البناء: الدولة أمام محكّ قراراتٍ جريئة لوقف النزيف في طرابلس

كتبت “البناء ” تقول: على وقع سياسة التعطيل وشلّ مؤسسات الدولة التي يمارسها فريق “14 آذار” وتدهور الوضع الأمني في طرابلس مجدداً أمس شهدت محاور عاصمة الشمال التقليدية اشتباكات عنيفة أدّت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى وسط اتهامات متبادلة بين طرفي الاشتباكات بالتوازي مع استمرار فوضى السلاح والمسلّحين وعدم قدرة الدولة على تنفيذ الخطة الأمنية لغياب التغطية السياسية للجيش والأجهزة الأمنية بينما يحاول البعض في المدينة تحوير الحقائق والنظر بعين واحدة كما فعل عضو “المستقبل” محمد كباره بعد الاجتماع الذي عُقد في منزله أمس.

الأسد التقى اللواء ابراهيم
في ظل هذه الأجواء تكثّفت الاتصالات والمساعي لإطلاق سراح المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي ولهذه الغاية التقى الرئيس السوري بشار الأسد أمس في دمشق المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
وفي السياق ذاته أعلن أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه “سيتابع ملف المطرانين المخطوفين في سورية”.

اشتباكات طرابلس
وكان الوضع الأمني انفجر بشكل واسع على المحاور كافة بين باب التبانة وجبل محسن في طرابلس وتدخّل الجيش بقوة للرد على مصادر النيران ما أدّى إلى سقوط ما يزيد عن ستة قتلى على مدى اليومين الماضيين وأكثر من 18 جريحاً وأدّى إطلاق النار إلى إصابة باص للطلاب في منطقة الريغا أسفر عن إصابة طفلين. كما قُطِع العديد من الطرقات في المدينة بسبب أعمال القنص.
وعادت الاشتبكات وعنفت بقوّة عصر أمس على محور البقّار وجبل محسن وشارع سورية وسُجّل سقوط عدد من الإصابات.

الخطّة الأمنية على محكّ جدّية الدولة!
وقد طرحت عودة الاشتباكات بعنف مصير الخطّة الأمنية للمدينة في وقت تبقى الدولة بمؤسساتها السياسية كشاهد زور على استمرار حال التقاتل والنزيف الذي يدمّر المدينة من دون القيام بأي خطوة جدّية تنهي فلتان السلاح والمسلّحين وتضع حدّاً للنزيف اليومي في أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
وحاول عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد كبّارة بعد الاجتماع رفع مسؤولية الاشتباكات عن فوضى السلاح والمسلّحين في المدينة وذهب إلى حد تحوير الحقائق ورمي المسؤولية على سورية وجبل محسن من دون أن يتحدّث بكلمة واحدة عمّا تفعله هذه الفوضى في أزقّة وشوارع طرابلس داعياً الرئيس سليمان والعماد قهوجي إلى إنهاء ما زعمه العصابة … الموجودة في جبل محسن!!
وفي المقابل رأى أمين عام الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد أن ما حصل في طرابلس وراءه الفصائل المسلّحة التي يقودها تيّار “المستقبل”.

توقيف مجموعة مسلّحة في عرسال
إلى ذلك أوقف الجيش اللبناني أربعة مسلّحين كانوا قادمين من سورية في منطقة وادي حميد في عرسال وبحوزتهم كميّة من الأسلحة والذخائر وسلّم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة.

تعطيل الجلسة التشريعية
أما في ساحة النجمة وعلى غرار الجلسات السابقة اضطّر رئيس مجلس النواب نبيه بري صباح أمس إلى تأجيل الجلسة التشريعية لمجلس النواب بسبب عدم اكتمال النصاب نتيجة مقاطعة كتلة “نواب المستقبل” وحلفائها في “القوات اللبنانية” وحزب الكتائب ما يشير صراحة إلى النيّة المسبقة لدى فريق “14 آذار” باستمرار الشلل في مؤسسات الدولة بخاصة في مجلسي النواب والوزراء بالتوازي مع استمرار فوضى السلاح والمسلّحين في غير منطقة من لبنان بدءاً من طرابلس إلى عرسال ومناطق أخرى.

جنبلاط ينتقد موقف السنيورة
ولوحظ أن النائب وليد جنبلاط عبّر عن استيائه من الموقف الذي أعلنه رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة عن مقاطعة الجلسة فقال “إن موقف الأخير في الجلسة سلبي وغير مشجّع وهو ليس في محلّه”.
.. وبرّي يحذّر من سياسة المقاطعة
أما الرئيس برّي فأكّد في لقاء الأربعاء النيابي أمس أن “أخطر ما نمرّ به هو الاستمرار في سياسة المقاطعة التي لا تصيب المجلس النيابي فحسب بل تضرّ بالبلاد وبمصالح اللبنانيين” داعياً إلى “الإقلاع عن هذه السياسة والتعاطي مع المرحلة الدقيقة بإيجابية وانفتاح وحذر”.

السابق
الجمهورية: إجتماع أمني لطرابلس في بعبدا
التالي
البلد: طرابلس في حلقة النار والدولة في دوامة الفراغ