رامي علّيق: فشلنا.. لكن الانبياء تعرضوا للسخرية

ثورة رامي عليق
بعد المشهد المتواضع لثورة 10 اكتوبر وفي اصرار غريب رغم الفشل الظاهر لما عمل عليه طوال أشهر يقول رامي عليق ل"جنوبية": “مهمتنا التالية هي ترجمة كل التعاطف الذي لقيناه الى واقع ملموس، أي ان نقنع الناس بالنزول الى الساحات والتعبير عن رفضهم للواقع الراهن. نعرف أن هذه المهمة صعبة ولكننا مستمرون".

أعلن الدكتور رامي عليق أن “ثورة 10 تشرين الاول ستستمر رغم “.السخرية والتهديدات الامنية ومختلف أشكال الضغوط
وأكد في حديث لـ”جنوبية” أنه “في مقابل حملة السخرية من ثورة 10 اكتوبر التي أطلقتها بعض الاوساط فاننا لمسنا الكثير من الجدية والاهتمام من أوساط مختلفة ومتنوعة”.
وتابع عليق، الذي لم يحشد أكثر من 20 شخصا في ثورة حضّر لها طوال أشهر: “الخطوة التي خطوناها تنقسم الى جزأين، ما يتعلق بما انجزناه كمجموعة أولا ،وما يخص الناس ثانيا. ففي ظل ظروف واليأس والاحباط، خصوصا الخوف من تكرار تجربة قتل هاشم السلمان، فاننا حضرنا ونفذنا كمجموعة متطوعين ما وعدنا به”. وهاشم السلمان كانت قتلته مجموعة شبان يربطون عصبات صفراء على زنودهم أمام السفارة الإيرانية قبل أشهر، لأنّه كان يقود اعتصاما “ضدّ تدخل حزب الله في سوريا”.
وأضاف علّيق: “عملنا ليومين تحضيرا للمناسبة. وحتى الرافعة التي شوهدت كانت تبرعا من أحد المواطنين. وهذه خطوة ايجابية وجبارة. أما في الشق الثاني، أي حشد الناس، فقد فشلنا لاننا نعمل في واقع صعب للغاية، كمن ينحت في الصخر. فاللبنانيون يعيشون منذ أربعين عاما في حالة الحرب الاهلية والانقسام الطائفي والمذهبي. وقد نجحنا، على الاقل، في جذب الانتباه الى ما نسميه ثورة على الذات. فليس سهلا ان تتصدى لحالة عمرها اربعة عقود خلال شهرين فقط، هي فترة التحضير لخطوتنا”.
وأوضح أنه تلقى الكثير من الاتصالات المشجعة من أشخاص كانوا في العادة ينتقدونه: “وهذه مجرد بداية. واذا راجعنا التاريخ لوجدنا أن كل الحركات الثورية الكبيرة بدأها قلة من الافراد. وحتى الانبياء ووجهوا بالاذية والسخرية وكل اشكال الضغوط”.
وقال عليق: في اليوم التالي توقع الكثير أن أصاب باحباط ويأس. وعلى العكس من ذلك تماما، فانا مجبول بتفاؤل غير طبيعي. وكان من المفترض ان يكون هذا اليوم عطلة وراحة، الا اننا لم نرتح وبدانا التفكير والتخطيط للخطوات التالية”.
وتابع، في اصرار غريب رغم الفشل الظاهر لما عمل عليه طوال أشهر: “مهمتنا التالية هي ترجمة كل التعاطف الذي لقيناه الى واقع ملموس، أي ان نقنع الناس بالنزول الى الساحات والتعبير عن رفضهم للواقع الراهن. نعرف أن هذه المهمة صعبة ولكننا مستمرون”.
وعن أشكال الضغوط التي تعرض لها أعطانا مثالا: “قبل التحرك بيومين كنت في عكار، وتحديدا في تكريت وبرقايل. والتقيت عددا كبيرا من المواطنين ولمست تجاوبا ورغبة في المشاركة والنزول الى الساحة الشهداء. وبعد مغادرتي بدأت تحركات الاجهزة الامنية لتهديد هذا وذاك. كما مورست ضغوط أخرى مثل منع سيارات من النزول الى بيروت. لذا فإننا في هذه الاجواء نعتبر ما حصل انجازا يجب ان يستكمل بتحركات أخرى مقبلة. وهذا هو التحدي”.
ولكن ما هي أشكال التحرك الآتية؟ يجيب: “نستعد لوضع خطة جديدة تقوم على زيارة المناطق. فقد سبق وقمنا بثلاثين زيارة سريعة وقصيرة الى أنحاء مختلفة. والمطلوب أن نركز أكثر ونجري لقاءات أطول واعمق مع الناس الذين نزورهم. والتنفيذ لن يكون بعيدا”.
وختم عليق، المليء بحيوية غريبة: “الخلاصة الاهم من تحرك الامس أن فريق العمل كبر بانضمام كثيرين الينا. وهذه بادرة مشجعة. لاننا نعتبر ان فكرتنا عن الثورة على الذات تعبر عن كل الشباب اللبناني، وما نحتاجه هو الدفع قليلا لحثهم على التحرك، وهذا ما حصل بالامس”.

السابق
هكذا تعاقبون وليد جنبلاط
التالي
زواج البنت من والدها بالتبنّي لحمايتها فقط