قاسم: قوى 14 آذار رفعت شعارا يؤدي إلى تعطيل البلد

الشيخ نعيم قاسم

رأى نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في كلمة ألقاها في حفل تخريج تلامذة الشهادة المتوسطة في مدارس المصطفى، أن “إسرائيل هي المستفيد الأول من الفوضى التي تشمل البلاد العربية، وهي التي تريد أن تبقي المنطقة بلا حل، وإذا وجدت حلا يلوح في الأفق في بلد من البلدان، تجد أن إسرائيل قلقة من أولها إلى آخرها، فالحلول مشكلة لها، ومن الطبيعي إذا كان هناك حلول في المنطقة أن يعني ذلك أن إسرائيل تخسر، وعندما يكون هناك خسائر وقلق في المنطقة معنى ذلك أن إسرائيل تربح. هي تسلط الأنظار عليها لينسى الناس جرائمها”.

وقال: “فليكن معلوما أن البوصلة في اتجاه إسرائيل، إسرائيل مجرمة ومعتدية ومحتلة، تنتهك حرمة القدس، اعتدت على الشعب الفلسطيني وتحتل أراضيه، وهي عدو حقيقي في هذه المنطقة، وتحاول أن تخربها، لذا علينا أن نتحد في مواجهتها، لا أن نتلهى في الشؤون الداخلية”.

وأضاف: “يبدو أن جماعة 14 آذار رفعوا شعارا يؤدي إلى تعطيل البلد بكامله حتى انتخابات رئاسة الجمهورية، فهم لا يريدون حتى 7 أشهر تقريبا أن يكون هناك حكومة في لبنان. ليس السبب أنهم مجتهدون، بل تبين لهم أن هناك مصلحة لهم، فوصلوا إلى هذا الاستنتاج، بل لأن هناك دولة عربية خليجية أمرتهم بأن يجمدوا تشكيل الحكومة في لبنان، في انتظار التطورات في سوريا، لأن هذا البلد العربي يأمل خلال شهرين أو ثلاثة أن تقلب المعادلة إلى مصلحته، وعندها يستطيع أن يتحكم كما يعتقد بتشكيل حكومة تناسبه في لبنان، فإذا كان هذا هو الحساب، لا الشهران ولا خمسة أشهر ولا غيرها من الشهور، لأن هؤلاء يحلمون، لطالما قالوا خلال شهرين ومدت إلى أكثر من سنتين ونصف سنة، وهذا ما يجعلني أقول إنهم سيبقون البلد من دون حكومة إلى الانتخابات الرئاسية”.

وأكد “أننا متمسكون بحكومة وحدة وطنية لأنها تجمع كل فئات المجتمع، ولا نقبل حكومة اللون الواحد، لا منا ولا منهم، وفي الوقت الذي يصرون على تهميش فريقنا، فنحن نقول: لا خيار إلا أن نتفق معهم من أجل أن نعمل لإنقاذ لبنان، لأن لبنان لا يمكن أن يديره فريق دون فريق آخر، ولا يمكن أن يهمش أحد على حساب أحد.
بما أننا نريد حكومة وحدة وطنية والآخرون يعطلونها، فهذا يعني أن الأمور ستبقى معطلة بسببهم، وهذا هو واقع لبنان”.

وتناول التطورات في سوريا، فاعتبر أن “المشروع الأميركي-الإسرائيلي أصيب بانتكاسة جديدة، لأنهم كانوا يأملون تغيير الواقع في سوريا، فقد تبين أن النظام السوري يستعيد قدراته أكثر وأكثر، ويحقق إنجازات ميدانية على الأرض في مقابل المعارضات المحلية والإقليمية والدولية التي تقاتل على أرضها، والأمر الجديد الذي لفتني، هو أن أميركا والدول الكبرى بدأت تتحدث عن تبني معارضة معتدلة في سوريا، أي أنهم يريدون جزءا من المعارضة السورية، ولا يريدون الجزء الآخر، أي المعارضة الإرهابية، علما أن المعارضة المعتدلة التي يتحدثون عنها هي التي تسكن في فنادق 5 نجوم، وليس لها علاقة على الأرض، ومن له علاقة في الأرض لا يمتلك القدرة الكافية في مقابل المعارضة الإرهابية التي تنتشر أكثر فأكثر في داخل المعارضات المختلفة، إذا أين سيكون الحل؟ بحسب ما يقولون، يريدون أن يجمعوا المعارضة مع النظام، أي معارضة سيجمعونها؟”

ولفت الى أن “أحد التقارير من جماعة الأمم المتحدة، قال إنهم أحصوا حوالي ألف لواء موجود في المعارضة السورية! وكل زعيم لواء يأمر وينهى ويطاع، وبالتالي لا يرد زعيم اللواء الأول على زعيم اللواء الثاني، أي معارضة هذه ستحقق إنجازا في سوريا؟ من يراهن على النجاحات العسكرية في سوريا للمعارضات المحلية والإقليمية والدولية واهم، لأنها فاشلة متناحرة لا تستطيع أن تنجز شيئا. نعم، تستطيع أن تخرب وتدمر وترعب الأهالي، وأن تخرج الأحشاء من داخل الأجساد، وأن يأكلوا الأكباد والقلوب، لكن لا تستطيع إدارة حي ولا الاتفاق على حل سياسي لمصلحة المجتمع”.

وكان قاسم استقبل المستشار الثقافي الإيراني الجديد في بيروت الشيخ إبراهيم أنصاري، في زيارة تعارف، وأشاد قاسم بدور المستشارية الثقافية الإيرانية في بيروت في تقديم الصورة المشرقة لإنجازات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلاقتها مع شعوب المنطقة.

السابق
إلى أين يمكن أن يصل التدهور في العلاقات السعودية – الاميركية؟
التالي
معلومات خاصّة عن مخطوفي أعزاز