البلد: سلحفاة الخطة الأمنية تسابق أرنب الفتنة في طرابلس

كتبت “البلد ” تقول: بانتظار انكشاف ما يخفيه رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي من مفاجآت ايجابية للخطة الامنية الجديدة لطرابلس كما وعد امس، تستمر حرب الشوارع التي تستبيح طرابلس مع ازدياد منسوب القلق الداخلي الى أعلى مستوياته، في ظل العجز الرسمي عن اتخاذ القرار الحاسم لارساء حل نهائي، وذهاب المسؤولين المعنيين مباشرة الى التراشق بالتهم ورمي المسؤوليات وفق ما تبين من حديث ميقاتي في قصر بعبدا في اعقاب انتهاء الاجتماع الامني المخصص لطرابلس برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اذ تعمد الاشارة الى ان كل ما يقال في شأن رفع الغطاء السياسي هو تهرب من تحمل المسؤولية.
وأكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان “من غير المسموح أن يستمر النزف في جرح طرابلس وعلى جميع المسؤولين العمل على إنقاذ عاصمة الشمال”، وكانت تجددت الاشتباكات امس بوتيرة حادة تارة، ومتقطعة تارة اخرى بين جبل محسن وباب التبانة. في حين سجلت حركة نزوح كثيفة من باب التبانة الى مناطق اكثر امانا.
وقتل امس القيادي في الحزب العربي الديمقراطي بسام عبدالله في جبل محسن، البالغ من العمر 78 عاما، متأثرا بجروح اصيب بها. فيما تحدثت حصيلة غير رسمية عن سقوط نحو 7 أشخاص و36 جريحاً منذ تجدد المعارك مساء الاثنين الماضي.
من جهته، طالب رئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي “بحل الحزب العربي الديمقراطي وتوقيف المسؤولين فيه”. كما دعت فاعليات باب التبانة الجيش اللبناني الى ان يطهّر جبل محسن من المجرمين من الحزب العربي الديمقراطي، لافتا الى “اننا لن نسمح بطي ملف تفجيري طرابلس كما جرى مع ملف الوزير السابق ميشال سماحة”.
واشار الى ان “الحزب العربي الديمقراطي سيصبح هدفا لاولياء الدم بعد ثبوت تورطه في تفجيري طرابلس”.
والتشنج الامني انسحب مزيدا من الجمود على الحياة السياسية بكل جوانبها والزم كل فريق بالتمترس خلف مواقفه، ونقلت اوساط نيابية بارزة في 8 آذار لـ”المركزية” ان تحذير الرئيس بري من استمرار المقاطعة للجلسات النيابية يرتكز على السلبية التي يبديها فريق 14 آذار وتمسك ميقاتي بموقفه، وهو سيقابل هذه السلبية باستمرار الدعوة الى الجلسة التشريعية وبالبنود نفسها الى ما شاء الله، وحتى يُرفع سيف التعطيل كما انه سيفعّل عمل اللجان ولا سيما الادارة والعدل للتوصل الى قانون انتخابي جديد قبل نهاية الولاية الممددة للمجلس بهدف اجراء الانتخابات النيابية على اساسه بما يتيح اجراء الانتخابات الرئاسية.

السابق
البناء: طرابلس تدفع ثمن رهانات البعض على حصول متغيّرات خارجية
التالي
الحياة: التدهور الأمني في طرابلس يستنفر الدولة