الأخبار: حزب الله يردّ السعودية تهدّد لبنان واللبنانيين

كتبت “الأخبار ” تقول: لم يطرأ جديد على المشهد السياسي سوى التقارب المستمر بين كتلتي التيار الوطني الحر وحركة أمل، فيما استمر التراشق بالاتهامات بتعطيل المؤسسات وشل البلد بين قوى 8 و14 آذار، كما توعّد حزب الله مرسلي السيارات المفخخة بـ”حساب عسير”، كما ردّ على تركي الفيصل، معتبراً كلامه تهديداً للبنان
فيما يستمر الجمود السياسي مسيطراً، بقيت المواقف بين ضفتي 8 و14 آذار من مختلف الملفات على حالها، فيما رد حزب الله على كلام مدير الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل الذي حذّر فيه من احتمال نشوب حرب داخلية في لبنان. وقال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي: “إننا نشكو في هذه الآونة من أن ثمة مسؤولين وقيادات لتيارات وجهات سياسية خرجت عن مقتضيات المصلحة الوطنية، وهي تعمل بموجب توجيهات تأتيها من مرجعياتها الإقليمية والخليجية بحيث تعطل المؤسسات الدستورية في البلد وتدفعه إلى حافة الحرب الأهلية التي هددَنا بها أحد المسؤولين الخليجيين في محاضرة ألقاها في معهد مقرب من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية”.
ولفت الى “أن معنى ما قاله هذا المحاضر هو تهديد للبنان وللبنانيين، وهذا يكشف عن المنحى الذي تسلكه سياسة هذه الدولة الخليجية تجاه بلدنا، فهي سياسة تصعيدية تخريبية تضع لبنان في دائرة الخطر”.
أما مسؤول منطقة البقاع في حزب الله النائب السابق محمد ياغي، فلفت إلى أن “الأمور بدأت تتوضح (حول) من يرسل السيارات المفخخة، ومن الذي يطلق الصواريخ على قرانا، ونخشى أن تكون هناك جهات إقليمية وراء هذه التفجيرات بالضغط على الناس كما يحصل في العراق لإحداث مجازر بهذا الشعب”. وقال: “في حزب الله عرفنا من الذي يرسل السيارات، وحسابه سيكون عسيراً”. ومن المتوقع أن يقارب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هذا الموضوع في إطلالته اليوم عبر شاشة “المنار”، الثالثة بعد ظهر اليوم في احتفال تنظمه “جمعية مؤسسة الشهيد” في الذكرى الـ 25 لتأسيس مستشفى الرسول الأعظم، في قاعة “شاهد” على طريق المطار. ويتطرق نصر الله في كلمته إلى المستجدات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة.

تقارب أمل والوطني الحر
على صعيد آخر، بدا أن التنسيق بين حركة أمل والتيار الوطني الحر متواصل على قدم وساق، وينتظر أن يتوّج بلقاء بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب ميشال عون. فبعد لقاءات عين التينة، التقى بري في مقره أول من أمس وفداً من نواب التيار ضم: إبراهيم كنعان، آلان عون، زياد أسود وسيمون أبي رميا، في حضور النائب علي بزي. وأوضح كنعان بعد اللقاء أن الهدف منه “هو استئناف الحوار الذي بدأناه في ساحة النجمة”. وقال: “استعرضنا عدداً من الملفات التي حددناها معاً، واتفقنا على أن يكون هناك لجنة مشتركة بين كتلتنا وكتلة التنمية والتحرير، وبين التيار الوطني الحر وحركة أمل”. وأوضح أن مضمون عمل اللجنة سيكون مدار بحث خلال المرحلة المقبلة “والملفات المطروحة هي كل الاستحقاقات، بدءاً من الجلسات العامة”.
من جهته، أكد النائب آلان عون لـ”المركزية” أن أجواء اللقاء مع بري “إيجابية جداً وتناول البحث ملفات عدّة”.
وعن زيارة العماد عون لعين التينة، قال “لم يحِن الأوان لهذه الزيارة، وهذا الأمر لم يُطرح أثناء الاجتماع، فهناك العديد من الملفات تستحوذ على اهتمامنا ونتابع بحثها، أما مشروع الزيارة فلم ينضج حتى الآن”.

حزب الله يتوعّد المفخخين
من جهة أخرى، تساءل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد: “من الذي يعطل تشكيل الحكومة في هذه المرحلة ولماذا؟”، لافتاً إلى أن “الذين حققوا انتصاراً للبنان لا يريدهم البعض أن يكونوا في الحكومة، ولأن النهج الذي جسد وحقق انتصارين كبيرين للبنان، لا يريدون الإقرار به في البيان الوزاري، هؤلاء يريدون تقديم لبنان على طبق من فضة إذا بقي ثمة فضة في هذا البلد لأعداء لبنان وللطامعين به وللمتسلطين، وللذين يريدون الهيمنة على سياستنا”.
من جهة أخرى، أكد وزير الزراعة حسين الحاج حسن، خلال حفل تكريم في الهرمل أن “ما يجري في لبنان من تعطيل لتشكيل الحكومة، ولعمل المجلس النيابي، وأحداث أمنية، هو بأوامر من رعاة إقليميين، ضاقوا ذرعاً بهزائمهم، وتعثر مشروعهم”. فيما لفت وزير الصحة العامة علي حسن خليل إلى أن “المشكلة الحقيقية تكمن في طبيعة نظامنا السياسي الذي نعترف بأنه في حاجة الى تجديد”، لافتاً إلى أن “أولى قواعد التجديد لهذا النظام هي في إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية يعكس تمثيلاً سياسياً حقيقياً وينظم إدارة وعلاقة المؤسسات ببعضها البعض”.
وأكد خلال تمثيله الرئيس بري في افتتاح أقسام جديدة في مستشفى النجدة الشعبية في النبطية، أن “من غير المسموح أن نبقى في واقعنا حكومة لا تجتمع تصرف كل يوم من ثقة الناس بها ولا تصرّف أعمالاً حقيقية تخدم فيها مصالح هؤلاء الناس”، مشيراً الى أن “هذا أمر يتطلب صرخة حقيقية من أجل الدفع باتجاه التفاهم على تشكيل حكومة جديدة تعكس أيضاً موازين القوى والتمثيل السياسي”.
من جهة أخرى، رأى عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت أن “حزب الله يريد التعطيل الكامل للدولة، وتعطيل تشكيل الحكومة وعمل المجلس النيابي ورئاسة الجمهورية، ليستولي على البلاد من أجل أن يجعلها قاعدة متقدمة لإيران”. وقال: “إن الوجه المعتدل في حزب الله النائب علي فياض، يبادر الآن إلى الهجوم الشنيع على الدول العربية وجهات سياسية في الداخل”.
وأعرب عضو كتلة المستقبل النائب محمد قباني، عن اعتقاده بأنه “أصبح من الضرورة الإسراع في تأليف الحكومة لأنه لم يعد جائزاً استمرار المراوحة”. ودعا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف إلى “تأليف حكومة يرتاح لها ضميرهما قبل عيد الاستقلال، وبالطبع قبل رئاسة الجمهورية”، معتبراً أن “المحيط في لبنان ولا سيما الوضع السوري المتفجر لن يرحم البلد، ومن هنا علينا أن نسرع في هذا الاتجاه”.
إلى ذلك، دعا النائب علي بزي إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لاستكمال مشروع النفط. وقال: “في الوقت الذي نستمر فيه بالتناحر على دستورية الدعوة، أصبح واضحاً أننا نمتلك ثروة نفطية غازية هائلة. وإن لم تكن الدعوة دستورية، فالدساتير وضعت لمصلحة الأوطان والشعوب، والمصلحة الوطنية تقتضي عقد جلسة من أجل الاستفادة من ثرواتنا النفطية والغازية”.

السابق
الشرق: سليمان اذا سقطت المسيحية الحرة في لبنان…انتهى امرها
التالي
الشيعية السياسية: أسرارها من كبارها