صيدا ستشتعل مجددا: السرايا وعبرا

فعاليات صيدا
ستشهد مدينة صيدا تصعيدا جديد يعيدها الى الواجهة بعد مقررات "اللقاء التشاوري الصيداوي" الذي انعقد في مجدليون قبل ايام وطرح موضوعي "سرايا المقاومة" والموقوفين في احداث عبرا، ما ازعج القوى السياسية الموالية لـ8 آذار.

موضوعان شائكان طرحهما “اللقاء التشاوري الصيداوي” وهما مدار خلاف في المعادلة السياسية الصيداوية، الاول يتعلق بسرايا المقاومة. فقد استغرب ازدياد انتشارها في المدينة واعتداءاتها على المواطنين، وانتقد انتشار تصاريح حمل السلاح بين ايدي عناصرها. فوصفت النائب بهية الحريري سرايا المقاومة بأنّها “تعتدي على الناس”. وأضافت: “كانت القضية شقتين في عبرا فأصبحت كل صيدا شقق!”، مؤكدة ان صيدا “تحت القانون لكن المطلوب من الدولة ان تكون حاضنة لصيدا”.

الموضوع والثاني هو فتح ملفّ الموقوفين في احداث عبرا. فالحريري طالب بالاسراع في بتّ ملفات من لا يثبت تورطه واحالة المتورطين الى المحاكمة وتأمين الظروف الانسانية والصحية للموقوفين. وقرر “اللقاء” رفع مذكرة الى رئيسي الجمهورية والحكومة وقائد الجيش كخطوة اولى في تحرك لوضع حد لمعاناة الموقوفين واهاليهم.

 وتؤكد مصادر صيداوية، ان الامر لم يرق لبعض القوى السياسية الموالية لـ 8 آذار، فاعتبر الناطقون باسمها في المدينة ان “طرح الموضوعين في هذا التوقيت بالذات مع الاحداث الامنية في طرابلس من شأنه ان يوتر الاجواء الامنية،تزامنا مع محاولات التوتير الأمني في مخيم عين الحلوة وقد ترجم اول مفاعيل التصعيد السياسي انتشار هواجس امنية وشائعات هنا وهناك”.

بعد يوم واحد من هذه المقررات تمّ الاشتباه بسيارة قرب “صيدا مول” وبجسم غريب في الطريق المؤدي الى ساحة الشهداء تبين خلوهما من اي مواد متفجرة، فيما تم تسريب استغراب صيداوي عن مشاركة محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر في “اللقاء التشاوري”، علما انها ليست المرة الاولى التي يشارك. اضافة الى معلومات عن خلافات داخل بلدية صيدا بين اعضاء الجماعة الاسلامية ورئيسها المهندس محمد سعودي نفاها الطرفان جملة وتفصيلا.

في المقابل أطل مفتي صيدا والجنوب الشيخ سليم سوسان من احد منابر “تيار المستقبل” ليميز بين المقاومة والسرايا، قائلا: “صيدا لم تنظر يوما الى المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي على أنها خصم او عدو.. لكن سرايا المقاومة موضوع آخر، واقول لأخواني واهلي في المقاومة: لا تخسروا صيدا”. غامزا من قناة القوى العسكرية بأنّ “الدولة اما انها لإعتبارات معينة لا تستطيع ان تغير هذا الواقع او انها لا تريد ان تغير هذا الواقع”، معتبرا ان “الأمرين يسيئان الى صيدا”، مؤكدا ان “ليس بين صيدا وبين المواطن الشيعي مشكلة، وليس بين صيدا وبين المواطن المسيحي مشكلة، انما مشكلة المواطن مع من يسيء الى نفسه والى مجتمعه والى مدينته بتصرفات عبثية”.

واستكمالا، زار وفد من “اللقاء الاسلامي” في صيدا والجوار المفتي سوسان في اطار جولة ينوي القيام بها على فعاليات في مدينة صيدا وخارجها لتفعيل وتحريك ملف الموقوفين في أحداث عبرا. فأوضح المسؤول السياسي لـ “الجماعة الاسلامية” في الجنوب الدكتور بسام حمود، باسم الوفد، أن “قضية الموقوفين يجب ان تسير في طريقها الصحيح قضائياً بعيداً عن الكيدية والاحكام المسبقة لأن المتهم بريء حتى تثبت ادانته ولكي لا نعيش مأساة الموقوفين الاسلاميين مجدداً. هم الذين مضى على توقيف بعضهم أكثر من ستة سنوات دون محاكمة، وهذا يتطلب جهداً موحداً وضاغطاً على المراجع ليصار الى اطلاق سراح من لم تثبت ادانته بأي مشاركة في أحداث عبرا ومحاكمة المتهمين محاكمة عادلة وسريعة”.

أما الدكتور عبد الرحمن البزري فرفض ان تكون صيدا “ساحة للرسائل الاقليمية او منبرا من منابر التحريض المذهبي والطائفي”، قائلا: “هناك من يحاول أن يبعث رسائل من خلالها داخلية وإقليمية، ونقول إن صيدا، في مرحلة ما وللأسف، كانت جزءاً من هذه الرسائل”.

بينما حذر إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني من “المزايدة في قضية الموقوفين في أحداث عبرا وتقزيمها واستغلالها لمآرب خاصة”، مؤكدا على أنّ “إبعاد وإقصاء من كان لهم الدور في المطالبة والمشاركة في الإعتصامات والتحركات بقضية الموقوفين الإسلاميين يؤكد على أن اي تحرك لا يسبقه التنسيق مع مختلف القوى والشخصيات الإسلامية سيفشل”.

وكان لـ”تيار الفجر” موقفه اذ اعتبر أنّه “كان حريا بأصحاب المواقع السياسية الاولى في مدينة صيدا ان يبذلوا جهودهم الفاعلة بصمت وجدية وبكافة الوسائل القانونية المتاحة من اجل معالجة قضية موقوفي عبرا بدلاً من إثارة العواصف السياسية والاعلامية، وبعيداً عن حشد العديد من الشخصيات الاجتماعية والاقتصادية والدينية والرسمية وإحراجها من خلال إطلاق مواقف سياسية هي أقرب الى التطرف منها الى الاعتدال والعقلانية والتأني”، معتبرا أنّ “الأوضاع الأمنية المشتكى منها في بعض أحياء صيدا لا ينبغي ان تعالج إلا في إطار الأمن الرسمي اللبناني بعيداً عن المهاترات والتراشق السياسي والاعلامي الذي سأم منه اللبنانيون وكفروا بكافة أشكال التصعيد السياسي القديمة والحديثة”.

السابق
اللجنة التحضيرية لملتقى الاديان تلتقي البطريرك الراعي ورئيس الكنيسة الاشورية
التالي
شائعة الخلاف مع ريفي دسٌّ رخيص