السفير: قرار رئاسي سوري بالتسهيل صفقة أعزاز نحو نهاية سعيدة ؟

كتبت “السفير ” تقول: “كلما ازداد المشهد العسكري احتداما عند حدود لبنان الشرقية، ارتفع منسوب المخاوف الأمنية في الداخل اللبناني”. هذه المعادلة رفعت منسوب المخاطر، وفي الوقت نفسه، الاستنفار الأمني الرسمي، سواء عبر الانتشار الذي تنفذه أربع سرايا عسكرية في الجيش اللبناني على طول المقلب الشرقي لبلدتي عرسال والقاع، أو عبر الاستنفار الأمني الداخلي.
ووفق مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، فإن فرضية أن تكون “سيارة الموت” التي تم اكتشافها، عشية عيد الأضحى، في الضاحية الجنوبية، قد انطلقت من منطقة القلمون السورية، تستوجب مضاعفة الاجراءات العسكرية والأمنية ليس في الضاحية فحسب، بل في جميع المناطق اللبنانية.
وقالت المصادر لـ”السفير” إن ثمة تهديدا أمنيا جديا “علينا أخذه بالحسبان”، مشددة على وجوب أن يكون الجميع شريكا في مركب الحماية الوطنية.
وبينما كان هاجس الأمن يشغل بال أهل السلطة، استمرت السياسة في اجازة قسرية مفتوحة، بينما ظل ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز، محور اتصالات بين بيروت وعدد من عواصم المنطقة، كان البارز فيها معايدة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، يوم الاثنين الماضي، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وهو الاتصال الذي وضع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الأهالي في حيثياته المرتبطة بقضية لبنانيي أعزاز.
وعلمت “السفير” بأن اللواء ابراهيم، فور تبلغه، أمس، “بروز ايجابيات جديدة”، قرر قطع زيارته الرسمية لبروكسل، وتوجه من هناك على الفور الى العاصمة التركية، وأمضى فيها يوما ماراتونيا، وشارك في الاتصالات هناك، ممثلون عن الجانبين التركي والقطري وبعض ممثلي المجموعة التي خطفت لبنانيي أعزاز.
وشارك في جزء من هذه المفاوضات، عبر الهاتف، مدير مكتب الأمن القومي في سوريا اللواء علي المملوك، الذي أبلغ ابراهيم قرارا رئاسيا سوريا بالتجاوب مع أي مطلب لبناني يمكن أن يؤدي الى اطلاق سراح المخطوفين التسعة، واتفقا على لقاء يعقد بينهما في الساعات المقبلة.
وقال ابراهيم فور وصوله في ساعة متأخرة من ليل أمس الى بيروت لـ”السفير”: اننا بلغنا مرحلة متقدمة جدا، لا بل أستطيع القول اننا دخلنا مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على صفقة أعزاز. وأوضح ردا على سؤال أنه لو قبل الجانب اللبناني بتجزئة القضية، لكنا شهدنا أول فصول ذلك قبيل عطلة عيد الأضحى، لكن الدولة اللبنانية رفضت التجزئة وأصرت على أن يكون الافراج شاملا عن اللبنانيين التسعة.
وبينما اشاد ابراهيم بدور كل من تركيا وقطر وسوريا، لم يستبعد امكان أن يقوم بزيارة العاصمة التركية مجددا.
ورفض ابراهيم الخوض في موضوع مطالب الخاطفين، لكن مصادر ديبلوماسية لبنانية في العاصمة التركية نفت وجود أية أبعاد مالية للصفقة، وقالت لـ”السفير” ان مطالب الخاطفين تتمحور حول عشرات المعتقلات في السجون السورية (تردد أن العدد يتراوح بين مئة ومئتي معتقلة سورية).
وأعرب وزير الداخلية مروان شربل عن ارتياحه لمسار الامور، وامل ان يطوى هذا الملف في الايام المقبلة، وقال لـ”السفير” انه “يفترض ان نكون قد وصلنا الى الخواتيم، وهناك بعض الاسئلة والاجوبة المتبادلة، وفي كل الاحوال نأمل أن تكلل جهود اللواء ابراهيم بالنبأ السعيد الذي ينتظره ذوو المخطوفين”.
ورفض ذوو المخطوفين الدخول في مسألة المواعيد، الا انهم اشاروا الى تعادل منسوب التفاؤل والحذر، وقالوا انهم تبلغوا ايجابيات جديدة حول قرب التوصل الى نهاية سعيدة لهذه القضية.

السابق
النهار: هل رُبطت مقررات نيويورك بالحكومة الجديدة؟
التالي
الديار: استشهاد اللواء جامع جامع في معركة ضارية في دير الزور