النهار: روسيا تسعى إلى إطلاق المطرانين المخطوفين

كتبت “النهار ” تقول: طوي ملف وبقيت ملفات. أطلق تسعة محتجزين لبنانيين في اعزاز، وبقي العشرات أسرى السجون السورية لا مسعى حقيقيا لاطلاقهم سوى موقف مبدئي من رئيس الجمهورية ميشال سليمان وعهد ببذل الجهود لاطلاق كل المخطوفين اللبنانيين. هذا الامر كان محل اعتراض ضمني من جهات مسيحية عدة رأت فيه صيفا وشتاء تحت سقف الدولة اللبنانية، وتشجيعاً ضمنياً على ضرب مفهوم الدولة والمؤسسات باعتماد منطق القوة وممارسة الخطف في مقابل الاسر للقيام بمبادلات ترعاها الجهات الرسمية.
انجز ملف مخطوفي اعزاز بصفقة دخلت على خطها قطر وتركيا وفلسطين وسوريا، وربما ايران في الجانب الخفي في اشارة الى بدايات الانفتاح الاميركي – الايراني، وما يمكن ان يعكسه على ملفات عدة في المنطقة، باستثناء الوضع الميداني السوري الذي قد يشهد تصعيداً يسبق المفاوضات في “جنيف – 2”.
واذا كان ملف المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابرهيم لا يدخل في صلب المسؤوليات اللبنانية لكونهما سوريين، فانه يحفر في عمق الوجدان اللبناني، والمسيحي تحديداً، وسلك طريقه الى سلم الاهتمامات اللبنانية وخصوصاً بعدما اكد المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابرهيم متابعته هذا الملف.
وقال الوزير سليم جريصاتي المكلف رسميا ملف كل المخطوفين اللبنانيين لـ “النهار” إن “روسيا الاتحادية اصبحت معنية بموضوع خطف المطرانين وانها تسعى بوسائلها المتاحة الى جمع المعطيات والمعلومات عنهما، وخصوصاً في ظل ما تردد عن ان الجهة الخاطفة قد تكون من الاسلاميين المتشددين الذين تعامل معهم الروس في اكثر من موقعة عسكرية بعد تفكك الاتحاد السوفياتي السابق”. وشدد على “اننا لن نترك مصير المطرانين الى القدر، واننا سنثابر في هذا السياق، وسيتم التواصل مع اللواء ابرهيم، ليس فقط من أجل تقويم المرحلة السابقة للافراج عن المخطوفين التسعة، بل أيضاً لمباشرة ملف المطرانين الجليلين”.
وفي الملف الامني أيضاً، وبعد تسرب وثيقة غير مؤكدة من جهاز أمن المطار عن دخول اربع سيارات مفخخة من سوريا الى لبنان، علمت “النهار” ان الرئيس ميشال سليمان سيلتقي اليوم في قصر بعبدا قادة الاجهزة الامنية للتشاور في التطورات في ضوء ما يشاع عن احداث مرتقبة ذات صلة بما يجري في سوريا وانعكاسها على لبنان.

مجلس النواب
وفيما يأمل متابعون ان تنعكس الاجواء الايجابية لملف الافراج عن مخطوفي اعزاز على السياسة، علمت “النهار” ان حكومة تصريف الاعمال ستشارك في جلسة مجلس النواب غداً فيحضر رئيسها نجيب ميقاتي بصفته النيابية لانتخاب اميني سر وثلاثة مفوضين وأعضاء للجان النيابية، لكنه لن يشارك في جلسة الاربعاء المخصصة للتشريع للاسباب التي أملت عليه سابقا عدم حضور جلسات مماثلة دعا اليها الرئيس نبيه بري.
وابلغت مصادر نيابية تشارك في الاتصالات “النهار” ان جلسة الثلثاء مرشحة لابقاء القديم على قدمه بعدما أدى تمديد ولاية المجلس الى تمديد تلقائي لرئيس المجلس ونائبه. ولفتت الى ان الدخول في محاولة تغيير في تركيبة هيئة مكتب المجلس واللجان من شأنه ان يثير انقساما حادا قد يفضي الى افقاد الجلسة النصاب. وأوضحت ان نصاب جلسة الاربعاء معرّض للتطيير انطلاقا من الخلاف على دستوريتها، لكنها تحدثت عن اتصالات ستجرى بعد جلسة الثلثاء وخصوصا بين الرئيسين بري والسنيورة للبحث في امكان دعوة هيئة مكتب المجلس الى الانعقاد للبحث في جدول الاعمال الذي يثير الانقسام في صيغته الحالية.
وأكد الرئيس السنيورة لـ”النهار” ان كتلة “المستقبل” ستشارك حتما في جلسة الثلثاء كونها من صلب العمل المجلسي وليست عملا تشريعيا كما هي الحال بالنسبة الى جلسة الأربعاء، كاشفاً ان الكتلة لا تزال على موقفها من مقاطعة الجلسة التشريعية، لافتا الى انه سيلتقي الرئيس بري الثلثاء على هامش جلسة اللجان لاستكمال البحث في المواضيع التي طرحت في اجتماعهما الاخير.

برّي
ولم يكن موقف الرئيس بري بعيداً من موقف السنيورة في تقويمه لنتائج اللقاء الثاني الذي جمعهما، فكشف لـ”النهار” ان موضوعي الحوار والحكومة لا يزالان قيد البحث ولم يسجل بعد أي تطور في شأنهما. لكنه اعرب عن إيجابية حيال الجلسات النيابية.
وقال الرئيس بري لـ”النهار” إن “اللقاء مع الرئيس السنيورة كان جيداً وايجابياً واتفقنا على متابعة هذه الاجتماعات ولو اسبوعيا. وهذا ما يصر عليه السنيورة وانا لا امانع وأبادله الامر نفسه”. واضاف: “ثمة نقطة رئيسية يجمع عليها سائر الاطراف هي الحفاظ على الامن في البلد وعدم التلاعب بهذا الملف وترك الاجهزة الامنية تمارس الدور المطلوب منها في مختلف المناطق”.

وعلى خط تأليف الحكومة وطاولة الحوار لم يطرأ جديد.
أما بالنسبة الى جلسة انتخاب رؤساء اللجان والمقررين غدا الثلثاء فان جميع الكتل ستحضر، ويقول بري في هذا الصدد إن النصاب متوافر وانه تلقى اشارات ايجابية عن مشاركة نواب “التيار الوطني الحر” والكتائب.
لكن رئيس المجلس أبلغ أيضاً السنيورة انه ليس في وارد عقد الجلسة ما لم تكن كل المكونات السياسية والطائفية حاضرة، انطلاقا من اقتناعه بعدم ميثاقية أي جلسة يغيب عنها مكون أساسي في البلاد. ويستشهد بري عند ذكر ذلك بموقفه من عدم ميثاقية حكومة السنيورة بعد خروج المكوّن الشيعي منها.

هل هذا يعني ان مصير جلسة الأربعاء كسابقاتها؟
لا يؤكد الرئيس بري او ينفي إمكان انعقاد الجلسة او عدمه . ويرهن ذلك بالجواب الذي ينتظره من الرئيس السنيورة وعليه يبني رئيس المجلس قراره. فإذا جاء الجواب سلبيا فهو يستبعد عقد الجلسة حتى في ظل توافر النصاب.

حكومة
الى ذلك، علمت “النهار” ان المعنيين بتأليف الحكومة الجديدة في صدد جولة من الاتصالات لاستكشاف المواقف بعد عطلة الاضحى، على أمل ان يكون المشهد الجامع الذي رافق اطلاق مخطوفي اعزاز مؤشراً لامكان احداث اختراق في جدار أزمة التأليف. واذا كانت الوعكة التي ألمت بالرئيس تمّام سلام أمس، حيث من المقرر ان يعود اليوم الى منزله لمعاودة نشاطه، لن تحول دون العمل مجدداً على خط التأليف، تتحدث أوساط رئيس الجمهورية عن اهمية البناء على الخاتمة السعيدة لمخطوفي اعزاز. ويشار في هذا الصدد الى ان اللقاء الذي عقده الرئيس سليمان مع نظيره التركي عبدالله غول في نيويورك واتصالاته مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تكللت بالنجاح في ملف المخطوفين. وفهم ان السقف الزمني الموضوع لتأليف الحكومة لا يزال قبل عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني المقبل، ومن خيارات التأليف حكومة أمر واقع تذهب الى مجلس النواب لنيل الثقة أياً تكن الاعتراضات عليها.

السابق
الملك الأردني يقوم بزيارة عمل إلى السعودية غداً
التالي
السفير: وقائع الاتصالات بين بيروت ودمشق وأنقرة والدوحة ورام الله