البناء: مسلّحو التبّانة يُبايعون القاعدة والبغدادي

كتبت “البناء ” تقول: ما يجري في طرابلس يثير أكثر من علامة استفهام حول المقاصد الحقيقية لما ستؤول إليه أوضاع المدينة في ظل ما بات في حكم المؤكد من أن السعودية ومن خلال أمر مباشر من بندر بن سلطان طلبت فتح معركة الجولة الـ17 مع كل ما يتطلبه ذلك من إمداد بالمال والسلاح علّها تعوّض عما خسرته على صعيد أكثر من ملف يتعلق بلبنان والمنطقة وفق معلومات لـ”البناء” أكدها مصدر دبلوماسي مطلع.
والسؤال الأساسي الذي يطرح نفسه أمام هذا المعطى هو هل ستبقى هذه المعركة مفتوحة أم أنها محكومة بسقف زمني يضع حداً لحال المأساة المتكررة التي يعيشها أبناء عاصمة الشمال من حين إلى آخر؟
كل المؤشرات تدل على أن وضع مدينة طرابلس صعب جداً وهو آيل إلى مزيد من التعقيد والتصعيد في ظل الإمساك بها كورقة لتصفية الحسابات السياسية وهو ما تؤكده أيضاً مواقف بعض فاعلياتها اللواء أشرف ريفي التي أعلنت أخيراً دعمها وحمايتها لقادة المحاور والاستفراد بإعطاء الأوامر لهم والتحكم بسير المعارك وهي المعروفة بولائها لتلك الدولة الخليجية ومن يأتمر بأوامرها.

إمارة إسلامية!
وبصرف النظر عما يُحكى حول ربط هذه الجولة ـ المعركة بمعركة جبال القلمون في سورية فإن مصادر متابعة دعت إلى عدم الرهان على مثل هذه المعادلة مذكرة بأن مثل هذا الأمر لم ينجح سابقاً عندما وضع جبل محسن مقابل معارك القُصير وقبلها باب عمرو.
ويمكن القول إن المشهد في طرابلس لم يعد مجرد مشهد ضبابي بعد التطورات المتسارعة التي سجلت في الأيام القليلة الماضية والتي كشفت بالمواقف والمواقع مخطط تحويل المدينة إلى إمارة إسلامية وقاعدة للإنسلاخ عن الوطن والارتباط بما يسمّى المعارضة السورية في إطار الخطة الجهنمية التي تندفع بها جهات باتت معلومة وبدعم سعودي واضح.

“القاعدة” وأبو بكر البغدادي
الساعات القليلة الماضية حملت مزيداً من الدلائل على ذلك فقد كشف مسلحون في التبانة النقاب عن انتمائهم إلى القاعدة وإلى ما يسمّى بالدولة الإسلامية داعش بإعلان ولائهم وفخرهم بأنهم أتباع أبو بكر البغدادي وهذا يشكل نموذجاً صريحاً وواضحاً لهذه المجموعات المسلحة التي عاثت وتعيث فساداً في المدينة ويدحض البيانات والمواقف التي يطلقها تيار “المستقبل” وعلى رأسه النائب سعد الحريري ومن يدور في فلكه حيث تشكل هذه الأطراف غطاء سياسياً لهؤلاء الإرهابيين مقابل غياب الغطاء السياسي الجدي لحزم الدولة أمرها والضرب بيد من حديد لإنقاذ طرابلس وأهلها وبالتالي قطع الطريق على هذا المخطط الجهنمي.

الوضع الميداني
أما على الصعيد الميداني فقد بقي النزف في المدينة سيد الموقف بسبب إصرار هؤلاء المسلحين على تفجير المحاور حيث سجلت أمس اشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة وسقط المزيد من الضحايا والجرحى.
في المقابل عزز الجيش من وجوده في المدينة مستقدماً المغاوير وانتشر في بعض الأماكن على أن يبدأ منتصف الليل انتشاراً واسعاً غير أن هناك شكوكاً جدية في عودة الاستقرار إلى المدينة طالما أن حملة التحريض السياسية التي يقودها “المستقبل” ليست سوى وسيلة للسير في تفجير الموقف لغايات باتت معروفة مع العلم أن المجموعات المسلحة المتطرفة والإرهابية تلقى إشادة من كبار مسؤولي هذا التيار.

جمود وتعطيل
على الصعيد السياسي لم تسجّل عطلة الأسبوع أي تطور على المستويات كافة ولا تزال الأمور تراوح بين الجمود والتعطيل بفعل القرار السياسي الذي ينفذه فريق “14 آذار” وخصوصاً تيار “المستقبل” تنفيذاً لأجندات خارجية.

نصرالله يتحدث اليوم
ومن المتوقع أن يحرك هذا الجمود اليوم المواقف التي سيطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي سيتحدث في احتفال جمعية مؤسسة الشهيد وسيتطرق إلى الملفات الداخلية والتطورات الأمنية في طرابلس إضافة إلى مستجدات الملف السوري.

السابق
الجمهورية: الإبراهيمي يعبر بيروت إلى دمشق اليوم
التالي
البلد: خطة طرابلس على محك انجاز التحقيق بتفجيريها