الأخبار: ودّ مستجد بين بري وعون

كتبت “الأخبار ” تقول: غابت الاتصالات السياسية، فملأت اتصالات التهنئة بالعيد الفراغ. وبين الحليفين اللدودين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، كان للتهنئة أثر إيجابي في علاقتهما المتأزمة بسبب ملف النفط
في غياب الحركة السياسية الداخلية التي تنتظر وجهة الرياح الإقليمية والدولية، أتت اتصالات التهنئة بعيد الأضحى لتعوّض غياب التواصل السياسي، حتى بين الحلفاء. ولعل أبرز ما جرى في عطلة العيد كان الاتصال الهاتفي الذي أجراه العماد ميشال عون بالرئيس نبيه بري، لتهنئته بالعيد.
ولا تكمن اهمية الاتصال في مجرد حصوله بعد السجالات الحادة التي خاضها الطرفان أحدهما ضد الآخر على خلفية ملف النفط، بل في “الود” الذي تحدّثت مصادر الطرفين عن انه طغى على مضمون المحادثة بينهما، كما على الاتصال الذي أجراه وزير الطاقة جبران باسيل ببري، لتهنئته بعيد الأضحى. واكدت مصادر متابعة للعلاقة بين الطرفين أن الاتصالين أديا إلى تجميد السجال بينهما، فضلاً عن “الاتفاق بشكل لا يقبل اللبس على ضرورة عقد جلسة لمجلس الوزراء لإقرار المرسومين” اللذين تحتاج إليهما وزارة الطاقة تمهيداً لفتح باب المزايدات بين الشركات المؤهلة للتنقيب عن النفط والغاز قبالة السواحل اللبنانية.
وأكدت المصادر أن بري وعون وباسيل أكدوا ضرورة ألا يشترط الرئيس نجيب ميقاتي التوافق على كامل تفاصيل الملف النفطي لعقد جلسة لمجلس الوزراء، “إذ إن اختلاف الآراء حق لكل منا، طالما أننا متفقون على مبدأ عقد جلسة”. وبحسب المصادر ذاتها، فإن “العبرة تبقى في إمكان ترجمة هذا الود بين بري وعون”، وخاصة أنه سبق لهما أن توافقا على العديد من الملفات، لكن العلاقة بينهما كانت تعود إلى التأزم في كل مرة.
وفي ظل جمود الاتصالات في شأن تأليف الحكومة، نجحت الاتصالات السياسية في عقد لقاء مسيحي أمس في بكركي. ورعت البطريركية المارونية اللقاء الذي حضره المطران سمير مظلوم وضم عن حزب الكتائب نائب رئيس الحزب سجعان قزي، الوزير سليم جريصاتي عن تكتل التغيير والإصلاح، الوزير يوسف سعادة عن المردة والنائب إيلي كيروز عن حزب القوات اللبنانية. كما حضر بعض الذين سبق أن قدموا أوراق عمل إلى بكركي، ومنهم نائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي عن لقاء بيت عنيا، فيما تغيب منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد، الذي سبق أن قدم ورقة عمل من لقاء سيدة الجبل. وتحدثت أوساط المجتمعين عن أجواء إيجابية طبعت اللقاء الذي سيحدد اليوم موعده الثاني.
وتزامناً مع هذه اللقاءات، وفيما يستعد البطريرك الماروني بشارة الراعي لزيارة رسمية إلى قطر بدعوة من أميرها تميم بن حمد، بدأت قضية المسيحيين المشرقيين تأخذ أبعاداً جديدة مع تعدد المؤتمرات التي تعقد حولهم، في وقت تشكك مصادر كنسية رفيعة في فائدة هذه اللقاءات، بعدما كثرت في الآونة الأخيرة. وتوقفت أوساط في قوى 14 آذار عند هذه المؤتمرات، التي “لم يظهر أنها ستخرج بخطوات عملانية في ما يتعلق بالوجود المسيحي”. ففي الربوة، يعقد المؤتمر الأول لمسيحيي المشرق في 26 و27 تشرين الأول الجاري، برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وفي الثاني من تشرين الثاني، يعقد اللقاء المسيحي في بيت عنيا مؤتمراً مسيحياً مشرقياً، وفي الثالث منه مؤتمراً مسيحياً لبنانياً.
وفي الإطار ذاته، دعا النائب ميشال عون بعد زيارته بكركي ولقائه الراعي المسيحيين “إلى الوحدة لمواجهة هذه الأزمة، حتى في ظل وجود تنافس سياسي، فهناك قضايا مصيرية يجب أن نتساعد على مواجهتها”. كما أكد أن “زيارة الراعي أمر طبيعي جداً، فسيدنا يهتم كثيراً بمسألة الوضع اللبناني المقلق حالياً”.

شربل والنهاية السعيدة
من جهة ثانية، أكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أنه “عائد إلى بيروت عبر تركيا حيث من المفترض أن يلتقي بالمفاوضين في ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز”. كما أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل أن “أنباء سارة وطيبة ستظهر هذا الشهر في ما يتعلق بقضية المخطوفين اللبنانيين في أعزاز والطيارين التركيين المختطفين في بيروت”. وأشار شربل إلى “نهاية سعيدة لإغلاق ملف مختطفي أعزاز لا تتعرض لأي عراقيل”، لافتا إلى أن “الحل على الطريق الصحيح”.

سيارة المعمورة
على صعيدٍ آخر، تبين أن السيارة التي عثرت عليها القوى الأمنية في الضاحية الجنوبية لبيروت أول من أمس، قد انتقلت ملكيتها من شخص إلى شخص أكثر من مرة، وأن آخر من اشتراها كان أحد الأشخاص من معرض لبيع السيارات في مدينة طرابلس بواسطة أوراق ثبوتية سورية، من دون أن يكون للاسم المذكور أي سجل أمني في لبنان، في حين تعمل الأجهزة الأمنية على متابعته.

السابق
الشرق: اتصال جنبلاط بالحريري…صجي والحكومة تنتظر اشارة خضراء اقليمية
التالي
الجمهورية: إتصال مُجاملة بين الحريري وجنبلاط