قطر من معتدية الى تسووية، والسعودية هسترت لأنها تخسر

العميد الركن المتقاعد امين حطيط
اعتبر العميد الركن المتقاعد الدكتور أمين حطيط أن الدور القطري في سوريا تحول من دور المعتدي الى دور العامل على الحل والتسوية، مشيرا الى أن الازمة السورية تتجه الى الحل بغالب ومغلوب، وستكون السعودية أكبر الخاسرين، ومن هنا هيستيريتها.

رأى العميد الركن المتقاعد امين حطيط في حديث لـ”جنوبية” أن حل أزمة مخطوفي أعزاز تم لاسباب ثلاثة، تتعلق بالجوانب الثلاثة للموضوع. الجانب الاول هو الميداني، فالذي أمر بالخطف هو المحور التركي القطري للضغط والابتزاز بهدف توجيه رسالة لايران وحزب الله كي لا يقتربا من سوريا، وان لا يدعما النظام. وقد مورس هذا الضغط بشكل مباشر سياسيا، كما مورس شعبيا عبر أهالي المخطوفين لحشر حزب الله. وهذا الجانب الميداني تعطل لان المحور القطري التركي تراجع على الارض السورية. ولم يعد له جود حقيق . فقد تراجع امام التكتل العسكري المدعوم من السعودية.

اضاف حطيط: الجانب الثاني سياسي. فليس من مصلحة قطر أن تقدم أي خدمة للسعودية التي تسلمت زمام الاعتداء على سوريا. وبقاء ملف المخطوفين يضعها هي والسعودية على قدم المساواة في المواجهة القائمة على الارض السورية. وبالتالي أصبح هذا الملف يشكل عبئا على قطر تريد التخلص منه.

والجانب الثالث يتعلق بمصلحة تركيا الخاصة. فارودغان على ابواب انتخابات لا يستطيع دخولها والطياران التركيان مخطوفان، وهو بالتأكيد عاجز عن تحريرهما الا بتسوية كهذه. وهذه العوامل تضافرت كلها لتقنع من شاركوا في عملية الخطف واستفادوا منها بضرورة تصفية الملف. وقد وجدوا تجاوبا كاملا من الحكومة السورية، فاستغلوا ذلك لينجزوا عملية تحرير المخطوفين أملا بقطف نتائجها، وخصوصا قطر، بدلا من السعودية التي بدت عاجزة عن فعل اي شي بهذا الخصوص.

وردّا على سؤال حول ما إذا كان الدور القطري المستجد هو لاستكمال الانسحاب القطري من سوريا أم هو لعودة مختلفة الى سوريا؟ أجاب حطيط: هو تبدل في الدور القطري. فهذا الدور في الاساس هو دور المعتدي. واليوم يتحول الى عنصر حل وتسوية. وقطر تسعى الى ان تجد مقعدا في ملف التسوية التي تحضر. لا سيما انها دفعت ثمنا مرتفعا لتدخلها العدواني السابق. فطار الامير ورئيس وزرائه. والامير الجديد يريد طي هذه الصفحة.

لكن ماذا عن الدور الفلسطيني في صفقة الافراج عن مخطوفي أعزاز؟

يقول حطيط ان حماس بعيدة عن اي دور في هذه الصفقة لانه حين تحضر سيدتها قطر ينعدم دورها كتابع. أما دور السلطة الفلسطينية فهو معنوي لا اكثر. والهدف منه اعادة بعض التوازن بينها وبين حماس، لان حماس انحازت الى المحور المعادي لسوريا، فكان لا بد من منح السلطة بعض الدور. لكن من يريد أن يعطي السلطة هذا الدور؟ هل هو النظام السوري؟ يجزم حطيط أنها ليست تركيا وليست قطر: نعم، يمكن القول انه النظام السوري.

وردا على استهجان بعض قوى 14 آذار لقاء اللواء عباس ابراهيم مع اللواء علي المملوك المطلوب للقضاء اللبناني، قال حطيط: من الطبيعي أنه لانجاز صفقة التبادل أن يلتقي الرجلان. فالمملوك هو رأس الجهاز الامني في سوريا واحد القادة الاساسيين للنظام. ولا حديث مع الخارج الا عبره . واللواء ابراهيم واقعي و”يشتغل صح”، ولا ينطلق من منطلقات سياسية خاطئة. أما مشكلة البعض في لبنان فانهم يكذبون الكذبة ويصدقونها. وباعتقادهم ان المملوك يقف خلف قضية ميشال سماحة، وهذا غير صحيح.

وتابع حطيط: لذا فان استهجانهم هو المستهجن. وهذا ليست المرة الاولى التي يرتكبون الخطأ. فقراءاتهم المغلوطة وسياساتهم الخاطئة أودت بهم الى خارج المعادلة بعدما أستلموا السلطة في 2005. وخير مثال على تخبط فريق 14 اذار آنهم يرفضون منذ اشهر حكومة 9-9-6 أو حكومة التوازن. ولننتظر اسابيع قليلة فسنراهم يلهثون خلف أي موقع وزاري يقدم لهم.
وهل سيؤدي الجو الاقليمي الدولي الايجابي الى انفراجات في لبنان؟ أجاب حطيط: بالتأكيد. وتابع: لعل أغبى ما خرج به البعض في لبنان هو سياسة النأي بالنفس. ويستحق عليها دكتوراه في الغباء. فهي ليست سياسة غير واقعية فقط، بل هي سياسة حمقاء ومستحيلة. فكيف يمكن أن يكون البلد محاطا بالنار ولا يكون له موقف او اجراء؟

وأكمل: هذه السياسة الغبية تجد اليوم ترجمتها المعاكسة. فحين اشتعلت المنطقة اكتوى لبنان بنارها. وعندما ستهدأ المنطقة سيستفيد من ذلك. والهدوء سيأتي نتيجة حل فيه رابح وخاسر. وليس على طريقة “لا غالب ولا مغلوب”. لذلك تتصرف السعودية بهيسترية، لانها من كبار الخاسرين. وفي لبنان هناك من سيخسر مع الخاسرين، وسيقبل قريبا باي صيغة حكومية تعرض عليه. وفي الجهة المقابلة هناك فريق سيربح. هذا هو منطق الاشياء.

السابق
شعيب: لولا خطف الطيارين التركيين لما كنا تحررنا
التالي
نحن والتقارب الأميركي الإيراني