البناء: استغلال سياسيّ يهدّد الوضع الأمنيّ في طرابلس

كتبت “البناء ” تقول: دخلت البلاد في عطلة الأضحى حيث ينتظر أن تعود الحركة والتجاذبات من جديد حول الحكومة في ظلّ أجواء تؤشّر إلى أن الرئيس المكلف تمام سلام أصبح في وضع حرج للغاية لا سيما في ضوء سقوط ما سمّي بخيار الحكومة الحيادية نهائياً وبروز خيارين آخرين لا ثالث لهما:
إما تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة أو الاعتذار واستمرار الفراغ.
ولا تظهر في الأفق حتى الآن أية إشارات إيجابية تدل على أن تيار “المستقبل” بصدد تعديل موقفه طالما أنه لم يتلقّ الضوء الأخضر من المملكة العربية السعودية بقبول ولادة الحكومة الجديدة وهو ما لن تقدم عليه الرياض راهناً في ظل الهزائم التي منيت بها جراء التطورات الأخيرة على صعيد الملف السوري.

موقف أميركي
غير أن المستجدّ في هذا الموضوع ما تسرّب أخيراً عن موقف أميركي يؤيد تشكيل حكومة جديدة ولا يمانع في صيغة الـ 9 ـ 9 ـ 6 فهل تنصاع “14 آذار” لهذا التوجه أم تبقى تناور في سبيل كسب المزيد من الوقت مع العلم أن الاستحقاقات الداخلية والخارجية تفترض الإسراع في تأليف حكومة تتحمل المسؤوليات في هذه الظروف الدقيقة والصعبة؟
وبانتظار ما سيصدر عن المصيطبة بالنسبة للموقف الأميركي الجديد أكدت مصادر سياسية مطلعة أن لا خيار أمام سلام سوى الذهاب نحو التوافق مع كل الأطراف لتشكيل حكومته المنتظرة وإلا فلن يكون أمامه سوى الاعتذار.
وربطت المصادر بين هذه التطورات وموقف سلام الأخير من بعبدا حيث أعلن أنه سيحسم خياره بعد الأضحى وسيسمّي الأشياء بأسمائها وهو ما فسّرته المصادر على أنه ذهاب نحو الاعتذار.

حزب الله
حزب الله وعلى لسان بعض مسؤوليه ونوابه اعتبر أن “فريق “14 آذار” هو الذي يعطّل المجلس النيابي وتشكيل الحكومة والحوار في لبنان” لافتاً إلى “أن تشكيل الحكومة ينطلق من ركيزة أساسية وهي المشاركة الفاعلة والعادلة وهذا هو مطلبنا لأننا لا نقبل بمنطق الإبعاد والإقصاء والتهميش”.
ورأى الحزب “أن الكلام عن رفض مشاركة من يتمسك بسلاح المقاومة وله دور في سورية بات مملاً ولا يحقق شيئاً وأن فريق “14 آذار” ورغم كل رهاناته وتحالفاته لن يقدر أن يغيّر المعادلات الداخلية أو أي شيء آخر”.

طرابلس والاستهداف السياسي
على صعيد آخر وفي سياق الانهيار والارباك السياسي لدى “تيار المستقبل” وفريق “14 آذار” بشكل عام عاد تسليط الأضواء من جديد على التفجيرات الأخيرة في مدينة طرابلس بغرض استهداف سياسي واضح للحزب العربي الديمقراطي وتغطية القضايا الحقيقية والهروب منها مع العلم أن هذا الموضوع كان استُخدم سابقاً ضدّ متّهمَين آخرين الشيخ هاشم منقارة وتبين لاحقاً زيف هذه الاتهامات وعدم صحتها وها هم يزجون اليوم الحزب العربي الديمقراطي في هذه القضية بهدف إبقاء الساحة متوترة والعزف على الوتر الأمني للهروب من مشاكلهم.
وفي هذا السياق برزت جريمة التسريبات الإعلامية لمحاضر التحقيق مع الموقوف يوسف دياب بعد وقت قليل على توقيفه حيث أشارت مصادر الحزب العربي الديمقراطي إلى أنها بدأت قبل وصوله الى بيروت من أجل التحقيق معه من قبل فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي معتبرة أن هذه التسريبات أخطر من التفجيرين الإرهابيين حيث أن الهدف منها إيقاع فتنة بين أبناء مدينة طرابلس.
وشدّدت مصادر الحزب في حديث لـ”البناء” على أن لا ثقة لها بأي تحقيقات يجريها الفرع مؤكدة ثقتها بالقضاء اللبناني ومشيرة إلى أن معركتها ستكون في القضاء لا في الشارع كما يريدها “المعلومات.”
من جهة ثانية لا يزال الوضع الأمني في أكثر من منطقة على حاله لا سيما في منطقة صيدا التي شهدت العديد من الحوادث الفردية التي حاول تيار “المستقبل” استغلالها سياسياً بالإضافة إلى الأوضاع المتوترة في مخيم عين الحلوة حيث لا تزال قضية القرارات الصادرة عن قيادة حركة فتح بحق القائد السابق للكفاح المسلّح محمود عيسى “اللينو” من دون حلّ.

السابق
الجمهورية: فرع المعلومات أكّد امتلاكه أدلّة قاطعة مَبنيّة على الـداتا و350 شريط فيديو
التالي
الحياة :آفاق مسدودة لتشكيل الحكومة إذا اتفق على الأحجام فستبرز عقبات أخرى