معلومات خاصة عن تحرير مخطوفي أعزاز

هذا المشهد يجعل الشعب السوري امام خيارين: اما النظام واما داعش. على الاقل بناء على ما تدل إليه موازين القوى المستجدة ومستقبلها. وهذا يجعل سوريا ساحة حرب مفتوحة ومستنقع استنزاف لدول المنطقة كافة، باستثناء اسرائيل

منذ فترة تشّتد المعارك بين داعش والجيش السوري الحر على المناطق الخاضعة لسلطة المعارضة السورية. ومؤخرا برز التقدم الميداني لداعش نتيجة توقف الدعم العسكري للجيش السوري الحر بضغط غربي أميريكي لاجبار المعارضة السورية على القبول بحضور مؤتمر جنيف 2 للتحضير لتسوية سياسية.

لنعد الى لبنان: في فجر الثامن من أيلول الماضي قام مسلحون مجهولون بخطف طيارين تركيين أثناء توجهها من مطار رفيق الحريري الدولي الى أحد فنادق بيروت. تزامنا مع العملية كانت قوات داعش تتقدم في شمال تركيا مقتربة من مكان احتجاز المخطوفين اللبنانيين، ما عجل من الاسراع في عملية عقد الصفقة.

يقول صحافي تركي مطلع على مجريات عمليات التفاوض وعقد الصفقة في حديث لـ”جنوبية”: “تركيا شعرت بأن داعش أصبحت قاب قوسين وأدنى من السيطرة على المعسكر المحتجز بداخله اللبنانيين, وفي حال وقوع اللبنانيين في أيدي داعش فستكون النتيجة قتلهم فورا, ما سيتبعه رد فعل عكسي في لبنان على الطياريين التركيين وعلى الأرجح أن يتم قتلهم”.

ويضيف الصحافي التركي أن “هذا التقدم الميداني لداعش أقلق الأتراك كثيرا, وجعلهم يطلبون بحسم من لواء عاصفة الشمال أن يتسلّموا المحتجزيين اللبنانيين والا ستقوم القوات التركية بدخول الأراضي السورية واطلاقهم بالقوة، من اجل الحفاظ على حياة الطيارين التركيين واطلاق سراحهما”.

ويضيف الصحافي: “ما يدعم هذا الكلام هو كلام أحد المحررين اللبنانيين بأن عناصر من لواء عاصفة الشمال نقلتهم الى الحدود التركية واستلمهم ضابط تركي ناسفا رواية بعض وسائل الاعلام اللبنانية التي قالت إن قوة كومندوس تركية قامت بعملية نوعية لاطلاق سراحهم”.

ويؤكد الصحافي التركي أن “تركيا لم يكن لها علاقة بموضوع خطف اللبنانيين بل سعت منذ الفترة الأولى لاطلاق سراحهم ولكن لم يكن لديها النية بالتصادم مع لواء عاصفة الشمال، لكن التطورات الاخيرة فرضت عليها انهاء هذا الملف”.

أما لواء عاصفة الشمال فاكتفى بالحصول على اطلاق سراح معتقلات سوريات من سجون النظام السوري، بعدما كان طلب اطلاق سراح اعداد اكبر من المعتقلين، من ضمنهم رجال. وقبل لواء “عاصفة الشمال بذلك “نتيجة القرار التركي الحاسم بانهاء الملف, وتقدم داعش الذي قابله رد تركي تمثل بقصف بعض اهداف داعش قبل بضعة أيام”.

أما قطر فأرادت أن تستعيد دورها الدبلوماسي والتقليل من الخلاف مع محور “الممانعة” من خلال ظهورها كراعي لهاذا الاتفاق، الذي تمثل بالبروز الاعلامي للقطريين أثناء اطلاق سراح المحررين اللبنانيين.

فعملية اطلاق سراح اللبنانيين بهذه الطريقة تعكس بوضوح حقيقة المشهد في سوريا، حيث قوة الجيش السوري الحر تضمحل ويخسر مناطق نفوذه لصالح داعش وما يدور في فلكها. ما سيجعل المعركة التالية في سوريا بين الجيش النظامي وداعش والجماعات التي تشبهها, وهذا نتيجة السياسة الغربية والاميريكية التي تضغط في الاتجاهات كافة لعدم تسليح الجيش السوري الحر. وهذا ما دفع المملكة العربية السعودية الى رفض عضوية مجلس الامن غير الدائمة اعتراضا، ليس على سياسة مجلس الامن وحسب بل، على سياسة الولايات المتحدة.

هذا المشهد يجعل الشعب السوري امام خيارين: اما النظام واما داعش. على الاقل بناء على ما تدل إليه موازين القوى المستجدة ومستقبلها. وهذا يجعل سوريا ساحة حرب مفتوحة ومستنقع استنزاف لدول المنطقة كافة، باستثناء اسرائيل. فالولايات المتحدة ليست بغبية ولا ضعيفة. بل هي حصلت وتحصل على مكاسب كبيرة من دون أن تدفع فلسا واحدا، من تسليم الكيماوي السوري الى الامم المتحدة، الى حقيقة انّ عدويها، النظام السوري والمتطرفين الإسلاميين في سوريا، سيتقاتلون الى ما لا نهاية وستبقى هي واسرائيل “الرابح الاكبر”.

السابق
عملية تمشيط للعدو في المزارع والوزاني
التالي
وفد من التقدمي في صيدا