المستقبل: نهاية سعيدة قريبة لمخطوفي أعزاز

كتبت ” المستقبل ” تقول: بعدما دخلت البلاد في ما يشبه الغيبوبة السياسية نتيجة عرقلة المساعي المتعلقة بتشكيل الحكومة العتيدة نتيجة الشروط التي لا يزال فريق “8 آذار” متمسّكاً بها، جاءت عطلة عيد الأضحى المبارك لتزيد من ركود الأزمة لولا الحادثين الأمنيين اللذين كادا أن ينغّصا على اللبنانيين فرحة العيد وهما ضبط السيارة المفخّخة في منطقة المعمورة في الضاحية الجنوبية لبيروت، والحادث المفتعل الذي تسبّبت به “سرايا المقاومة” التابعة لـ “حزب الله” في منطقة الطريق الجديدة يوم العيد.
غير أن قضية المخطوفين اللبنانيين في أعزاز عادت إلى الواجهة مجدداً لكن هذه المرة حاملة نفحة أمل عبّر عنها وزير الداخلية العميد مروان شربل لـ “المستقبل” إذ أوضح أن “كل المحادثات والأسئلة والأجوبة عليها والتي دارت بيننا وبين الخاطفين عبر السلطات التركية تدعو للتفاؤل بقرب انتهاء هذه الأزمة قريباً ونأمل أن يكون ذلك خلال الشهر الحالي” مضيفاً “المسألة تسير على الطريق الصحيح المرسوم ونأمل أن لا تواجه النهاية السعيدة لهذه الأزمة أية عراقيل جديدة”.
وفي هذا الإطار، ذكرت الوكالة الوطنية للأنباء أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم انتقل من بلجيكا إلى تركيا لمتابعة ملف المخطوفين بعدما شارك في مؤتمر “القمة الدولية حول الجريمة الوطنية” في بروكسل.
إلا أن التطور السياسي اللافت كان أمس حضّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات اللبنانية على اتخاذ “كل الإجراءات الضرورية” لمنع “حزب الله” من حيازة الأسلحة وبناء قدرات شبه عسكرية خارج سلطة الدولة.
وفي أحدث تقرير عن تطبيق القرار 1559، أبدى مون “قلقاً عميقاً” من مشاركة “حزب الله” الصريحة في القتال داخل سوريا، وطالب الدول الإقليمية التي لديها صلات وثيقة بالحزب بتشجيعه على التحول “حزباً سياسياً صرفاً وتجريده من السلاح”.

الطريق الجديدة
وكان اشكال وقع صباح الثلاثاء عقب صلاة العيد في شارع الرفاعي القريب من مستشفى المقاصد، نتيجة ظهور المدعو أبو علي الشملة المعروف بانتمائه إلى “سرايا المقاومة” التابعة لـ “حزب الله” حاملاً سلاحه في خطبة عيد الأضحى الى جانب مفتي الجمهورية، ومستفزاً بعض أهالي المنطقة، وتطور الاشكال إلى إطلاق نار سارعت نتيجته دورية تابعة للجيش اللبناني إلى الانتشار في المنطقة واعتقال الشملة بعد دهم منزله حيث عثر على كمية من الأسلحة والذخائر. وصدر عن قيادة الجيش مديرية التوجيه بيان جاء فيه “عند الساعة 9,15 من صباح الثلاثاء، حصل إشكال أمني بين عناصر مسلحة في طلعة مستشفى المقاصد – طريق الجديدة، تخلله تبادل إطلاق نار من أسلحة حربية خفيفة، من دون تسجيل إصابات في الأرواح. وعلى الأثر حضرت قوة من الجيش إلى المنطقة وفرضت طوقاً أمنياً حولها وقامت بدهم أماكن مطلقي النار، حيث أوقفت ثلاثة من المشتبه بهم. وتستمر قوى الجيش بملاحقة باقي المتورطين في الحادث لتوقيفهم وإحالتهم الى القضاء المختص وإعادة الوضع إلى طبيعته”.

الحريري
في غضون ذلك، خضع الرئيس سعد الحريري صباح أول من أمس الأربعاء لعملية جراحية في المستشفى الأميركي في ضاحية نويي الباريسية تم خلالها استخراج الأدوات الطبية التي كانت قد زرعت في ساقه اليسرى خلال عملية أولى اجريت له قبل 18 شهرا إثر تعرضه لكسور متعددة فيها.
وقد أجرى العملية التي استغرقت ساعتين الطبيب الجراح فيليب تريبون. وأفاد الدكتور عصام ياسين الطبيب الخاص للرئيس الحريري أن العملية تكللت بالنجاح وأن الرئيس الحريري يتماثل للشفاء لأيام قليلة في المستشفى، تليها فترة نقاهة تستمر أسبوعين.
إلى ذلك، اوضح رئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط أنه وصل إلى العاصمة الفرنسية باريس الأحد الماضي وسبب رحلته هي للعلاج من آلام في ظهره، وقد رافقه في جولته على الأطباء في باريس طبيب العائلة النائب السابق غطاس خوري الذي أبلغه أن الرئيس الحريري موجود أيضاً في العاصمة الفرنسية لأسباب طبية أيضاً، فهاتفه واطمأن إلى صحته.
كما أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً بالحريري اطمأن فيه إلى صحته بعد خضوعه لعملية جراحية وهنأه بحلول عيد الأضحى.

بان كي مون
وفي خلاصة التقرير النصف السنوي الثامن عشر الذي يقدّمه الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي عن تطبيق القرار 1559، قال مون إنه “لا يزال خائباً من الإفتقار الى المزيد من التقدم في اتجاه تنفيذ البنود المتبقية من القرار 1559″، مشيراً الى أن “لبنان يواصل مواجهة تحديات خطرة لاستقراره وأمنه، داخلياً وعلى طول حدوده مع سوريا، بما في ذلك من تهريب الأسلحة ومن التدفق الإضافي للاجئين”.
واعتبر أن “العنف في أجزاء من لبنان خلال فترة اعداد التقرير، بما في ذلك التفجيرات الإرهابية الكبيرة في بيروت وطرابلس، يسلط الضوء أكثر على ضرورة تجديد الوحدة والتصميم عبر الطيف السياسي لتلافي الإنزلاق الى الحرب”، مؤكداً أنه “ينبغي ألا تكون هناك عودة الى الإفلات من العقاب في لبنان وأولئك المسؤولين ينبغي جلبهم الى العدالة”.
وذكّر بأن “الإجماع المبدئي بين الأحزاب السياسية في شأن اختيار رئيس الوزراء المكلف تمام سلام وجه اشارة ايجابية الى الشعب اللبناني والمجتمع الدولي”. وشجع زعماء لبنان على “اتمام تشكيل الحكومة من دون المزيد من التأخير”، علماً أنه “من المهم أن يحظى الرئيس والوزراء في حكومة تصريف الأعمال بالدعم خلال سعيهم الى التعامل مع أكثر المواضيع الضاغطة، وتحديداً ما يتعلق بالقضايا الأمنية والإنسانية”، كما أنه “من الحرج أن يقوي زعماء لبنان المؤسسات الوطنية وثقة كل المجموعات بأنهم سيتصرفون بطريقة تحمي لبنان من أثر الأزمة السورية”.

ذكرى الحسن
وتصادف غداً السبت الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس السابق لشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن، حيث تستعد بلدته بتورتيج في قضاء الكورة ومعها كل المناطق الشمالية واللبنانية لإحياء الذكرى الأليمة. ومن المقرر أن يتم تثبيت النصب التذكاري الذي أقيم للشهيد على مدخل بلدته، حيث تزاح الستارة عنه في احتفال رسمي وشعبي غداً.وقد رفعت في العديد من المناطق اللبنانية صور للشهيد ويافطات تعبّر عن الاستنكار الشديد للجريمة النكراء، كما يقام في مجمع البيال وسط بيروت غداً، احتفال مركزي إحياء للمناسبة.

السابق
الديار: استشهاد اللواء جامع جامع في معركة ضارية في دير الزور
التالي
اللواء: سليمان يحثّ سفراء الدول الكبرى على المساعدات