طرابلس: قتيل و12 جريحاً في طرابلس .. والإشتباكات إستمرت ليلاً

كتبت “اللواء ” تقول: لم يسفر لقاء الست دقائق بين الرئيسين نبيه بري والرئيس فؤاد السنيورة عن اتفاق بشأن الجلسة النيابية المقررة اليوم وغداً، بصفة تشريعية، وبجدول اعمال فضفاض يتجاوز 45 بنداً، في ظل حكومة تصريف اعمال، حيث اعاد رئيس كتلة المستقبل النيابية التأكيد امام رئيس المجلس “ان الاسباب الدستورية التي دفعت الكتلة الى عدم حضور الجلسات السابقة لا تزال قائمة”، وبالتالي فإن الكتلة لن تشارك في جلسة اليوم، وفقاً لبيانها بعد الجلسة النيابية التي جدد خلالها المجلس لهيئة مكتبه واللجان.
وكشف مصدر نيابي في 14 آذار لـ”اللواء” ان كتلة الاصلاح والتغيير تتجه ايضا لعدم المشاركة في الجلسة، بعدما اخفق النائب ابراهيم كنعان في اقناع رئيس المجلس بادراج مسألة مراسيم النفط على جدول اعمال الجلسة التشريعية.
ومع ذلك، فإن رئيس المجلس والنواب سيتوافدون الى ساحة النجمة اليوم بانتظار الاعلان عن ارجاء الجلسة الى موعد آخر، علَ وعسى ان تحدث التطورات الحاصلة عن الموعد الجديد، فرصة للتفاهم على جلسة تشريعية بجدول اعمال ضيق تحضرها كل الكتل.
لكن مصادر معنية تعتبر ان مرحلة تقطيع الوقت ستبقى الى اجل غير مسمى سيدة الموقف، في ظل استمرار التباعد في المواقف الداخلية، والتي تعقد تأليف الحكومة بانتظار ما سيحصل في ملفات المنطقة، لا سيما ما يتعلق بتداعيات الازمة السورية، وما يتردد عن تحضيرات لمعركة حاسمة في القلمون يستعد لها نظام الرئيس بشار الاسد مدعوماً بوحدات قتالية من حزب الله، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات في طرابلس على محاور التبانة وجبل محسن، نتيجة رصاص الابتهاج الذي اطلق اثناء مقابلة الرئيس الاسد لتلفزيون “الميادين” أمس الاول، وحصدت هذه الاشتباكات التي لم تهدأ طوال نهار وليل امس سقوط طفل قتيل في جبل محسن واصابة 12 شخصاً بجروح برصاص القنص في المنطقتين.
وافيد ليلاً عن اندلاع النيران في احد المباني في طلعة الشمال المؤدية لجبل محسن، من جراء تبادل اطلاق النار على محور البازار – الملولة، وجرت محاولات لاخماد النيران وسط سماع طلقات نارية.
وسجلت قبل ذلك عمليات قنص على بعل الدراويش وشارع سوريا وطلعة العمري ومستديرة الملولة، والقيت قنابل يدوية على بعل الدراويش ترافقت مع رشقات نارية غزيرة.
وفي ظل هذا الانفراج السياسي والتوتر الامني في عاصمة الشمال رفع الرئيس ميشال سليمان من نبرة الموقف الرئاسي سواء من الاستحقاق الرئاسي والتنبه الى ضرورة عدم التأخر في اجرائه في موعده، او الرد على الرئيس الاسد الذي انتقد سياسة النأي بالنفس التي ينتهجها لبنان، مؤكداً (اي الرئيس سليمان) ان “سياسة النأي بالنفس هي محط اعتزاز ولا يقررها الا اللبنانيون، وليس لأحد ان ينتقد سياسة لبنان بالنأي بالنفس”.
ولفت الرئيس سليمان، خلال رعايته وحضوره افتتاح المرحلة الاولى من اعمال توسعة محطة الحاويات في مرفأ بيروت، رداً على المشككين والقلقين، ان الفائدة من الاجتماع الدولي، والذي شارك فيه، في كنف ارفع شرعية دولية في الامم المتحدة، ستنسحب على الوطن اذا ما تمت متابعتها، ليس على شخص رئيس الجمهورية، مشيراً الى ان هذا الامر يتطلب وقتاً يمتد الى ما بعد انتهاء ولايته الرئاسية اذا ما حظي بعناية الرئيس المقبل والحكومات المتعاقبة، مشدداً على ان اجتماع نيويورك لم يكن امراً عادياً، وكان هدفه دعم لبنان والحفاظ على كيانه واستقراره، والمساعدة في تنمية اقتصاده، مشيراً الى ان اهمية هذا الدعم لم تكن فقط لتأمين المساعدات لايواء النازحين السوريين بل إن اهميته اللافتة تكمن في اعتراف المجموعة الدولية بحق لبنان في التعويض عليه عن الخسائر المترتبة عن تداعيات الازمة السورية.
ودعا سليمان الى المحافظة على الوطن وعلى الوحدة التي دفعنا الكثير من اجلها، والى وضع التباينات السياسية جانباً، والاتفاق على انقاذ بلدنا من خلال الحوار الدائم وقبول الاخر، وعدم التنكر للنتائج التي نتوصل اليها في جلسات الحوار، خصوصاً اذا كانت تعزز الميثاقية وتساهم بتطبيق الدستور، كمثل “اعلان بعبدا” التي تنص على تحييد لبنان عن سياسة المحاور، والصراعات الاقليمية والدولية.

كتلة المستقبل
وكانت كتلة “المستقبل” قد دانت في بيانها الاسبوعي كلام الاسد الذي اعتبر فيه جبل محسن منطقة سورية، مشددة على ان جبل محسن جزء من طرابلس، ودعت النظام السوري الى الاقلاع عن تحريض الجماعات فيها وتسليحهم.
وناشدت الكتلة اهل طرابلس استمرار التحسس بروح المسؤولية وعدم الانجرار الى حيث يريد النظام السوري، اي الوقوع في اتون الفتنة. وحيّت الرئيس سليمان على تأكيده على اعلان بعبدا وتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والنأي بالنفس، واعتبرت ان الافراج عن المخطوفين اللبنانيين في اعزاز يعد انجازاً كبيراً يجب ان يشكل حافزاً لتحرير باقي المخطوفين ولا سيما الذين لدى النظام السوري، لكنها لفتت الى ما وصفته بـ?”فضيحة ممارسة الضغوط على القضاء اللبناني للافراج عن المتهمين بخطف الطيارين التركيين”، ودعت الى اتخاذ موقف للحد من الانهيار في منظومة القوانين، متسائلاً عمّن سلم المخطوفين التركيين، وهل أن أطرافاً سياسية مشاركة في الحكومة شاركت في خطفهما؟
وبالنسبة إلى إعلان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عن المتهم الخامس في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، دعت الكتلة حزب الله إلى تسليم المتورطين إلى القضاء الدولي، مشيرة إلى أن الاحتماء خلف السلاح لم ينفع في تأكيد أن هناك طرفاً لبنانياً يحمي المتهمين بارتكاب جريمة كبيرة، وهو لا يقدم دليلاً على عدم تورطه، بل يقوم بجرائم إضافية آخرها القتال إلى جانب النظام السوري في قتل شعبه.

الجلسة النيابية
وأوضح بيان الكتلة أن الرئيس السنيورة أطلع نواب الكتلة على نتائج اجتماعاته واتصالاته بالرئيس نبيه بري والتي كان آخرها اجتماع أمس في ساحة النجمة، مشيرة الى أن الأسباب الدستورية التي دفعتها إلى مقاطعة الجلسات التشريعية السابقة ما زالت قائمة، مكررة رفضها المشاركة في جلسة تشريعية في ظل حكومة مستقيلة تحصر مهامها بتصريف الأعمال، وعلى أن يقتصر التشريع على الأمور التي تتسم بطابع الضرورة القصوى. ولهذا السبب أيضاً كررت الكتلة معارضتها توجهات بعض الأطراف بالعمل من أجل تلزيم التنقيب عن النفط من قبل حكومة مستقيلة، وجددت مطالبتها الرئيسين سليمان وتمام سلام بتشكيل حكومة جديدة.
وكشفت مصادر نيابية في الكتلة أن اجتماع الرؤساء بري والسنيورة ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والذي سبق جلسة التجديد للمطبخ التشريعي بالتزكية لم يؤد إلى أي نتيجة وبقي كل طرف على موقفه، باستثناء تأكيد الرئيسين بري والسنيورة على ضرورة استمرار اللقاءات بينهما ولو على مستوى اسبوعي.
وكشفت بأن افكاراً عدة طرحت امس، في كواليس المجلس، للوصول الى مخارج تتيح حضور الجلسة التشريعية اليوم، ومنها مثلاً الطلب من الرئيس بري بأن تعيد هيئة مكتب المجلس النظر بجدول الاعمال الفضفاض، لكن الرئيس بري رفض قائلاً: “تعالوا إلى الجلسة، وهناك نتحدث”. ومنها ايضاً، اقتراح الرئيس ميقاتي امام الرئيس السنيورة بأن يصار إلى استبدال نائب واحد في هيئة مكتب المجلس يكون من فريق 14 اذار (استبدال انطوان زهرا بإيلي كيروز) فوافق السنيورة، ولكن عند دخول الاثنين الى مكتب بري أجابهما الاخير بأنه لا مانع من استبدال نائب بآخر في هيئة المكتب، ولكن ان يكون من كتلة ميشال عون، فرفض الرئيس السنيورة ذلك.
وبحسب المعلومات ايضاً، فان بري ابلغ الرئيس ميقاتي في حضور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد قائلاً له: “انك ترتكب خطأ كبيراً بقرار مقاطعة الجلسات التشريعية، ولا يراهن احد على انني سأغير جدول الأعمال”.
وفي تقدير مصدر نيابي في كتلة “المستقبل” ان هذا الموقف يعني اصراراً من بري على تعطيل المجلس، مشيراً الى انه لا يرى حلاً لمسألة تصادم الصلاحيات، سوى بتشكيل حكومة جديدة.

قضية المطرانين
في غضون ذلك، علمت “اللواء” ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم زار دمشق أمس لمتابعة قضية المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، الذي أوضح وزير الداخلية مروان شربل انهما يتواجدان في مكان غير المكان الذي كان يتواجد فيه مخطوفو أعزاز، مشيراً إلى ان المطرانين موجودان في ضواحي حلب، واصفاً المعلومات التي تملكها الدولة اللبنانية عنهما بأنها مهمة، آملاً أن يسفر الجهد الذي يقوم به اللواء ابراهيم عن نتيجة بتحرير المطرانين.
وكشف مصدر تركي لـ”اللــواء”، في هذا الصدد بأن بلاده ليس لديها أي معلوات كافية عن وضع المطرانين، وان كانا لا يزالان على قيد الحياة.
وأضاف ان أنقرة لا تعتبر نفسها معنية بهذا الموضوع بشكل مباشر.
تجدر الإشارة إلى ان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، كشف، قبيل سفره أمس إلى الدوحة، بأنه سيطلب من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والمسؤولين القطريين وضع كامل قوتهم معنا ومع الدولة المعنية لمعرفة مصير المطرانين وثلاثة كهنة خطفوا منذ أشهر.

السابق
المستقبل: الوضع الأمني في طرابلس يزداد تدهوراً
التالي
الشرق: سليمان يرد على بشارليس لاحد انتقاد الناي بالنفس