بعد أيام على سفر نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل إلى موسكو بدأت المعلومات تتردّد عن انشقاقه، ليصدر مرسوم رئاسي سوري اليوم الثلاثاء بإعفائه من منصبه.
ووفق بيان رئاسة مجلس الوزراء، الذي تلقت وكالة سانا نسخة منه، فإنّ إعفاء جميل هو نتيجة لغيابه عن مقر عمله ودون إذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف بها كنائب اقتصادى في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد، إضافة إلى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة، وتجاوزه العمل المؤسّساتي والهيكلية العامة للدولة صدر مرسوم رئاسي بإعفائه من منصبه”.
بدوره أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن مسألة إعفاء جميل من منصبه كنائب لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية هي مسألة إجرائيّة بالدرجة الأولى وقانونيّة، موضحاً في اتصال مع التلفزيون العربي السوري، أنّ اللقاءات التي أجراها جميل عندما سافر إلى خارج سوريا لم تندرج على الإطلاق فيما هو متّفق عليه في سياسة الحكومة.
وكان جميل أوّل من كشف الموعد المحدّد لعقد مؤتمر جنيف2 في 23 تشرين الثاني، بعد اجتماعه مع مسؤولين في وزارة الخارجيّة الروسيّة.
قدري جميل هو جزء من المعارضة السوريّة في الداخل والمقبولة من النظام. أسّس في العام 2002 “حزب الارادة الشعبيّة” الذي شارك في الاحتجاجات السلميّة ضد النظام السوري والتي بدأت منتصف آذار/مارس 2011، ودعا إلى تغيير شامل تحت إدارة الرئيس السوري بشار الأسد.
شارك في صياغة الدستور السوري الذي تمّت المصادقة عليه بموجب استفتاء شعبي في العام 2012، كما شكّل مع عدد من الاحزاب “الجبهة الشعبيّة للتغيير والتحرير” تحضيرًا للانتخابات التشريعيّة في 23 حزيران/يونيو 2012، وانضم في وقت لاحق إلى الحكومة بصفة نائب رئيسها وائل الحلقي.
جميل من مواليد دمشق عام 1952، يحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة موسكو، وهو أستاذ محاضر في معهد تخطيط التنمية الاقتصادية الاجتماعيّة في دمشق، كما هو عضو في الحزب الشيوعي السوري منذ عام 1966 وعمل في مواقع مختلفة منها رئيس تحرير صحيفة الحزب الشيوعي السوري المركزيّة “نضال الشعب”، وله مؤلّفات وأبحاث مختلفة في المجالات الفكريّة والاقتصاديّة والسياسيّة.
