القانون يجبر الدولة على اشراك المرأة بالسياسة!

الكوتا النسائية
"باسم نساء لبنان المغيبّات قسرا عن العمل السياسي، الا من ندر وصولهنّ عبر الوراثة السياسية"، تتحدث رئيسة "المجلس النسائي اللبناني" جمال غبريل. اذ لا وجود لنساء قياديات في الاحزاب، بدءا من الاحزاب الاكثر انفتاحا الى تلك الاكثر تشددا على الصعيد السياسي والفكري. فلماذا؟

ترى غبريل ان “المجلس النسائي” عبارة عن مجموعة كبيرة من الجمعيات التي تموّل نفسها بنفسها او عبر وزارة الشؤون الاجتماعية او عبر دعم من الاتحاد الاوروبي لبعض الحملات التي تتوافق مع سياسته.
وتشرح: لهذا تشعر المرأة المستقلة عن اي حزب انها وحيدة كون المجلس النسائي غير قادر على دعمها اعلاميا وماديا. ورغم كل هذا التاريخ من النضالات النسوية على مدى 65 سنة لم تتمكن الحركة النسوية من ايصال امرأة واحدة الى المجلس النيابي اللبناني.

في لقاء مع “جنوبية” للحديث عن وضع المرأة السياسية في لبنان قالت غبريل: “هناك نظرة خاطئة تجاه المجلس النسائي. فاذا كانت الضربة المئة هي التي كسرت الصخرة الا ان الضربات الـ99 هي التي خلخلتها وأضعفتها. والعمل النسائي عمل تراكمي. والا أين نذهب بتاريخ نساء لبنانيات رائدات؟”.

وتابعت:” نعم، اذا اردنا ان يصبح لبنان جنة عدن علينا ان ننتظر كثيرا فالموضوع صعب. والبلد يمرّ بأزمات متواصلة، والمطلوب ان تصير النساء في مواقع القرار كونها أقل عنفا، مع الاشارة الى قرار مجلس الامن رقم 1325 الذي يجبر الدولة على اشراك النساء في العمل السياسي لمنع الحروب والنزاعات المسلحة، وكي يبذلن الجهود لمنعها، ويطلب ان يشاركن في طاولة الحوار وفي مفاوضات السلام وان يشاركن في مرحلة ما بعد النزاعات. لكن ما يحصل هو العكس تماما”.

·لكن ثمة نساء تسلمن مواقع مهمة عالميا ولم يكنّ افضل من الرجال ، مثل وزيرة خارجية الولايات المتحدة سابقا، كوندوليزا رايس، وخليفتها هيلاري كلينتون، وغيرهن الكثيرات؟

-هؤلاء النسوة اشتغلن لمصلحة بلادهن، وستقوم المرأة اللبنانية بالعمل لمصلحة بلادها كما فعلت هذه النسوة.

وهناك من يقف ضد الكوتا النسائية، فهل برأيك ان الحل بهذه الكوتا من اجل دخول المرأة الى المجلس النيابي؟

-نعم الكوتا هي الحل، لاننا نعاني من مشاكل مثل منع الجنسية عن أولاد أم لبنانية لاولادها من رجل أجنبي، والعنف ضد النساء، والحقوق غير المتساوية مع الرجل في القانون اللبناني.. وغيرها الكثير. لا يمكن حلّ هذه المسائل الا بدخول نساء الى البرلمان عبر الكوتا لتغيير الواقع. وهنّ، وان انتمين الى احزاب وتيارات الا انهنّ ستدافعن عن قضايا المرأة.

·موضوع الكوتا داخل الاحزاب من الافكار المهمة والتي ستؤدي حتما الى وصول المرأة الى المشاركة السياسية في البرلمان، لمذا برأيك المرأة تستنكف عن دخول الاحزاب في لبنان؟

-ثمة نساء داخل الاحزاب لكن لم يصلن الى موقع سياسي بارز لانهن لسن كثيرات، ولانه لم يسمح لهن، اي ان احزابهن لم تسمح بوصولهن وزارية او برلمانية. والمرأة لن تصل الا من خلال الاحزاب والجمعيات. الا ان الذكورية متحكّمة بفكرنا ولهذا السبب نطالب بالكوتا.

السابق
الان عون: ليس هناك قانوناً انتخابياً جديدا على طاولة البحث
التالي
أديان: بالرحمة نجدد ثقافتنا