سفير فلسطين يروي دوره في وساطة اعزاز

| بيروت – «الراي» |

اوضح سفير فلسطين في تركيا نبيل معروف تفاصيل الدور الفلسطيني في صفقة التبادل اللبنانيين الذين كانوا مخطوفين في اعزاز والطيارين التركيين اللذين خطفا في بيروت وعدد من الشجينات السوريات، اذ اشار الى انه «بعد زيارة الرئيس محمود عباس لتركيا بـ12 يوماً قمت بجولة على الحدود السورية – التركية، ووزعنا المساعدات وبدأنا العمل للتواصل مع ابو ابراهيم (المسؤول عن خطف اللبنانيين في اعزاز) والذي التقيناه مع شخصين او ثلاثة لحل قضية المخطوفين، وبعدها بدأت المفاوصات، وقد تعثرت قليلا، ثم زار الرئيس محمود عباس تركيا سراً لمتابعة الموضوع، وقد كان يضع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي في كافة التفاصيل».
وذكر معروف انه «في 8 ديسمبر 2012 ذهبت الى الحدود والتقيت مع ابو ابراهيم بـ2 من المخطوفين، وقد اتصلت حينها مع الوزير السابق عن حزب الله طراد حمادة الذي تكلم مع المخطوفين واطمأن عليهما، وبقيت المفاوضات دون تقدم يذكر حتى وفاة ابو ابراهيم، وبعدها بدأ التواصل مع سمير العاموري الذي امسك الملف في ما بعد، وبقيتُ اطمئن على اللبنانيين من خلال الاتصال معه، وقد اعلن العاموري عن تشكيل لجنة قطرية تركية مع وفد من العلماء المسلمين قدم لهم طلباتهم»، لافتاً الى ان «طلبات العاموري لم تتغير على عكس طلبات ابو ابراهيم التي كانت تتغير كل فترة».
واوضح ان «التواصل مع (المدير العام للامن العام) اللواء عباس ابراهيم تم عبر السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور الذي زاره واتصل بي من مكتبه، وفي اليوم التالي اتصل اللواء ابراهيم شخصيا، وقد رتبنا زيارة له لتركيا حيث اعطيته رقم سمير العاموري كي يتواصل معه، وقد كنا الفريق الثالث الذي يفاوض بين تركيا وقطر والنظام السوري بالتنسيق مع اللواء عباس ابراهيم، لانه لا يوجد تواصل بين النظامين التركي والقطري مع النظام السوري».
وفي حين اوضح ان «ابو ابراهيم ذكر انه كان يتواصل مع عضو كتلة المستقبل النائب عقاب صقر، ولم يذكر ابدا رئيس تيار المستقبل سعد الحريري او شخصيات اخرى»، اشار الى انه شعر بالخوف عندما بدأ تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) باحتلال اعزاز «وتعززت الاتصالات، وتم تقليص مطالب الخاطفين من 300 معتقلة الى 127 معتقلة في السجون السورية لقاء تسليم المخطوفين اللبنانيين في اعزاز الى اللجنة القطرية التركية مع هيئة علماء المسلمين»، واضاف: «اللواء ابراهيم اكد انه على مسؤوليته يتم اخراج المعتقلات السوريات من السجون السورية، كما يتم اخراج الطيارين التركيين وهي القضية التي كانت رفضت تركيا ادخالها في موضوع الصفقة، الا انه بمبادرة مني ادخلناها لتكون صفقة شاملة على الاراضي اللبنانية».
واشارالى انه «بعد اخذ الضوء الاخضر من كافة الافرقاء وإبداء استعدادهم لتنفيذ كافة بنود الصفقة، زرنا الحكومة التركية وانتظرنا قرارها يومين، وفي 4 اكتوبر كتبت رسالة تحمل صفة الاستعجال والجدية لنأخذ الرد عليها، وبعدها زرتُ سفير قطر في تركيا واعطيته تفاصيل العملية، وبعد ساعة اتصل السفير القطري وقال ان وزير خارجية قطر يريد ان يقابلني في اليوم التالي، وبعد اخذ اذن الرئيس عباس توجهت الى قطر للقاء وزير خارجية قطر (الشيخ خالد العطية)، وخلال التوجه الى قطر اخذت ضوءاً اخضر تركياً لاتمام الصفقة، وقد قابلت في قطر وزير الخارجية القطري ورئيس الاستخبارات القطري، واعلن وزير الخارجية القطري عن دعمه لجهود اطلاق سراح اللبنانيين، وقد ذهب وفد قطري مفاوض على نفس الطائرة لبدء المفاوضات التي بدأت تتقدم، وعندها بدأ اللواء ابراهيم يتحرك مكوكيا بين بيروت والشام واسطنبول».
ولفت الى انه «في المرحلة الاخيرة طلبت الجهة الخاطفة تجزئة الصفقة، الا ان اللواء ابراهيم اصر على انهاء الصفقة دفعة واحدة، وقد دعم رئيس الاستخبارات القطرية طرح اللواء ابراهيم، وبقي هذا الاخذ والرد الى يوم الجمعة في 18 الشهر عندما أعلن عن انتهاء هذه الصفقة، قبل اطلاقهم يوم السبت». واوضح انه «لم يتم ذكر موضوع الاموال في الصفقة مع سمير العاموري، وعند الحديث عن الاموال في الصحف، سألتُ وزير خارجية قطر الذي اكد عدم دفع اي اموال للجهة الخاطفة».
واشار الى ان «اللواء ابراهيم رفض الاعلان عن اي تفصيل عن الصفقة حتى انتهائها»، لافتاً الى انه «كانت هناك مشكلة ان النظام السوري لم يوافق على ترحيل السجينات، فقد اطلق سراح 61 معتقلة سورية، وترك لهن حرية السفر الى اي جهة، واللواء عباس ابراهيم مازال حتى الساعة يتابع تفاصيل الصفقة».

السابق
حرب اهلية في لبنان بين الجهاد العالمي وحزب الله
التالي
هل يعمّم الأميركيون «التغيير القطري» في الخليج؟