وقائع الاتصالات بين بيروت ودمشق وأنقرة والدوحة ورام الله

أفادت “السفير” أن بعض التفاصيل الطارئة في ربع الساعة الأخير، كادت تعرقل مهمة تحرير المخطوفين، أو على الاقل تؤخرها، لافتة إلى أن قلوب بعض المواكبين لهذا الملف كادت تُخطف ايضا في الوقت القاتل، بينما كان المطار بدأ يزدحم بالوفود الشعبية والسياسية، خصوصاً بعد تبلغ بعض كبار المسؤولين اللبنانيين فجأة أن الاتراك يشترطون للسماح بمغادرة الزوار التسعة الى الحرية، ان يتم أولا تسليم المخطوفين التركيين الاثنين وأن يغادرا مطار بيروت الى بلادهما.
على الفور، تبلغ كل من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا والمسؤول الأمني في حركة “أمل” أحمد البعلبكي، من قيادتيهما، ضرورة ممارسة أقصى الضغوط للإسراع في تسلم وتسليم الطيارين التركيين اللذين كانا يتواجدان في المرحلة الاولى من اختطافهما في الجنوب ثم نقلا لاحقاً الى البقاع.
أشارت “السفير” إلى أنه سبق ذلك، قبل ايام، اتصالان هاتفيان أجراهما وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بكل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وطلب خلالهما تأمين تواصل ما مع المخطوفين التركيين، للتأكد من سلامتهما، فكان له ما اراد، وجرى بث شريط فيديو يتضمن تسجيلا لهما.
لكن المحك الاصعب الذي تجاوزته “صفقة التبادل” لم يكن هنا بل في مكان آخر. ووفق معلومات “السفير”، كادت العملية برمتها تتعثر لولا حصول مداخلات على أعلى المستويات مع القيادة السورية في الساعات الحاسمة، افضت الى الخاتمة السعيدة. ويبدو ان دمشق كانت حذرة في التعامل المجاني الذي يفضي الى تقديم تنازلات لفصائل المعارضة المسلحة وإطلاق سراح معتقليها تباعاً، في مقابل الإفراج تارة عن مخطوفين إيرانيين وطورا عن مخطوفين لبنانيين، فيما لا يزال عدد كبير من مناصري النظام معتقلين لدى المجموعات المسلحة.
قالت “السفير”: أن الرئيس بشار الاسد أوصل الرسالة وسجل موقفه، ثم عاد وتجاوب مع الجهود التي بذلت من جهات عدة لتسهيل صفقة تحرير الزوار اللبنانيين، وهذا ما يفسر حرص عدد من المسؤولين اللبنانيين على توجيه شكر خاص لسوريا، وتحديدا للأسد الذي طلب من مدير مكتب الأمن القومي اللواء المملوك تقديم كل ما يلزم من تسهيلات لانجاز الصفقة.

السابق
المستقبل: السجينات السوريات لم يُطلق سراحهن
التالي
اللواء: الذكرى الأولى لإستشهاد الحسن تمسًّك بالأمن الشرعي والعدالة