اللواء: شربل يكشف عن خطة أمنية وإنمائية لإطفاء حريق طرابلس

كتبت “اللواء ” تقول : ما يزال الاشتعال الامني على حاله في طرابلس، فيما الاحتقان السياسي آخذ بالتفاقم، وكاد يلامس الخطوط الحمر بين “حزب الله” وقوى 14 آذار، وساق نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اتهاماً لقوى 14 آذار بتعطيل البلد حتى انتخابات رئاسة الجمهورية، معتبراً انهم هم السبب في التعطيل، في حين طالب وزير التنمية الادارية في حكومة تصريف الاعمال محمد فنيش بعقد جلسة لاقرار مراسيم النفط، واصفاً توصيف الامير تركي الفيصل للوضع في لبنان بأنه تهديد لحزب الله.
ووصف مصدر قيادي في 14 آذار مواقف الحزب بـ”المؤشر الخطير” على التصعيد، وقال رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، في لقاء اعلامي ضيق، انه “مهما اشتدت الامور فلن نخرج على الثوابت، ولا يمكن المساومة عليها”، مشيراً الى ان المشكلة هي عند فريق 8 آذار و”حزب الله” بالتحديد، لكنه شدد في المقابل على “مبدأ التواصل”.
واجرى الرئيس السنيورة اثناء اللقاء مقاربة قانونية ودستورية وعملية لموقف كتلة “المستقبل” و14 آذار من رفض حضور الجلسات النيابية بجدول اعمال عادي فضفاض، واضعاً معياراً يتعلق “بمبدأ الضرورة”، فليس من الضرورة في شيء ان يشرّع المجلس في ظل حكومة تصريف اعمال، وبجدول لا يتضمن أي بند استثنائي او ضروري تقتضيه المصلحة الوطنية العليا، رافضاً المقارنة مع ما حصل مع حكومة تصريف الاعمال في العام 2009، لجهة اقرار قانون العفو الذي خرج بموجبه الدكتور سمير جعجع من السجن، معتبراً ان هذا التشريع كان يشكل ضرورة وطنية لمصلحة الوفاق الوطني، اما المشاركة في جلسات بجدول أعمال عادي فهو ليس ضرورة، مشيراً الى ان التشريع يكون في ظل حكومة مسؤولة تبعث هي بمشاريع القوانين تبدي رأيها وتطعن في دستوريتها، أما حكومة تصريف الاعمال فهي حكومة تفقد هذا الحق.
وتطرق الرئيس السنيورة الى المشاورات المتعلقة بتأليف الحكومة، كاشفاً ان صيغة 8+8+8 لم تكن مقبولة من فريقه، وقال “ابلغنا الرئيس سليمان عدم موافقتنا على هذه الصيغة”، لكننا في الوقت نفسه لم نمانع في السير فيها، مع علمنا انها “لن توصل الى اي مكان”.
اما بالنسبة لصيغة 9+9+6 فإنها في نظره “رأس الجليد”، وقد تم اختيارها لتكريس الثلث المعطل، وهي ايضاً معروفة النتائج لجهة شل البلد ومنع الحكومة من القيام بأي اجراء لمصلحة الناس، وقد جُربت وهي فاشلة. وقال: “طالبنا بتشكيل فريق عمل حكومي يمكن له ان يعمل ولم نمانع من ان يكون من شخصيات سياسية ولكن غير حزبية”.
ورداً على سؤال حول امكان الاستمرار بالشلل حتى الانتخابات الرئاسية، اجاب “اذا بقي البلد هيك وما صار شي، فالمسألة عند رئيس الجمهورية، وهو قال بوضوح انه لن يترك سدة الرئاسة الاولى مع الحكومة المستقيلة قائمة”، معتبراً ان ما نشهده اليوم هو انعكاس للصراع الاقليمي في لبنان.
وفي تعليق على الموقف السعودي سواء من الاعتذار عن العضوية في مجلس الامن، او الخلافات مع الولايات المتحدة الاميركية، لا سيما بشأن الازمة السورية، وعدم تنفيذ القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وصف السنيورة الخطوة السعودية “برمي حجر كبير في بركة ماء”، وقال: “الامور لا يمكن ان تستمر على ما هي عليه، لا سيما الموقف الاميركي من الازمة السورية، داعياً الى استكمال الخطوة السعودية بتشكيل قوى ضاغطة سواء من خلال جامعة الدول العربية، او منظمة مؤتمر التعاون الاسلامي، عملاً بالمثل القائل: “الديك عليه ان يصيح، اما طلوع الضوء فعلى الله”، مشيراً الى ان العبرة في الملف الداخلي ليس لمن يضحك اولاً بل لمن يضحك اخيراً.
اما رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فنقل عن لسانه امام زواره، ان للسياسة التي ينتهجها بعض الفرقاء وجهين لعملة واحدة: هما: قطع أوصال الحوار وتعطيل المؤسسات الدستورية، وخاصة عمل مجلس النواب.
ودعا بري، في كلمة له، اثناء احتفال نقابة المحامين بتكريم عدد من المحامين الذين امضوا 50 سنة في ممارسة المهنة، تجنب فيها الخوض في تفاصيل السياسة اللبنانية، الجميع الى الحوار، معتبراً ان العالم كله رغم مشاكله يجتمع سوية ويتحاور، في حين انه في لبنان غير موجود، واصفاً الحالة اللبنانية “بالبلاء”.

أمن طرابلس وجنيف-2
في غمرة كل ذلك، طرأ تطور على مشهد التداعيات السورية في لبنان، يتعلق بالموقف الرسمي الذي يمكن أن يتخذه، في ما إذا حمل الوسيط العربي – الدولي في الأزمة السورية الأخضر الابراهيمي دعوة في 2 تشرين hلثاني المقبل لحضور مؤتمر جنيف-2، في الوقت الذي كانت فيه الجهود الأمنية والسياسية تنشط لحصر ذيول الاشتباكات بين جبل محسن والتبانة في طرابلس، بعد ارتفاع عدد القتلى إلى 7 والجرحى الى 37.
وكشف وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل لـ “اللواء” أنه جرى الاتفاق في الاجتماع الحكومي – الأمني الذي ترأسه الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا، قبل ظهر أمس، على خطة بقيت تفاصيلها طي الكتمان، مؤكداً أن الخطة ذات توازن باتجاهين، تثبيت الأمن، وتسريع الانماء في الشمال، لكنه تحفظ على موعد تنفيذها، مشيراً إلى أن التنفيذ سيبدأ في وقت قريب جداً.
وفي حين، أكد مصدر حكومي، أن الاجتماع لم يخرج بقرارات حاسمة، على اعتبار أن ما يجري في طرابلس مرتبط بتداعيات خارجية، أوضحت مصادر مطلعة أن للرئيسين سليمان ونجيب ميقاتي توافقا على أهمية إطلاق يد القوى الأمنية في المدينة لمنع تدهور الأوضاع.
وقالت المصادر لـ “اللواء” إن الرئيسين صارحا المجتمعين بدقة الظروف القائمة في طرابلس، والتي تستدعي أعلى درجات اليقظة والتنبه، وفهم أن الاجتماع خلص إلى سلسلة اجراءات أبرزها السير بما تقرر سابقاً للمحافظة على أمن المواطنين وضبط أي إخلال أمني، من دون استبعاد اللجوء إلى فرضية مضاعفة عديد القوى الأمنية في المدينة.
وعلم أيضاً أن الرئيس سليمان توجه إلى قادة الأجهزة الأمنية مؤكداً ضرورة القيام بمسؤولياتهم التاريخية في إرساء الهدوء في طرابلس، مركزاً، مرة جديدة، على تضافر الجهود بين هذه الأجهزة، وفي الوقت نفسه الطلب من القوى السياسية في المدينة رفع الغطاء عن المخلّين ومساعدة الأجهزة لإتمام مهمتها على أكمل وجه.
وأفادت أن الاجتماع الذي سيعقده رئيس الجمهورية مع وزير العدل شكيب قرطباوي والمدعين التميزيين والقضاء العسكري المرتقب الأسبوع المقبل، بسبب سفر الرئيس سليمان إلى النمسا، سيشدد على ضرورة تحرك القضاء في أحداث طرابلس وكشف المتورطين وإحالتهم إلى الجهات القضائية المختصة.
أما حديث الرئيس ميقاتي، بعد الاجتماع، فقد أظهر أن المسؤولين تراشقوا التهم ورمي المسؤوليات، إذ تعمد الإشارة الى أن كل ما يقال في شأن رفع الغطاء السياسي هو تهرب من تحمل المسؤولية، ومع أنه أشاد بما تقوم به الأجهزة الأمنية، إلا أنه وضع هذه الأجهزة أمام مسؤوليتها التاريخية، لأن الوضع لا يمكن أن يستمر في طرابلس كما هو حاصل اليوم، معتبراً أن الأجهزة أمام تحدٍّ جديد في طرابلس لبسط الأمن، خصوصاً وأن المواطن الطرابلسي لا خيار لديه إلا الدولة ولا يراهن إلا على الدولة.
ورفض ميقاتي التحدث عن إجراء معيّن، باعتبار هذا الأمر عسكري وأمني بحت، لكنه أشار إلى أن ما تم إقراره ستظهر نتائجه في الأيام المقبلة، لافتاً إلى أن الخطة الأمنية لم يتم تطبيقها بكل تفاصيلها، وأن التطبيق يتم تدريجياً.

جنيف-2
وفي شأن مشاركة لبنان في مؤتمر جنيف-2، فقد أكد الرئيس ميقاتي، أنه عندما تصل الدعوة سنبحث فيها، لكنه لم يستبعد أن يكون لبنان ممثلاً وحاضراً في المؤتمر، لأن لبنان قوي وفاعل بديبلوماسيته ويهمه أن يكون موجوداً للتعبير عن موقفه ومتابعة الملف، لأننا أكثر بلد يتأثر بتداعيات الأزمة السورية.
ولاحظ أن لبنان نأى بنفسه عما يحصل في سوريا، أي في الداخل السوري، لكن الأزمة السورية لم تنأى بنفسها عنّا.وقال: “نحن اليوم نتحمل الوزر الأكبر من أعباء النازحين، وأي مؤتمر دولي ينعقد للبحث في مصير سوريا، فإن تداعياته وتأثيراته المباشرة سيتحملها لبنان بالدرجة الأولى.
ونفى مصدر حكومي لـ “اللواء” أن يكون الرئيسان سليمان وميقاتي اللذان سبق وتشاورا في هذا الأمر مد اتخذا اي قرار في شأن المشاركة في المؤتمر ام لا، علماص ان قوى 14 آذار تتحفظ عن حضور المؤتمر، خوفاً من ان يسيد وزير الخارجية عدنان منصور التعبير عن الموقف الرسمي اللبناني الحقيقي، على غرار ما حصل في اجتماعات عربية ودولية سابقة.
واوضح المصدر ان لبنان الرسمي لم يتبلغ بعد موعد مجيء الابراهيمي في لبنان، وليس صحيحاً ما تردد انه سيصل السبت، مرجحاً ان يأتي السبت الذي بعده، اي في الثاني من تشرين الثاني المقبل، وانه اذا حصل ووجه دعوة رسمية الى لبنان، فإن الرئيسين سليمان وميقاتي سيتشاوران بالامر، علماً انهما يميلان الى المشاركة، على اعتبار ان سياسة النأي بالنفس عن تداعيات الازمة السورية، لا يعني ان لبنان غير معني بالامر.
ولفت الى انه اذا تقرر مبدأ المشاركة، فإن وزير الخارجية هو الذي سيلقي الخطاب الرسمي اللبناني الذي سيوضع مسبقاً، لتمثيل رأي لبنان الرسمي وليس رأيه الشخصي.

7 قتلى في طرابلس
وبموجب حصيلة غير رسمية لعدد القتلى والجرحى في طرابلس، فقد افيد عن سقوط سبعة قتلى واكثر من 37 جريحاً، خلال الايام الاربعة الماضية من الاشتباكات بين جبل محسن والتبانة والتي لم تعرف منذ ليل الاحد الماضي سبيلاً الى الهدوء.
وشهدت محاور القتال ليل امس الاول اشتباكات استمرت حتى ساعات الفجر الأولى، ليعود الهدود صباحاً، واعقبت ذلك عمليات قنص طوال النهار ما أدى إلى سقوط قتيلين وأكثر من عشرة جرحى، فيما نفذ الجيش حركة متقنة لمنع توسع الاشتباكات، وخاض ليل أمس الأول معركة كر وفر مع المقاتلين وعمل على تعزيز وجوده في المناطق الساخنة من دون الدخول إليها بشكل واسع.
وأبرز الذين أفيد عن مقتلهم أمس، هو عميد المسؤولين العسكريين في الحزب العربي الديمقراطي بسام عبد الله في جبل محسن البالغ عن العمر 78 عاماً، متأثراً بجروح أصيب بها.
وفي تطور لافت أعلن أمس عن إلغاء خطبة وصلاة الجمعة في مسجد التقوى الذي يقع في مستديرة نهر أبو علي، المتاخمة لمنطقة التبانة حفاظاً على سلامة المصلين، فيما اشتبه ليلاً “بسيارة مفخخة” في محلة أبي سمرا شارع الحلوة، بدأت وحدات الجيش الكشف عليها.

السابق
المستقبل: طرابلس على نزفها واجتماع بعبدا يقرّر السير بالخطة الأمنية
التالي
الأخبار: الجيش يشتبك مع خلية ارهابية في حوش الحريمة