونيي حزب الله الذين يخوّفون من "التكفيريين السنّة". الأب جورج مسّوح يقول لـ"جنوبية" إنّ "هذا "يشكل تعدياً غير مقبول على الحق في ممارسة الإيمان بحرية وبسلام". وأبعد: "يجب احترام حتّى المسلمين الذين لا يريدون الخضوع للشريعة الاسلامية".

 اثار حكم بجلد اربعة مسيحيين في ايران، بسبب تناولهم النبيذ خلال حفل قربان مقدس، استغراب العديد من المسيحيين والمسلمين. لأنّه في بلد اسلامي يتغنّى بـ”الحريات الدينية تجاه المسيحيين” يعتبر ذلك سابقة. وفورا صدر تقرير عن الأمم المتحدة وجّه انتقادات للجمهورية الإسلامية على خلفية ممارستها سياسات “تعنى باضطهاد غير المسلمين”.

في التفاصيل أنّ جهازا أمنيا إيرانيا ألقى القبض على المسيحيين الأربعة وأسماؤهم: بهزاد تاليباساند، مهدي رضا أوميدي، مهدي دادخان وأمير حاتمي، خلال وجودهم في إحدى الكنائس الايرانية في كانون الأول الماضي.

وقال ميرفن توماس، الرئيس التنفيذي لمنظمة “التضامن المسيحي حول العالم”، إنّ “الأحكام التي صدرت بحق هؤلاء تجرّم بفاعلية السرّ المسيحي المقدس الخاص بالتقاسم في العشاء الرباني”، أي تناول النبيذ كدم المسيح وتناول الخبز كجسده، وتابع: “هذا يشكل تعدياً غير مقبول على الحق في ممارسة الإيمان بحرية وبسلام”.

الاب جورج مسّوح، البروفسور في جامعة البلمند، رفض “تدخّل الحكومات في العبادات”. وقال في حديث لـ”جنوبية”: “هذه العبادة موجودة في بلاد الاسلام منذ الرسول محمد والائمة. وأرى انها بدعة ان يُمنع أحد ما من ممارسة طقوسه الدينية. فهذه العبادات مُعترف بها في الاسلام. واذا كان ما تناولته وسائل الاعلام صحيحا فانه لا يتلائم والتراث الاسلامي عند الشيعة والسنّة معا”.

وتابع مسّوح: “ممارسات الدول هي ممارسات مُدانة خصوصا في السعودية وايران، وكل عمل على هذا النسق مُدان، خصوصا، اذا كان يحرم حرية الافراد”.

لكنّ الأب مسّوح يذهب أبعد: “بل يجب احترام عقائد المسلمين الذين لا يريدون الخضوع للشريعة الاسلامية أيضا”. وحول ان كان ثمة تحرّك في هذا الاطار تجاه السفارة الايرانية في بيروت لتوضيح الامر قال الاب مسوح: “لن نتحرك وسنتركها للمعنيين، ولن نعطيها بعدا سياسيا”.

وختم الاب مسّوح: “يقيم في إيران أكثر من 370 ألف مسيحي، ولم يقلّ العدد منذ انتصار الثورة في العام 1979 بل ثبت على حاله. ومن هاجر فقد هاجر. ومن بقي فقد بقي”.

وهنا لا بدّ من تسجيل صمت “مسيحيي 8 آذار” عن هذا الخبر. هم الذين يخوّفون باستمرار من “التطرّف السنّي برعاية السعودية”، وتجاهلوا أنّ في بلد منشأ “الممانعة”، إيران، جلد 4 مسيحيون فقط لأنّهم كانوا يعبدون الله على طريقتهم المسيحية.

يذكر أنّ مسيحيي ايران غالبيتهم من الارمن والآشوريين والكلدان والكاثوليك.

السابق
فرعون: الفراغ في موقع الرئاسة بهدف الدعوة لمؤتمر تأسيسي هو مشروع فتنة
التالي
الرئيس السوري يستقبل الابراهيمي في دمشق