اللواء: سليمان يحثّ سفراء الدول الكبرى على المساعدات

كتبت “اللواء ” تقول: السؤال الذي تتداوله الاوساط السياسية والرسمية هل ثمة انفراج في الوضع اللبناني، يسبق عيد الاستقلال الـ70 في الثاني والعشرين من تشرين الثاني المقبل، ام ان تطورات سياسية وميدانية قد ترجئ الانفراج الى ما قبل نهاية العام الجاري، او على الاقل قبل عيد الميلاد المجيد؟
ولعلّ مردّ هذا السؤال والمشروعية التي يكتسب منها اثارته: التطورات الجارية على جهة الانفراج الاميركي – الايراني، او التراجع الدولي عن “ازاحة قسرية” للرئيس بشار الاسد ونظامه عن السلطة، على نحو ما حصل مع انظمة شبيهة بنظامه (العراق – ليبيا – مصر الخ)، “فأيام الغزل” الجارية مع المعنيين بتدمير السلاح الكيماوي، والتعاون الذي يوفّره النظام للخبراء الدوليين، في ظل تبدل الاولويات الدولية باعطاء الاولوية الآن لتقليم اظافر “المنظمات المتطرفة” كجبهة النصرة او دولة العراق والشام الاسلامية، مع الاصرار الاميركي – الدولي على عقد مؤتمر جنيف-2 حول الحل السياسي في سوريا، مع ترجيحات النظام ان يعقد في 23 ت2 المقبل.
وفي الشأن الداخلي، ترصد الاوساط النيابية في 8 آذار ثلاثة او اربعة تطورات، ذات انعكاس مباشر على الوضع اللبناني، وربما الانفراج المرتجى، بعدما ضاقت الاحتمالات الاخرى، واصبح من الصعب الاستمرار في “تقطيع الوقت” دون انجاز تأليف الحكومة والاعداد لملء الفراغ في الرئاسة الاولى، سواء بإجراء الانتخابات او غيرها، فضلاً عن اعداد قانون جديد للانتخابات النيابية، بعد اقل من سنة من الآن.
1- ما يمكن ان تسفر عن الجلسة النيابية التي ستعقد في 22 ت1، اي الثلاثاء المقبل لانتخاب اللجان النيابية، واميني السر والموظفين الثلاثة، حيث من المتوقع ان يبقى القديم على قدمه” من تفاهمات سياسية، تعيد الروح الى الجلسات التشريعية، وتنهي مرحلة من الشلل البرلماني.
مصدر في 14 آذار يعتبر ان الجلسة التي ستشارك فيها كل الكتل لا تحتاج الى حضور حكومي وهي جلسة نظامية لا تتعارض مع تصريف الاعمال، وهو امر يختلف عن “التشريع الفضفاض”.
وفي السياق، ينظر الى الاجتماع الثاني، بين الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيور والمنتظر ان يسبق جلسة الثلاثاء.
2- بدء الحزب جدياً هذه المرة بإعادة النظر بتواجده في سوريا، في ضوء ما يحصل على الارض في ريف دمشق، من تعزيز النظام مواقعه على حساب قوات المعارضة بعدما كانت النقاط والبلدات الاستراتيجية في ريف دمشق سقطت بأدي الجيش السوري الحر و”المجموعات القتالية المناهضة للنظام”.
ووفقاً لمصدر مطلع على اجواء “حزب الله” فإن الحزب منهمك حالياً في معركة القلمون في ريف دمشق، والقريبة من الحدود اللبنانية، والتي تحتاج لبضعة آلاف من الجهة اللبنانية، حيث في ضوء النتائج، سيعيد الحزب النظر بمشاركته في الحرب الدائرة في سوريا، لمصلحة نظام الاسد.
وهذا التطور – في حال وصوله – يعتقد المصدر انه سيساهم في تخفيف الاحتقان الداخلي.
3- الانفراج الحاصل في المفاوضات بين ايران ومجموعة دول (5+1) في جنيف، والرهان على تقارب عربي – ايراني، يساهم في تخفيف الاحتقان العربي – الايراني والتمهيد لاستئناف الاتصالات السعودية – الايرانية.
4- حاجة لبنان الى حكومة قادرة على معالجة ذيول التداعيات الناجمة عن الازمة السورية المتمادية منذ اكثر من عامين، بعدما لمس كبار المسؤولين سواء عبر محادثات الرئيس ميشال سليمان في نيويورك او مشاركة الوفد الرسمي الوزاري – المالي في اجتماعات البنك الدولي، حيث كشف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان ثمة توجهاً دولياً، لمساعدة لبنان، الذي خسر ما يقرب من 7.1 مليار دولار بسبب الخسائر والانفاقات على اكثر من 800 نازح سوري على اراضيه.

اجتماع بعبدا
وفي هذا الاطار، ادرجت مصادر قصر بعبدا الاجتماع الذي سيعقده الرئيس سليمان صباح اليوم مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي في اطار متابعة تنفيذ مقررات “مجموعة الدعم الدولية للبنان”، التي انعقدت في نيويورك الشهر الفائت.
وقالت المصادر لصحيفة “اللواء” ان رئيس الجمهورية سيتحدث امام سفراء كل من الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين حول ضرورة السعي لتنفيذ هذه المقررات التي حظيت بإجماع المشاركين في المؤتمر، مؤكدة ان هناك جهداً ينصب على مواصلة دعم لبنان وان هذا ما سيعكسه السفراء في خلال لقائهم رئيس الجمهورية.
ولم تستبعد المصادر ان يعقب هذا اللقاء اجتماعات مماثلة يعقدها الرئيس سليمان مع سفراء دول الاتحاد الاوروبي وعرب تحقيقاً لهذه الغاية.
واشارت المصادر الىان ما تم التوافق بشأنه بالنسبة الى لبنان لجهة دعم استقراره وسيادته وتحييده عن النزاعات وكذلك بالنسبة الى مواجهة الاعباء الناتجة عن الازمة السورية والنازحين والجيش اللبناني محور متابعة رسمية ووزارية وامنية.

التأليف؟
حكومياً، نقل عن رئيس الجمهورية قوله ان صيغة (9+9+6) قابلة للبحث، وان من الممكن السير بها شرط توافق جميع الاطراف حولها، معتبراً أن اللقاء المرتقب بين رئيس المجلس ورئيس كتلة المستقبل يمكن ان يساعد على هذا الصعيد.
اما الاوساط المقربة من الرئيس المكلف تمام سلام فقالت: الأبواب لم تغلق بعد، إفساحاً في المجال امام التوصّل إلى حكومة سياسية جامعة تضم الفرقاء جميعاً باعتبار ان دقة المرحلة التي يمر بها البلد تتطلب ذلك لضمان توفير الدعم السياسي المطلوب للتشكيلة الجديدة، من دون استبعاد الخيارات الأخرى، إذا اقفلت الابواب أمام الحكومة الجامعة، مشيرة الى أن الرئيس المكلف لا يزال يواصل اتصالاته ومشاوراته بحثاً عن صيغة تقرّب المسافات بين القوى السياسية، رغم أن عملية التأليف قد طالت باعتراف الجميع.
وكشف نائب بارز في 8 آذار ان الفرصة تتزايد لصيغة (9+9+6) وان المطلوب من الرئيسين سليمان وسلام التدخل لدى قوى 14 آذار لمناقشة عما اذا كان من الممكن السير بهذه التشكيلة ام لا.

خطة طرابلس
وعلى صعيد خطة طرابلس، كشف النائب السابق مصطفى علوش، المكلف بوضع وثيقة “الخلوة الوطنية” لـ?”اللواء” أن مبادرة قوى 14 آذار تهدف إلى إعادة إطلاق دينامية جديدة تعيد طرابلس كعاصمة للشمال وليس قلعة، ومدينة مفتوحة لجميع التجمعات، وأضاف في ظل التفجيرين وما نتج عنهما من خسائر كبيرة بشرية ومادية ومعنوية، وبعد الحديث عن تخوف العلويين في المدينة من ردّات فعل بعد اعتراف يوسف دياب بجريمته، والحديث المتكرر عن هجرة المسيحيين من طرابلس، ارتأت الأمانة العامة لقوى 14 اذار ان تطلق هذه المبادرة لعقد مؤتمر وطني يجمع كافة الاطياف.
فطرابلس من خلال “المؤتمر الوطني” ستؤكد انه لا يمكن وغير مسموح استهداف طائفة بعينها أو مجموعة بسبب انتماء أحد المتهمين بالتفجيرات إليها.
وفي ذات الوقت طرابلس كانت وما زالت تؤكد انها مدينة للجميع من مختلف الطوائف والخيارات السياسية شرط الالتزام بخياراتها السلمية، واعلن علوش بأن الموعد المحدد لعقد المؤتمر الوطني هو في شهر كانون الاول المقبل، وان الأمانة العامة تعمل اليوم على وضع الخطوط العريضة للمؤتمر وتحضر كشوفات بالجهات وأسماء الشخصيات المنوي دعوتها للمشاركة في المؤتمر.
وخوفاً من استمرار أخذ طرابلس رهينة التوتر بين جبل محسن وباب التبانة سارعت القوى السياسية الفاعلة في المدينة إلى اجراء تحركات عاجلة من أجل تطويق أي ذيول قد تنسف الامن الهش في المدينة، وهذه التحركات من المتوقع ان تزداد وتيرتها في الأيام القليلة المقبلة خصوصاً مع انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك.
وفي هذا الإطار، زار وفد من الأمانة العامة لقوى 14 آذار، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وأعلنت نيتها عقد خلوة كبيرة على شكل مؤتمر وطني عام في الشمال بمشاركة كل الطوائف وقيادات المجتمع الأهلي للتأكيد على مواجهة أي هواجس وطنية تحت راية العيش المشترك.
من جهته، أمل الشعار في أن تكون طرابلس والشمال الحجر الأساس للسلم الأهلي في لبنان، مؤكداً انه لا ينظر لأي فريق من حيث قوته أو ضعفه.
امنياً، اقتحمت مجموعة مسلحة مستشفى المنلا في طرابلس من أجل إطلاق سراح الموقوف يحيى السقا، فحصل تبادل لاطلاق النار بين دورية من سرية طرابلس والمسلحين الذين فشلوا في إطلاق سراحه.

مخطوفو اعزاز
على صعيد المساعي لاطلاق مخطوفي اعزاز، أوضحت مصادر رسمية أن الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس سليمان بأمير قطر تطرق إلى ملف مخطوفي اعزاز، مؤكدة أن رئيس الجمهورية قدم لأمير قطر تهانيه بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي قطع زيارته إلى بلجيكا، ووصل إلى تركيا، ثم عاد ليلاً منها على متن طائرة خاصة قيل انها “قطرية” بعد محادثات مع الطاقم التركي المفاوض، وصفت بالايجابية بشأن مخطوفي اعزاز، حيث توقع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال انباء سارة حول الإفراج عن المخطوفين، في وقت قد لا يتعدى الشهر الجاري.
وجاء تحرك اللواء إبراهيم، غداة اتصال تلقاه من الجانب التركي، يُشير إلى ايجابيات طرأت على الملف، ولا بدّ من التباحث فيها.
وكشف مصدر أن الوسيط التركي اثار اللائحة النهائية المتعلقة بالسجينات السوريات لدى النظام، فضلاً عن الصدامات الجارية بين جماعة “داعش” ولواء عاصفة الشمال.

السابق
المستقبل: نهاية سعيدة قريبة لمخطوفي أعزاز
التالي
الشرق: اتصال جنبلاط بالحريري…صجي والحكومة تنتظر اشارة خضراء اقليمية