الأغرب من الخيال!

حال لبنان من حال العالم العربي. في السراء والضراء. والتجارب المتواصلة منذ نكبة 1948 حتى يومنا هذا تغني عن أيّ سرد للتفاصيل، وعن أي شرح يطول عن الأسباب، ومصدرها، وأربابها.

 

وفي كل الحالات. وتحديداً في هذه المرحلة الخطيرة التي تضجّ بالأحداث، والصدامات المسلّحة، والاضطرابات التي تعمُّ مصر، والعراق، وسوريا، وتونس، وليبيا، واليمن، وقد انضم السودان أخيراً إلى اللائحة.

ومَنْ يدري أي بلد عربي هو التالي المرشَّح للانزلاق إلى “الربيع الأسود” الذي تكشَّفت أحداثه عن فخاخ ومكامن لا تخطر في بال.

على هذا الأساس، وإزاء هذا الوضع المكهرب جداً، ليس في الإمكان التوقُّف طويلاً عند محنة تأليف الحكومة السلامية، ومعاناة الرئيس المكلّف تمّام سلام طوال هذه الأشهر.

فدود الخلّ منه وفيه، والعرقلة “التأليفيّة” ابنةٌ شرعيّةٌ للحرب الضروس في سوريا، وللهواجس والمخططات التي تحيط إيران نفسها بها، وتوزّع فُتاتها وفضلاتها على المنطقة… مع حفظ الحصة الكبرى للبنان دائماً وأبداً. ولألف سبب نُشرت مع شروحها وتفسيراتها فوق سطوح الكرة الأرضيّة.

وبصورة خاصة فوق سطح البيت الأبيض، وحيث يقيم الرئيس باراك أوباما، لا ليدير سياسة أميركا ونصف الكرة الأرضيّة، إنما ليحاول إنقاذ “الستايتس” من حامولة الانهيار الاقتصادي، والإفلاس الذي يقيم ويقعد وينام في حضن الدولة الأكبر والأعظم والأقوى… في هذه اللحظات.

ثمّة عوامل وأسباب متعدّدة أوصلت الأوضاع في بعض دول “الربيع العربي” إلى ما هي عليه اليوم، كما أوصلت أميركا بدورها إلى شفير السقوط في هوّة الفشل داخليّاً وأوروبيّاً وعربيّاً. وعلى نحو لم تألَفه أمبراطورية العصر من قبل… حتى خلال إفلاس الثلاثينات.

لكن الخبراء والمحلّلين والمطّلعين والمقرّبين، لا يستبعدون أن تكون المنظمات الصهيونيّة خلف هذا الزلزال الدولي الإقليمي المحلّي شبه الشامل، كما لا يجدون مبرّراً لتبرئة المنظمات ذاتها من الأحداث التي تعصف بمصر و”زميلاتها” في “الربيع الخريفي”.

وخصوصاً بعدما اضطر الرئيس أوباما إلى تبنّي “قضيّة” الإخوان المسلمين في مصر وتأييدهم علناً، في الوقت الذي كانت إدارته تذيع على الملأ تجميد المساعدات والمعدّات، وما إليها من العطاءات للقاهرة. ونكاية بالحكم الانتقالي الذي يقوده بشجاعة وحنكة المشير عبدالفتاح السيسي.

كثيرون دُهشوا للوهلة الأولى، وهم يتابعون اهتمام واشنطن اليومي بحركة “الإخوان” في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا…

كما لا تزال أوروبا مندهشة ومستغرِبة امتناع الإدارة الأميركيّة عن دعم الثورة السورية ولو بالحدّ الأدنى من السلاح المادي والمعنوي.

إنها مجرّد أمثلة مذهلة عن واقع غريب حقاً. إنما متى عُرف السبب بَطُلَ العجب.

إذاً، فتّش عن إسرائيل في هذه الحلقة الشيطانية.

السابق
8 قتلى و21 جريحا في تفجير إستهدف مصلي العيد
التالي
ليس المطلوب كثرة المرشحين بل نوعية