الشرق: اتصال جنبلاط بالحريري…صجي والحكومة تنتظر اشارة خضراء اقليمية

كتبت ” الشرق ” تقول: لا تزال البلاد في عطلة سياسية، وليس هناك ما يبشر بحلحلة قريبة، خصوصا في ملف تشكيل الحكومة، مع انقطاع قنوات الاتصال بين المعنيين في “التشكيل”، وبقاء كل فريق على موقفه وشروطه الى الان، اللهم الا اذا توفر الضوء الاخضر الاقليمي لتسوية شاملة تتضمن اكثر من ملف، من بينها الملف الحكومي بكل تشعباته لجهة تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب والتوافق على البيان الوزاري.
ونقلت وكالة الانباء المركزية عن مصادر وصفتها بـ “الواسعة الاطلاع” تأكيدها ان صيغة 9-9-6 التي يتمسك بها فريق 8 اذار ويعتبرها مدخلا وحيدا للتشكيل، غير مرفوضة رئاسيا لا بل يمكن ان تشكل احد الممرات الى الحلول المنشودة، الا انها اعتبرت ان الرضى الرئاسي ليس كفيلا وحده بتعبيد طريق التأليف ويحتاج الى مجموعة عناصر ومقومات غير متوافرة بعد، خصوصا ان الاجواء المحيطة بهذا الواقع تؤشر الى عودة الامور الى المربع الاول.
الا ان المناخات السوداوية التي تلف ملف التشكيل لا تبدو منسحبة بالكامل على قوى 8 اذار التي تحدثت مصادر قيادية بارزة فيها عن ايجابية طرأت بعد مواقف النائب وليد جنبلاط الاخيرة. وتمنت على الرئيسين سليمان وسلام استمزاج رأي قوى 14 اذار حول صيغة 9-9-6 والاطلاع منها على موقفها بوضوح في ضوء معلومات تحدثت عن عدم اعتراضها عليها.
وليس بعيدا، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى استخلاص الدروس والعبر مما جرى ويجري في جنيف “بأن اقصر الطرق الى مقاربة اي قضايا خلافية مهما كبر شأنها او صغر هو طريق الحوار والديبلوماسية متمنيا استحضار هذا الدرس الى الداخل تكريسا لحق كل لبناني ان يعيش في وطن مكتمل السيادة على اراضيه ومياهه وثرواته وينعم بالامن والآمان. وابدى بري ارتياحه للاجواء والمناخات الايجابية التي بدأت ترشح عن المفاوضات بين ايران ومجموعة دول 5+1 في جنيف”، معتبرا ان ما جرى يشكل انتصارا للديبلوماسية الايرانية في ادارة ملفاتها السيادية والاستراتيجية.
وفي سياق الحوار شبه المقطوع بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، بعد الحملات المتصاعدة بين الطرفين، اكد النائب وليد جنبلاط الذي يعالج من آلام في ظهره في فرنسا انه اتصل بالرئيس سعد الحريري الموجود في المستشفى الاميركي في ضاحية نويي الباريسية واطمأن الى صحته بعد خضوعه لعملية جراحية، الا انه اكد ان زيارته لفرنسا تقتصر على العلاج ولا تشمل لقاءات سياسية، وذكرت “المركزية” ان جنبلاط سيعود الى لبنان الاحد المقبل والنائب السابق الدكتور غطاس خوري، في حين يبقى الرئيس الحريري في المستشفى حتى تماثله للشفاء تليها فترة نقاهة لمدة اسبوعين.
امنيا، شهدت عطلة عيد الاضحى انتكاسات محدودة في بعض المناطق، فبعد ضبط السيارة المفخخة في المعمورة ? الضاحية الجنوبية، شهدت منطقة طريق الجديدة اشكالا بين شبان من المنطقة ومجموعة من “سرايا المقاومة” الحليفة لحزب الله بعدما ظهر احد قيادييها حاملا سلاحه في خطبة عيد الاضحى، الا ان تدخل الجيش حال دون تطور الوضع حيث فرض طوقا امنيا ودهم اماكن مطلقي النار واوقف ثلاثة من المتورطين.
اما طرابلس، التي استعادت هدوءا حذرا في عطلة الاضحى في اعقاب الخضة الامنية التي خلفها توقيف متهمين بتفجيري طرابلس في جبل محسن، فتترقب الخطة الامنية المفترض ان تعيد اليها الامان، لا سيما المرحلة الثانية منها حيث اكدت مصادر متابعة انها تنتظر عودة الرئيس نجيب ميقاتي من الخارج لتوجيه الدعوة لوزراء ونواب طرابلس وربما عكار لتوفير الغطاء السياسي المطلوب للشروع في تنفيذها. وتحدثت المصادر عن عراقيل تواجه هذه المرحلة في ضوء غياب التوافق بين القوى السياسية لا سيما بعد تشنج الاجواء، مجددا بفعل اتهام اشخاص من جبل محسن بالتورط في تفجيري طرابلس وما خلفه من تداعيات على مستوى الشارع استدعت استنفارا سياسيا لتبريدها.
في غضون ذلك، استرعت الانتباه الزيارة المفاجئة للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى تركيا قاطعا زيارته الى بلجيكا اثر معلومات عن جهوزية تركيا للبحث في امر ما طرأ على خط الافراج عن اللبنانيين التسعة في اعزاز. واكد ابراهيم انه عائد الى بيروت عبر تركيا حيث يفترض ان يلتقي بالمفاوضين في ملف المخطوفين. وفي انتظار وضوح الصورة وما اذا كان اللقاء سيحمل الجديد المنشود بالافراج عن هؤلاء والذي ذهب البعض الى تحديده بـ48 ساعة، فيما تحدثت معلومات عن اتصال امير قطر تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس سليمان لتأكيد انهاء ملف المخطوفين في اسرع وقت، فان مصادر على صلة بالملف اكدت ان المفاوضين عادوا الى دائرة التجاذب ولعب الورقة تلو الاخرى، بحيث حصل ما كان يخشاه المسؤولون اللبنانيون ويحذرون منه، اذ ابلغ الخاطفون عن لائحة جديدة باسماء نسوة معتقلات في السجون السورية غير لائحة الـ128، ووعدوا بتسليمها الى المسؤولين اللبنانيين خلال يومين. وهو ما خلف استياء في صفوف الجهات المفاوضة التي تسجل تململا من اداء الخاطفين الذين يتبدل المفاوضون باسمهم في شكل دوري.
على خط آخر، ذكرت “المركزية” ان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيتوجه في 22 الجاري الى قطر تلبية لدعوة وجهها اليه امير البلاد بهدف التعارف.

السابق
اللواء: سليمان يحثّ سفراء الدول الكبرى على المساعدات
التالي
الأخبار: ودّ مستجد بين بري وعون