المستقبل ينقل معركته مع المفتي الى الشارع

انتقلت المعركة بين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وتيار المستقبل الى مستوى جديد من الصراع. قرر التيار الازرق الثلاثاء الماضي تغيير ساحة الصراع وادواتها، منتقلاً من القضاء، واروقة المجلس الشرعي الى الشارع. فقد تفجر الاحتقان صباح العيد، وتطور من محاولة افتعال اشكال داخل مسجد محمد الامين في وسط بيروت حيث كان قباني يؤم المصلين الى تبادل لاطلاق نار في منطقة الطريق الجديدة بين انصار المستقبل وسعيد الشملي (أبو علي) القريب من 8 آذار وأحد الذين واكبوا المفتي إلى المسجد صبيحة العيد. وكان يمكن ان يودي تهور أنصار تيار المستقبل بحياة عائلة شملي لولا تدخل الجيش اللبناني في اللحظات الاخيرة.
بدأت القصة قبل يومين من العيد، عندما «وصلت معلومات من استخبارات الجيش اللبناني، تفيد بأن انصار تيار المستقبل يحضّرون لافتعال اشكال في جامع محمد الامين لمقاطعة خطبة المفتي»، بحسب مقربين من الأخير. حضّر هؤلاء انفسهم، وفي بالهم التجربة التي مروا بها خلال عيد الفطر، عندما لم تقم رئاسة الحكومة التشريفات لقباني، ولم يرافق رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي او ممثل عنه المفتي الى الجامع، ويوم انسحب انصار المستقبل خلال إلقاء قباني خطبته ليبدو الجامع خالياً.
في عيد الفطر، كان بديل غياب رئيس الحكومة والتشريفات اصطحاب وفود رجال الدين للمفتي من منزله. ويوم الثلاثاء الماضي (اول أيام عيد الأضحى)، توجهت وفود شعبية، كان شملي في عدادها، من بيروت لاصطحاب قباني من منزله.
بعد صلاة العيد، وعند صعود المفتي المنبر، «كانت مجموعات تابعة لتيار المستقبل تحاول افتعال إشكال، لكن سرعان ما تم تطويقه. وكان الشملي يصلي خلف المفتي، وأحد الذين طوقوا الإشكال»، كما تقول مصادر قريبة من قباني. تضيف انه كان قد «تم الاتفاق مسبقاً مع الجيش في حال وقوع اشكال داخل الجامع فاننا سنتولى القبض على مفتعليه وتسليمهم للجيش».
انصار المفتي كانوا يتوقعون الاشكالات الا انهم لم يتوقعوا تطورها الى اطلاق نار. بعد انتهاء صلاة العيد وعودة المصلين الى بيوتهم، «توجهت مجموعة من تيار المستقبل الى منزل عمر الاخضر المقرب من 8 اذار (وكان هو الاخر من المصلين خلف المفتي) واطلقت النار على المنزل»، تقول مصادر المفتي. تضيف: «ثم توجهت تلك المجموعة الى منزل الشملي الذي كانت والدته في الحديقة وبدأوا باطلاق النار على بيته». وتقول مصادر قوى الامن ان «عدد الملثمين الذين حاصروا المنزل بلغ نحو مئة، ووصل الامر بأنصار تيار المستقبل الى حد ان كل من كان يمتلك سلاحاً حمله وتوجه به لمحاصرة» المنزل المذكور. خلال الاشتباكات اتصل «احد نواب بيروت بعائلة الشملي طالباً منهم ترك بيتهم، الا انهم رفضوا ذلك»، تقول مصادر دار الافتاء. حينها، أجرى مفتي الجمهورية اتصالات مع قيادة الجيش من اجل تأمين حماية للعائلة التي حاصرتها المجموعات المسلحة. بعد تدخل الجيش هربت المجموعات المسلحة الى الأزقة الداخلية وعملت استخبارات الجيش على اعتقال بعضهم. وأحرق عدد من أنصار تيار المستقبل اول من امس باص نقل الطلاب الذي يملكه الشملي امام منزله. وقد دهم الجيش امس بعض المنازل في منطقة الطريق الجديدة بحثاً عن مطلوبين، علماً بأن قوى الأمن الداخلي كانت قد اوقفت شملي في ثكنة الحلو بعد وقوع الاشتباك، ثم أطلقت سراحه ليل أمس.

السابق
لغز مقتل جامع جامع
التالي
أمة على شفير الهاوية